> على هامش الأحاديث الصاخبة التي طفحت على خلفية حادثة تفجير صباح الخميس الماضي، وتناقلتها الفضائيات، كان بارزا جداً المناداة بضرورة توجه الجنوبيين جميعاً نحو هدف واحد الآن، وهو تقويض وإنهاء الوجود الحوثي ومشاريعه على الأرض، وأن نبتعد كجنوبيين تماماً عن الحديث عن أي مشاريع انفصالية، أو ترسيخ أي شكل ونشاط على الأرض نحو الانفصال!!

طبعاً أنا أرى أن أي حديثٍ بهذا الصدد أن يُوجّه إلى السلطة الشرعية في البلاد، فهي من تكرس كل جهودها وسعيها حصراً الى تفكيك بنية الجنوب، وتقويض أي شكل أو أداء يشير إلى الجنوب ككيان وشعب له هويته وتاريخه وإرثه و.. و ..، وتركت الحرب مع الحوثي جانباً، بل لا توليه أدنى اهتمامٍ مطلقاً، وما يجري في الجبهات يشير إلى ذلك بكل صراحة.. وكل هذا بعد تحرير معظم جنوبنا من القبضة الحوثية!! بل وخطاب ولسان حال هذه السلطة الشرعية أول ما يشير إليه هو ضرورة بقاء جنوبنا موحداً مع الشمال، وهذا هو كابوسهم المسيطر عليهم..

خطاب السلطة الشرعية هذا يعني ضرورة بقاء جنوبنا تحت قبضة النفوذ والتسلط الشمالي لنفس اللصوص والنافذين، بل واستمرار نهب الجنوب المحرر وثرواته وأولها النفط بشكلٍ علني ووقح أيضاً!! وهذا لا يقبله أي شعبٍ على الأرض..

السلطة الشرعية هنا تتماهى تماماً والأداء الحوثي وخطابه بضرورة استمرار الهيمنة والقبضة على الجنوب والشمال معاً، وهي تعمل اليوم بنفس آلية النظام البائد وعقليته الرثة في إدارة البلاد وبنفس أدواته بل وبشكلٍ أكثر رثاثة وسوءاً!! أي استمرار نفس منطق الهيمنة المنبثق عن فكر أهل الهضبة في الشمال بضرورة استمرار قبضتهم على ما دونهم وإبقائهم مجرد عبيدٍ تحت إمرتهم وحسب، وهذا ما نرفضه كجنوبيين وبالمطلق..

إذاً من المفروض أن يعدل في خطابه وممارسته بالتفكيك للآخر وإخضاعه وإلغائه هل هي السلطة الشرعية أو نحن كجنوبيين؟! لاحظوا أن السلطة الشرعية تُنشئ وتدعم كيانات دخيلة وبكل إمكانياتها للوقوف ضدّ الجنوب وتطلعاته المشروعة! بل وتفعل أكثر من ذلك أيضاً!! فمن هو الملوم هنا؟! وإلى من يفترض أن يُوجّه مثل هذا الحديث بتكريس كل الجهود لحرب الحوثي وحسب؟! إلى من يكون هذا الحديث؟!