كتاباتنا في الماضي كانت مجرد ردود

> العميد علي محمد السعدي

> قبل اليوم كنا نكتب وكتاباتنا كانت عباره عن ردود على بعض المتطرفين من الإخوة أنصار أو منتسبي المجلس الانتقالي، وكانت لا تخلو من العتاب الجارح أحياناً في محاولة منا لفرملة بعض المتطرفين وخاصة بعد أن كان لنا انتقاد واضح على النفيرات التي أطلقها هاني بن بريك في حربين مضت عمقت الشرخ الجنوبي.
وردودنا، يشهد الله، إنها من منطلق حرصنا الشديد على اللحمة الجنوبية لأننا نرى أن وصول الأوضاع في الجنوب إلى الاحتراب بين أبنائه ستكون لها انعكاسات خطيرة على طموح الغالبية من أبناء شعبنا.

وفي نفس الوقت لم نكن مدافعين عن الشرعية أو إننا نعتبرهم طيور الجنة كما يظن البعض، بل كنا نحاول أن نتجنب الحديث عن الجنوبيين في الشرعية بغرض إرسال رسائل تطمينية.
إننا في الحراك الجنوبي لا نحمل حقد ولا كراهية لأي جنوبي مهما كان رأيه وفكره، وهي حقيقه وليست فقط مجرد رسائل لكسب الوقت للمكر والخداع، في محاولة واجتهاد بأن نوصل لكل جنوبي يخالفنا الرأي أننا لسنا أعداء لبعضنا وأننا مؤمنون ايماناً راسخاً بأن الجنوب وطن وأن الوطن للجميع، ومن خلالها يتم إصلاح ما تخربه أصوات التطرف على أمل أن نمهد لقبول بعضنا البعض في وطن جنوبي لا يستثنى منه أحد مهما كان رأيه وتوجهه.

دعونا اليوم نقفل كل نقاشاتنا المتشنجة ضد بعضنا لأننا اليوم أمام مستجدات قادمة وهي ستكون ملزمة للجميع.
ونحن الجنوبيين، اليوم بكل انتماءاتنا السياسية والفكرية سنكون أمام أوضاع حساسة جداً وخطيرة، ولهذا فإنه يجب علينا أن تكون قراءتنا قراءة جيدة وببعد نظر حول المستجدات المحتملة القادمة، وماذا علينا فعله أمام كل الاحتمالات السياسية القادمة.

وأنا اعتقد أننا اليوم بأمس الحاجة إلى مد أيادينا لبعضنا ونستبدل لغة الهنجمة والتهديد لبعضنا بلغة (الجنوب يوسعنا كلنا) وبروح المحبة والتآخي واللوم في ما بيننا.
وإذا تفاهمنا وتعاملنا مع كل المتغيرات السياسية بوعي وكبرنا بعقولنا واتسعت صدورنا لبعضنا، باعتقادي، على الأقل سنخرج كجنوبيين بماء الوجه ولن نخسر كل شيء.

أما إذا استمرينا في تكرار نفس لغة ما قبل اليوم، فإنا أظن إننا جميعناً، سواء كنّا في الحراك الجنوبي أو في الشرعية، سندفع ثمناً غالياً وسنفتح المجال واسعاً لخلط الكثير من الأوراق الخطيرة في الجنوب والتي لا تستثني مننا أحد مهما كان رأيه أو توجهه.
والحليم تكفيه الإشارة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى