الانتقالي: الاتفاق لتنظيم العلاقة مع الشرعية لكن الجنوب سينطلق لتقرير مصيره

> «الأيام» غرفة الأخبار

> يسود التفاؤل الأطراف اليمنية قبيل توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، المقرر اليوم الثلاثاء برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية والغربية.

وأفاد مسؤولون في الطرفين بأن اتفاق الرياض الذي رعته السعودية يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة، سوف تمهد الطريق لاستئناف عمليات التنمية والبناء، خاصة في المحافظات المحررة جنوبي البلاد خلال الفترة المقبلة.
وترى أوساط يمنية أن عودة الحكومة إلى العاصمة عدن، واستقرار الوضع الأمني والاقتصادي، سوف يفتح الباب واسعاً أمام الوزارات الحكومية، ولا سيما الخدمية منها، لاستئناف أعمالها وتقديم الخدمات للمواطنين بصورة أفضل، خاصة أن اتفاق الرياض جاء لتجاوز الخلافات والتركيز على البناء والإعمار ومواجهة الانقلابيين.

من جانبه، أكد نزار هيثم، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن المجلس يعول كثيراً على السعودية في إنجاح هذا الاتفاق الذي يدفع باتجاه تنمية وتطوير ونهضة المحافظات المحررة. على حد تعبيره.
وشدد هيثم في تصريحات نشرتها جريدة الشرق الأوسط أمس على أن الاتفاق يؤدي إلى «توجيه السلاح نحو العدو المشترك للجميع، المتمثل في الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، كما يؤسس لمرحلة مقبلة من الشراكة والتعاون في جميع المجالات، سواء العسكرية أو الاقتصادية مع السعودية».

وتابع: «أيضاً يحدد ملامح العلاقة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة المقبلة حتى يتم تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ومن ثم ينطلق الجنوبيون فيما بعد لتحديد مصيرهم السياسي الذي يحقق تطلعات الشارع الجنوبي».

وفي ردّه على سؤال حول الترتيبات الجارية حالياً في العاصمة المؤقتة عدن قبيل تنفيذ اتفاق الرياض على الأرض، قال نزار هيثم: «حالياً السعودية تعمل على الأرض بعد أن قدمت إلى العاصمة المؤقتة عدن لتهيئة الأمور في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وكانت لها لقاءات مع جميع المعنيين بهذا الشأن، وأعتقد أن الأمور أكثر من ممتازة، ونحن متفائلون طالما السعودية هي من تقود هذا الأمر».

وجدد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، «دعوة الحكومة للتعامل البناء مع الاتفاق، والابتعاد عن المزايدة والمناكفات السياسية والعمل الصادق على إنجاح الاتفاق»، وأشاد بالجهود الاستثنائية المتواصلة للسعودية لجمع كلمة اليمنيين وتوحيد جهودهم في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، معتبراً ذلك «تجسيداً عملياً لحنكة الدبلوماسية السعودية ودورها البناء والريادي في اليمن والمنطقة».

وكان محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، أكد أن مراسم التوقيع الرسمي على «اتفاق الرياض» بين الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، ستكون اليوم (الثلاثاء)، بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وقال السفير آل جابر، في تغريدة عبر صفحته بـ «تويتر»، إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أثمرتا التوصل لـ «اتفاق الرياض» بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، متمنياً أن يكون فاتحة خير لمرحلة جديدة من الاستقرار والأمن والتنمية في اليمن.

ويتمثل الهدف الأول للمحادثات التي جرت في مدينة جدة السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في توحيد جبهة مكافحة الميليشيات الحوثية، وهي خطوة لا يمكن أن تتحقق بسهولة في ظل نفوذ حزب الإصلاح الإخواني في الشرعية وسيطرته على مفاصلها.
المجلس الانتقالي شارك بفاعلية كبيرة في محادثات جدة التي أفضت إلى اتفاق يُنتظر التوقيع عليه اليوم في العاصمة السعودية الرياض.

وجاءت هذه المشاركة من أجل توحيد الجبهة أمام الحوثيين وذلك امتدادًا للمشاركة الجنوبية الصادقة في التصدي للإرهاب الحوثي.
في المقابل، عمدت حكومة الشرعية إلى إفشال هذا الاتفاق بأي طريقة، إدراكًا من حزب الإصلاح الإخواني أنّ المرحلة المقبلة ستشهد استئصالًا كاملًا لنفوذه من الحكومة الخاضعة لاختراقه.

واستطاع "إخوان الشرعية" على مدار سنوات الحرب، من التواري وراء الحرب على مصطلح "الشرعية" بغية توسعة نفوذهم وتحقيق مكاسب مالية وسياسية وعسكرية، وقد انخرطوا في تحالف مروّع مع الحوثيين، تضمّن تجميد الكثير من الجبهات أمام الميليشيات وتسليم الانقلابيين مواقع إستراتيجية أخرى.
ومن المنتظر أنّ يتم التوقيع على اتفاق الرياض اليوم، حسبما أعلن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، فبات من المهم الحديث عن تصدٍ محكم لنفوذ الإخوان على الأرض في مرحلة ما بعد الاتفاق.

ويقول الكاتب والمحلل هاني مسهور: "اتفاق الرياض جاء لهيكلة الشرعية كخطوة أولى يجب أن تستكمل بإدراج الإخوان والحوثي كتنظيمات إرهابية، هذا هو المحك القادم الذي يدرك حزب الإصلاح أهمية إفشال الاتفاق ولو في مرحلة قادمة".
ويضيف في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "المبادرة الخليجية أفشلها الإخوان بمحاولتهم اغتيال الرئيس صالح في جامع النهدين.. كله حسب التقاليد".

يُشير ذلك إلى أنّ الأهم من إعادة تشكيل حكومة جديدة خالية من "الإصلاح" وفقًا لاتفاق الرياض، هو التعامل مع المؤامرات التي سيُنفِّذها الحزب الإخواني حتى لو تمّ توقيع الاتفاق، ما يعني أنّه سيكون من الضروري اتخاذ إجراءات سياسية وعسكرية تُجهض هذه التحرُّكات الإخوانية المتوقعة.
مختصون في الشأن اليمني اعتبروا «اتفاق الرياض» انتصارا للشعب اليمني وتوحيد للصف في مواجهة المشروع الإيراني الطائفي، فاليمن يعيش مرحلة تاريخية هامة لتحقيق الاستقرار والقضاء على ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

وأشاروا، خلال تصريحات متفرقة نشرتها جريدة الرياض السعودية، إلى أن توقيع الاتفاق سيوحد الصف ويحقق الاستقرار لمواصلة البناء والتنمية للشعب اليمني.

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني نبيل عبدالحفيظ لـ «الرياض»: «اتفاق الرياض نموذج من نماذج وقوف المملكة مع اليمنيين، وبالفعل المملكة هي الطرف الوحيد المتواجد في كل حدث يهم المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، ولا ينسى الشارع اليمني أحداث عدن ووقفة المملكة مع الوحدة اليمنية وجهدها الكبير من خلال اجتماع جدة للوصول إلى هذا الاتفاق الهام، والذي يعيد ترتيب وحدة الصف اليمني».

وأكد أن الحل السياسي الذي قدمته المملكة يمنح التفاؤل، لأنه يوقف حالة الاقتتال والصراع، ويعيد الحكومة لعدن لممارسة مهامهما.
بدوره، بيّن المحلل السياسي خالد الزعتر أن اتفاق الرياض خطوة باتجاه ترتيب الأولويات وتوحيد الجبهة الداخلية.

وقال: «اتفاق الرياض خطوة داعمة لاستكمال تحرير الأراضي اليمنية، وقطع الطريق على الحوثيين في توظيف ذلك لمصلحة إعادة ترتيب أوراقه».

وأضاف، الاتفاق انتصار لكافة الأطراف اليمنية التي تتوحد أهدافها في مواجهة الإرهاب، كما يأتي ليرسخ مبدأ الشراكة بين كافة الأطراف اليمنية، وبالتالي قطع الطريق أمام سياسيات الهيمنة والإقصاء التي لا تخدم المصحة اليمنية.. مبينا أن الاتفاق الرياض يأتي نتيجة لجهود سياسية بذلتها المملكة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والعمل على ردم هوة الاختلاف، وبناء الثقة بين كافة الأطراف، وبالتالي فإن نجاح حوار جدة، والخروج باتفاق الرياض، يؤكد قدرة المملكة على احتواء الخلافات بين كافة الأطراف اليمنية، والعمل على استعادة الثقة بين الأطراف بما يخدم الوحدة اليمنية.

وشدد على أن اتفاق الرياض بين للكل أن المملكة تقف على مسافة واحدة بين كافة المكونات اليمنية.
وأوضح الزعتر أن اتفاق الرياض انتصار لمستقبل اليمن، وبالتالي على جميع الأطراف اليمنية أن تتعامل مع هذا الاتفاق بما يغلب المصلحة اليمنية، وقطع الطريق أمام محاولات إعادة حالة التأزم من جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى