كلمة اليوم.. فرصة أخيرة للكل

> بقلم/ رئيس التحرير

>
نبارك توقيع اتفاق الرياض.. نبارك لكل جنوبي وجنوبية الاعتراف الرسمي والدولي بالجنوب وقضيته العادلة.. لكنها بداية الطريق.

وقع المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يوم أمس الثلاثاء، اتفاقاً لتقاسم السلطة في العاصمة السعودية الرياض، بحضور ولي عهد المملكة، الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد.

ويشكل التوقيع بحد ذاته أول اعتراف رسمي ودولي بالجنوبيين ككيان سياسي منفصل داخل اليمن، له حقوق وممثلون مستقلون.

ويأتي التوقيع بعد نضال خاضه الجنوبيون لأكثر من ربع قرن، منذ حرب 1994م الظالمة وحروب دمرت الجنوب كان آخرها حرب 2015 التي دمرت عاصمة الجنوب عدن بشكل غير مسبوق.. لكن في كل شر هناك خير، فحرب 2015م نتج عنها قيام الجنوبيين، كرجل واحد، ضد الغزو الآتي إليهم من أقصى شمال اليمن إلى أقصى الجنوب، وانتصروا عليه انتصاراً مبهراً، بمساعدة أشقائهم في الإمارات والمملكة، الذين بذلوا في سبيل ذلك النصر أرواح أبنائهم وأموالهم.

ولم يتحقق هذا الانتصار الجديد، ليلة أمس، إلا بدعم سياسي كبير من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كان يحلو لكل فاسدي الشرعية وصفها بأقذع الألفاظ منذ دخولها وحتى خروجها من عدن، واستمروا في حربهم الإعلامية ضد الإمارات لعلمهم بما كان يدور خلف الأبواب المؤصدة.

اليوم لا يسعنا كجنوبيين إلا أن نقدم خالص شكرنا لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لوقوفهم بجانبنا، بعد أن حاول أحد الأطراف إبادتنا على أرضنا.

وقد بذلت الإمارات العربية المتحدة، على وجه الخصوص، مجهوداً جباراً في تدريب وتأهيل الجنوبيين ليشكلوا بذرة لجيش جنوبي حقيقي قادر على الدفاع عن أرضه ومكتسباته، وهو مالم يرق لأولئك الذين أقصوا أبناءنا وشبابنا عن العمل الأمني والعسكري بكل الوسائل العنصرية المقيتة.

ولا ننسى جهودها الإنسانية على طول البلاد وعرضها، جنوباً وشمالاً، فلا تخلو مدينة أو قرية من بصمة الإمارات فيها.

ولم يكن الجنوبيون في أي يوم من الأيام جاحدين أو ناكري جميل، بل ستثبت الأيام القادمة صدق نواياهم وجديتهم في الوفاء لمن هم أهل للوفاء، فالقادم على منطقتنا العربية من فوضى تعتمل في كافة أرجائها تجعل من الضرورة بمكان التحضير لما هو آت.

وقد قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في حفل التوقيع، إن الاتفاق "مرحلة جديدة في استقرار اليمن (..)، ستكون المملكة معكم فيه كما كانت دوماً". وإليه نقول: "بل سنكون نحن كجنوبيون سدكم المنيع لأمن المنطقة".

إن التوقيع، أمس، على اتفاق الرياض هو نتاج سنتين من العمل المتواصل لانتزاع الاعتراف بالجنوبيين وسط جهود بذلتها كافة الأطراف لمنع ذلك الاعتراف، من محاولات لإشعال الفتن والحرائق بين الجنوبيين إلى محاولات تركيعهم وملئهم باليأس عبر حرب الخدمات إلى طوفان من الهراء الذي غذوا به المجتمع الدبلوماسي داخل وخارج اليمن.

قالوا إن الجنوبيين سيتناحرون فيما بينهم، وزرعوا الخوف من كل ما هو جنوبي لدى الديبلوماسيين الأجانب، حتى وصل نفس الديبلوماسيين إلى النتيجة الحقيقية بأن كل ذلك الحديث هراء.
قالوا إن الجنوب هو مرتع للجماعات الإرهابية المتشددة حتى فضحتهم الحرب الأخيرة بأنهم هم من يستخدمها ويوظفها لصالح أعمالهم.

قالوا إن الجنوبيين رعاع خارجين عن القانون، فحافظ الجنوبيون على نسبة عالية من النظام في مناطقهم التي غابت عنها الدولة عمداً.

وأخيراً فضحوا أنفسهم بأنهم ليسوا سوى فسدة وتجار حروب، فالعالم كله شاهد على الفساد الأسطوري في الدولة والحكومة.. والحرب القادمة، حرب تنظيف البلاد من الفساد، هي الحرب التي يجب على الجميع الانخراط فيها.

يوم أمس، هنّأ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، الجانبين بتوقيع الاتفاق، وقال: "إن الإصغاء إلى أصحاب المصلحة الجنوبيين المعنيين بالأمر، غاية في الأهمية للجهود السياسية المبذولة لإحراز السلام في البلاد"، وهو اعتراف بأنه لا سلام في المنطقة بدون الجنوبيين.

والكرة الآن في ملعب الإخوة في صنعاء لحسم أمورهم وتوحيد صفوفهم في وجه العدو المشترك للشعبين في الجنوب والشمال، وفتح القنوات مع إخوانهم من المجلس الانتقالي الجنوبي، برعاية إقليمية ودولية لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة.
والله ولي التوفيق..​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى