بسبب عدم صرف مرتباتهم.. عسكريون بالمنطقة «الرابعة» يواجهون الجوع بأعمال هامشية

> تقرير/ وئام نجيب

> الظروف المادية الصعبة أجبرت العديد منهم على بيع أثاث منازلهم لإعالة أسرهم
أمام أحد فروع بنك الكريمي بالعاصمة عدن يتردد العشرات من العسكريين يومياً للاستعلام عن صرف الرواتب التي تأخر صرفها للشهر الرابع.
وتسببت أحداث أغسطس الماضي بتوقيف صرف رواتب العسكريين في عموم محافظة المنطقة العسكرية الرابعة والتي تضم: عدن، لحج، أبين والضالع، وهو ما ضاعف معاناة المنتسبين للسلك العسكري وكذا الأمني.

ودفعت الظروف وتداعيات توقيف المرتبات الكثير إلى حافة المجاعة وأجبرت غالبيتهم للبحث عن فرصة عمل هامشية لإطعام أطفالهم ولو بتوفير جزء بسيط من متطلبات الحياة الضرورية.

ظلم كبير
"
عبده حسن
عبده حسن
ربنا يرزق الطير في السماء، أما الراتب فلا يزال حتى الآن متعسر، ورحلتي مع الدين لا تنتهي وتتكرر يومياً، ولا طعام لأولادي"، هكذا تحدث لـ«الأيام» المساعد أول في الجيش عبده حسن.
وتابع قائلا: "نحن مظلومون، ليس لدي مصدر دخل آخر، ومحروم من الترقيات والمستحقات، كما أن القادة والخبرات الحقيقية هم الآن في المنازل والشوارع، ونلمس الظلم أمامنا حيث يتم إعطاء الجندي المستجد كافة حقوقه، بينما نحرم نحن من قوت أولادنا وأبسط من حقوقنا الأساسية المتمثلة بالراتب".

منذ أسابيع يتردد حسن على أحد فروع بنك الكريمي، أملاً في إعلان صرف رواتبه المتأخرة لكنه يعود يومياً يحمل الحسرة والألم ويواجه التزامات المنزل ومصاريف الأولاد بمزيد من الديون.
يقول حسن: "في الأسابيع الماضية سمعنا أخبارا تتحدث عن قرب صرف رواتب الجيش، وكل يوم نتردد ولا نجد شيئا، وعرفنا مؤخراً أن عملية صرف تمت لكنها استمرت لحظات فقط ولم يستلم رواتبهم إلا تسعة أفراد فقط (راتب شهر)، وعندما حاولنا التأكد من أسباب توقف الصرف قالوا لنا إن الأسباب مجهولة".

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "رأيت أمام عيني أناسا تعاني المرض ولم تتمكن من البحث عن عمل بديل، وأجبرت الظروف عددا من العسكريين على بيع أثاث منازلهم، وقد يدفع تأخر صرف الرواتب كثيرا من الجنود المستأجرين إلى المبيت في العراء".

معاناتنا بلغت حد الجنون
ياسر محمد
ياسر محمد
من جهته قال المجند في وزارة الدفاع ياسر محمد: "انقطاع الرواتب تسببت بنكسة كبيرة ومعاناة لا تعلم بها وسائل الإعلام ونحن اليوم على أعتاب الشهر الرابع دون رواتب".

وأضاف لـ«الأيام»: "اليوم بيتي لا يوجد فيه طعام ولا (راشن)، وأكابد وأعاني وأتألم كثيراً وأنا أعمل (كراني) في إحدى الفرزات في مديرية صيرة (كريتر) مقابل ألف ريال فقط، لتوفير الغذاء لأطفالي"، مضيفاً: "أطفالي الأربعة توجهوا إلى المدارس هذا العام بملابس العام الماضي وأقاربي هم من وفر الأدوات المدرسية، أما أنا فلا أستطيع حتى توفير لقمة تشبعهم بعد أن قطعت الحكومة رواتبنا، وبلغت معاناتنا حد الجنون".

تراكم للديون
والد الشهيد إيفان
والد الشهيد إيفان
وتحدث لـ«الأيام» والد الشهيد (إيفان قيصر) بالقول: "توقفت الرواتب منذ ثلاثة أشهر وبعدها صرفوا لنا راتب شهر (60 ألف ريال)، وتساءل ما الذي سيغطيه هذا المبلغ الهزيل؟!، وما هو العمل أمامنا!؟.. هل يردوننا أن نغلق الطرقات الرئيسية ليقولوا علينا فيما بعد بأننا بلاطجة؟".
وتابع قائلاً: "صرت أسلك طرقات أخرى بسبب الديون وصاحب البقالة كل يوم يطالبنا بسداد الديون المتراكمة، ولا مصدر دخل لدينا سوى راتب ولدي الشهيد".

لجأ والد الشهيد إيفان إلى البحث عن فرصة عمل هامشية في السوق ليعود في نهاية اليوم ببعض الخضار والخبز إلى البيت، ويحمل الحكومة الشرعية مسئولية معاناته وكثير من أسر الشهداء الذين يتعرضون للتمييز في المعاملة وهم ممن ضحوا بأرواحهم وقدموها رخيصة في سبيل البلاد.
واختتم حديثه بالقول: "طارق محمد عبدالله صالح صرف للجرحى التابعين له سيارات، وأما نحن نتجرع المعاناة والهموم كل يوم بسبب تأخير صرف الرواتب".

غير مبالاة من الحكومة
عدد كبير من الجنود الذين التقيناهم عبروا عن امتعاضهم ومعاناتهم بسبب اللامبالاة لما يعانوه من قبل الحكومة.
يقول أحد الجنود، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنه لجأ للعمل الخاص معبراً عن اعتزازه بواجبه في الدفاع عن دينه وعقيدته عندما انخرط في الحرب في العام 2015م ضد جماعة الحوثيين.

ويضيف لـ«الأيام»: "لجأت بعد قطع الرواتب إلى العمل في القطاع الخاص وبالأجر اليومي حتى لا يموت أطفالي من الجوع".
وكانت «الأيام» قد تحصلت أمس الأول على معلومات من مصادر خاصة تفيد بأن مرتبات الجيش لمنتسبي المنطقة العسكرية الرابعة ستصرف ابتداء من أمس.

المصادر ذاتها ذكرت أنه تم التواصل إلى اتفاق لصرف مرتبات عبر قادة الألوية والمندوبين الماليين في الجبهات للقوات المرابطة في الجبهات، فيما يتم الصرف على مصرف الكريمي لبقية العسكريين من منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة.
يذكر أن مرتبات العسكريين الجنوبيين ومنتسبي الأمن متوقفة منذ أغسطس الماضي، بسب المواجهات التي شهدتها عدن وأبين وشبوة بين القوات الجنوبية وحكومة الشرعية اليمنية التي غادرت وعملت على تعطيل المؤسسات الخدمية وصرف المرتبات في عدن وعدد من محافظات الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى