الإرهاب عندما يلبس ثوب الشّرعية

> مشروع الإخوان المسلمين مشروع جهنمي، ويتّضحُ لكل ذي بصيرة أنهم الممسكون فعلاً بخناقِ السلطة الشرعية، فلا قرارٍ ولا إجراءٍ من هذه السلطة إلّا بإملاءاتهم وموافقتهم، وهذا واضحٌ في كل القرارات والإجراءات منذ تكشيرهم عن أنيابهم علانية.. وعلينا أن نُعيد الذّاكرة قليلاً إلى ما قبل أغسطس الفارط وما بعدهُ، فكل جحافل العسكر المتحركة من ناحيتهم هي ميليشيات إخوان، ولا طاعة لهم للسلطات العسكرية المدعوّة بالشّرعية مطلقاً.

إذاً.. المشروع القطري - التركي حطّ رحاله في جغرافيتنا، وبكل أسف تحت غطاء وشرعنة السلطة المكنيّة بالشرعية، وهذا كارثي! وانظروا إلى إحدى مفاعيل الدّمار - قوات الحشد الشعبي - في منطقة يفرس التابعة لمديرية جبل حبشي في تعز، وهذه يُكونها الإخواني المعروف حمود المخلافي المُقيم في تركيا وبدعمٍ قطري! وهم لم يشكّلوا هذا الحشد توافقاً مع توجهات إخوتنا في التحالف لدحر الحوثي، كلّا؛ بل لتوجهاتٍ وغايات أخرى.

هنا يتّضحُ لكل متابعٍ دقيق أنّ تحرك قطاع عريض من عساكر وميليشيات الطّرف المكني بالشرعية تتحرك ميدانياً بمعزلٍ عن سلطات هذه السلطة الشرعية! هذا قاله صراحةً نائب رئيس الوزراء في الشرعية سالم الخنبشي في حديثٍ متلفز له، فهو قال: "إنّ القوات المتواجدة في شبوة وشقرة هي ميليشيات ولا تتبع السلطة الشرعية أو تأتمرُ بأمرها! وهذا لوحده غنيٌ عن أي قول.

إذاً فقد تمكنت قطر - تركيا من تلغيم أطراف جغرافيتنا بميليشيات الدمار، وفي الداخل بقوى الإرهاب المنفلت العقال، وهذا تمّ عبر أمراء الحرب وقادة رسميين ينتظمون في صفوف السلطة الشرعية بكل أسفٍ، وهم يتآزّرون بالجاكتات وربطات العنق ويتفاوضون، والأدهى أنّهم يُظهرون في تصريحاتهم "الحرص الوطني" على هذه الأرض! وفي الأصل همُ أتباع لمُخططات الجحيم في أرضنا، بل وكل جغرافيتنا الشرق أوسطية، وهذا ما يجب أن يستوعبهُ إخوتنا في الإقليم وبذهنٍ متفتحٍ أيضاً.

هنا أنا أصرخُ في أذن كل جنوبي وأقولُ: يا إخوتي الجنوبيين جميعاً انتبهوا.. ويا إخوتي المُضلّلين المُنضويين في ميليشيات الدّمار المُتدثرة بغطاءِ الشرعية "بحق الصرفة"، إنّكم تحملون صِفة القَتَلة والإرهابيين ولا تقاتلون على حقٍ، فأفيقوا وقبل فوات الأوان.. حتى إخوتنا في الأوساط الشّعبية في جنوبنا من غير المُقاتلين في ميليشيات الشرعية، وهؤلاء يؤازرون من تسمّى بالشّرعية من قَبيل النكاية ليس إلّا، أو على أساسٍ مناطقيٍ صرفٍ وما إلى ذلك، وكل هؤلاء لا يدركون أنّ السلطة الشرعية التي تتحدّثون عنها لم تعد صاحبة قرارٍ وسلطةٍ فعلية على الأرض، وإلّا لاختلفت الأمورُ تماماً، فالكلمة اليوم في السلطة الشرعية هي لأُمراء الحرب الكبار المعروفين للكل.. تفَهّموا هذا جيداً قبل النّدم.

ولقيادة مجلسنا الانتقالي الجنوبي الحامل الحقيقي لمشروعنا وتطلعاتنا الجنوبية أقولُ: لقد حقّقت فعلاً خطوات جَدْ متقدمة، بل وغير متوقعة أيضاً خلال هذه الفترة الوجيزة، وواصل الأداء بنفس الروح وبنفس التّماسك، فنحن نُعولُ عليك بالكثير، والمنعطف الذي يمر به جنوبنا اليوم منعطف مفصلي وخطير أيضاً، وعلينا كجنوبيين أن نضع أيدينا في أيادي بعض حتى نجتازهُ. أليس كذلك؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى