أي حرب هذه؟

> كُلما أَتَمعّنُ في مُجريات هذه الحرب، أشعرُ أنّني أمام ملهاةٍ مثيرة للغرابة، حقّا ثمة ضربات موجعة هنا وهناك، ومُعظم هذه الضّربات أوقعها التّحالف بقصفهِ الجوي على الحوثيين، أو وقعت بيننا - في الجنوب - والحوثيين عندما كانوا على جغرافيتنا حتى طردناهم بمعاونة التحالف، لكن في الشّمال فالحرب مجرّد مُخاتلة وحسب، أو هي مثلُ لعب الأطفال، كل يصفعُ الآخر أو يلامسهُ ويعودُ إلى مكانهِ ولا ضحايا!، وهذا شيء مذهل في جغرافيا من المفترض أنها تعيش حالة حربٍ!.

ما يؤكدُ كلامي هذا، هو أنّ القتلى والجرحى في صفوفنا - الجنوبيين - مُهولةٌ ومُروعة، وهي ما انفكّت في تصاعد حتى اللحظة، وهذا كان من المفترض أن نتنبّه له مُبكراً، لكن أثِقُ مُطلق الثقة أن أيّاً مِنّا كجنوبيين لم يسأل نفسه في التالي:

1 - لماذا كل إيرادات طيران اليمنية - شركة حكومية - تُوَرّد كاملة إلى صنعاء؟! بل وحتى ضبط حركة الطيران ومواعيد الرحلات وخلافه كلها من صنعاء وبيد الحوثيين؟!

2 - لماذا كل شركات الاتصالات الرئيسية في صنعاء - بيد الحوثيين - بما في ذلك كل الإيرادات المالية؟! ولا نسقط التنصت ورصد كل المكالمات بما فيها النت؟! وهذا لافت في بلاد من المفترض أنها تخوضُ حرباً مع الحوثيين!.

3 - أثقُ أنه لم يَعُد يُخفى على أحدٍ أنّ المكتب الرئيسي لشركة بترومسيلة النفطية موجودٌ في صنعاء! وهذه الشركة من كبار شركات النفط العاملة في حقولنا!.

4 - وأثقُ أيضاً مُطلق الثقة أنهُ لا يُخفى على أحد أيضاً أنّ مُخصّصات مِنح حق الحماية التي فرضها نظام الأفلِ عفّاش، وذلك بِتقاسم نُسبِ من عائدات حقول نفطنا للنافذين كـ "علي محسن الأحمر، وعائلة عبد الله بن حسين الأحمر، وأولاد مجاهد أبو شوارب، وأولاد سِنان أبو لحوم، ومحمد بن ناجي الشائف، وعائلة الكحلاني (نسيب الرئيس المثلّج)، وبينهم الآن ورثة الرئيس المثلج، وأيضاً بعض الفُتات لبعض المرتزقة الجنوبيين"، كل هذه النسب والحصص ما انفكت قائمة، وبعضها لمن هم في الشرعية، والبعض الآخر في جناح الحوثي!.

5 - الشيء الذي يعرفهُ الجنوبيون جيداً، أنّ أسرانا الجنوبيين الكبار لدى الحوثي هم: اللواء محمود محمد سالم الجبيحي (الصبيحي)، وهذا الفهد تناسته الشرعية تماماً كما يتضحُ، واللواء ناصر منصور هادي (شقيق الرئيس)، واللواء فيصل رجب، وهذا لم يعد في وارد حسبان الشرعية أيضاً رغم ثقله العسكري وتاريخه فيه!، ويمكن أن يعرف الكل أن صادق الأحمر أسيراً لدى الحوثيين، ومثله رئيس حزب الإصلاح، ولكن هناك أيضا الولد الأكبر للجنرال علي محسن (ولده صالح وشقيق آخر له أيضاً)!، والأسرى لكبار رجال السلطة الشرعية هم ورقة الرهان والمساومة في كل ما سبق وأشرنا إليه سلفاً من الأسئلة أعلاه وصمت السلطة الشرعية عليها، وما خفي كان أعظمُ ولا شك.

ما تناولتهُ هنا هو دعوة لكل إخوتي الجنوبيين وعلى رأسهم قيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك للتأمل جيداً في كل ما يدور، ولأجل وضع إستراتيجيات جديدة في الأداء، والأمر يستحق التأمل وإعادة البحث بصورة لحوحة، بل ومن هنا ندرك لماذا لم يقاتل الإصلاح الحوثيين بجد، أو لماذا يعملان بنفس الأجندة، وما خفي كان أعظم أيضاً.. أليس كذلك؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى