ارتفاع قتلى الهجوم في مأرب إلى 111 والشرعية ترفع جاهزية

> "الأيام" عن "الشرق الأوسط":

> ارتكبت المليشيات الحوثية جريمة حرب، عبر استهدافها جنوداً جنوبيين أثناء صلاتهم في مسجد داخل معسكر بمأرب أمس أول، ما أدى إلى مقتل 111 شخصاً من بينهم مدنيون وإصابة 66 آخرين.
واستنفرت مستشفيات مأرب (العسكري والهيئة وكرى) لاستقبال المصابين، كما فتحت المستشفيات الميدانية التابعة لقيادة القوات المشتركة أبوابها لاستقبال جرحى القصف الحوثي، الذي استهدف الجنود اليمنيين أثناء تواجدهم في جامع معسكر الاستقبال التابع للجيش الوطني بمأرب.

وبحسب د. محمد عيسى، نائب دائرة الخدمات الطبية والعسكرية في الجيش الوطني اليمني، فإن هناك اتصالات تجري مع السعودية لنقل المصابين بالحالات الحرجة لتلقي العلاج في المستشفيات المتخصصة في المملكة.

وأوضح عيسى أن الأطباء في جميع مستشفيات مأرب، تمكنوا من إسعاف عشرات من الجرحى والمصابين، رغم شحة المواد الطبية اللازمة، وأسهمت حالة الاستنفار التي قام بها الأطباء في تضميد جروح كثير من الحالات البسيطة والمتوسطة، إلا أن غرف العناية المركزة امتلأت بالحالات الحرجة، ويقبع كثير من المصابين بإصابات خطيرة على أَسرَّة عادية لعدم وجود أَسرَّة لهم في غرف العناية المركزة.

ولفت إلى أن ثلاجة الموتى بمستشفى الهيئة والكرى، امتلأت بجثث الذين توفوا نتيجة القصف، داعياً المنظمات الدولية إلى القيام بدورها وتقديم المساعدات الطبية، وتجهيز غرف العناية المركزة، وأطباء متخصصين في المخ والأعصاب، لإنقاذ حياة كثير من المصابين بإصابات بليغة.
وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس الوزراء اليمني د. معين عبدالملك، أمس، رفع الجاهزية القتالية، وصرف تعويضات لأسر الشهداء والجرحى.

وأجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، اتصالين هاتفيين باللواء سلطان العرادة محافظ مأرب، واللواء عادل القميري المفتش العام للقوات المسلحة، للوقوف على تداعيات استهداف جامع في معسكر تجمع اللواء الرابع حماية رئاسية، شمال غربي محافظة مأرب، من قِبل المليشيات الحوثية.
وشدّد هادي على أهمية تعزيز اليقظة العسكرية والجاهزية القتالية، وتنفيذ المهام والواجبات العسكرية، وإفشال المخططات العدائية والتخريبية، وحفظ الأمن والاستقرار، والسير نحو تحرير كامل التراب اليمني، وتخليص الوطن من شرور الانقلابيين.

وأكد أن مثل هذه العمليات الإرهابية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية ضد التجمعات، وصولاً إلى دور العبادة بما تمثله من اعتداء سافر، فإنها أيضاً تجسد وجهها القبيح المجرد من القيم الدينية والأخلاقية.
وقال هادي: «إن الأفعال المشينة للميليشيات الحوثية تؤكد دون شك عدم رغبتها أو عدم جنوحها للسلام؛ لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار، وتمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة».

ونعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية في بيان «استشهاد عدد من أبطال القوات المسلحة، وعدد من المواطنين، إثر الاستهداف الجبان بصاروخ باليستي، للمصلين من اللواء الرابع حماية رئاسية، ومن منتسبي الوحدات الأخرى، وبينهم مدنيون بمحافظة مأرب».
وشدد العميد الركن عبده مجلي، الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، على أن «دماء الأبطال الذين قضوا في الاستهداف الحوثي أمس لن تذهب هدراً، وسيتم الرد على المليشيات الحوثية الإجرامية بقوَّة على يد أبطال الجيش الوطني في مختلف الجبهات القتالية».

وأوضح مجلي في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته مليشيات الحوثي على محافظة مأرب، واستهدف المصلِّين بأحد المساجد القريبة من معسكر التدريب، راح ضحيته 79 شخصاً، وأصيب 81، من القوات المسلحة (من منتسبي اللواء الرابع حماية رئاسية ومن الوحدات الأخرى) ومن المدنيين.

وفي وقت لاحق أعلن وكيل وزارة الصحة اليمنية عبد الرقيب الحيدري، أن عدد الضحايا ارتفع ليصبح عدد القتلى 111، والجرحى 66 جريحاً، تم استيعابهم في مستشفيات الهيئة، وكرى، والعسكري.
وقال عبده مجلي: «هذه الدماء الزكية ستكون لأبطال قواتنا المسلحة بمثابة مشاعل لا تنطفئ، ووهجاً ينير الطريق، حتى نأخذ بالثأر من مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، ونستعيد المناطق كافة التي لا تزال خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، التي رمت بكل الاتفاقات والمعاهدات عرض الحائط».

وأكد أن الانتصارات الكبيرة ستتواصل، وسيكون الرد قاسياً على المليشيات الحوثية الانقلابية التي أصيبت بالهستيريا والجنون والتخبط العشوائي، ما جعلها تطلق الصواريخ العشوائية بين حين وآخر على الأعيان المدنية، في مخالفة للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
ووجهت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان قادة الوحدات والمسئولين في مختلف المواقع العسكرية، برفع الجهوزية ومستوى الاحتياطات والتدابير الأمنية، مشددة على أن المعركة مع مليشيا الانقلاب والإرهاب وكل خصوم الوطن لا تزال مفتوحة، وأن النصر قادم لا محالة بصمود واستبسال الجيش.

ودان معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، عبر حسابه في «تويتر»، «القصف الذي نفذته الميليشيا الحوثية على بيت من بيوت الله في معسكر الميل بمحافظة مأرب»، مشدداً على أن هذا الاستهداف «جريمة إرهابية غادرة وجبانة، وتنصل من كل القيم والمعتقدات الإسلامية والإنسانية والاعتبارات الأخلاقية».
وطالب الإرياني المبعوث الخاص لليمن مارتن جريفثس، بـ «موقف وإدانة واضحة لهذا الهجوم الوحشي»، مؤكداً أن استمرار الصمت إزاء الهجمات الإرهابية والتصعيد المستمر من طرف الميليشيا الحوثية، بمثابة تواطؤ وضوء أخضر، لارتكاب مزيد من الجرائم.

بدوره، وصف العميد طارق صالح، قائد المقاومة الوطنية عضو القيادة المشتركة بالساحل الغربي، استهداف الحوثيين للجامع بالكارثة الأليمة التي هزت كيان كل يمني حرٍ، شاهد أبناء وطنه وهم يُذبحون بصواريخ إيران. وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «تعازينا الحارة لشهداء مأرب العزيزة، شهداء الوحشية الحوثية ضد اليمنيين. إنها جريمة تثبت ما نقوله كل يوم: الحوثي هو عدو اليمنيين جميعاً».

من ناحيته، غرد السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آروتن، في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «حزين لسماع الأنباء عن مقتل ما يصل إلى 60 شخصاً في اليمن، بعد الاستهداف الصاروخي يوم أمس. تعازيَّ لأسر الضحايا».
يأتي هذا بعد أن أشاد مارتن جريفثس بجميع الأطراف، لإظهارها ضبط النفس مع انخفاض كبير في عدد الغارات، قائلاً: «أحث جميع الأطراف على العودة إلى ضبط النفس والاستمرار في إيقاف التصعيد».

من جانبه، أدانَ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفثس، تصاعدَ الأنشطة العسكرية في محافظات صنعاء وصعدة ومأرب، وحذر في بيان صدر عن مكتبه بالقول: «لقد قلت من قبل إن التقدم الذي أحرزه اليمن بصعوبة فيما يخص خفض التصعيد هش للغاية. مثل تلك الإجراءات قد تعرقل هذا التقدم. أحثُ جميع الأطراف على وقف التصعيد الآن، وتوجيه طاقاتهم بعيداً عن الجبهة العسكرية نحو السياسة»، وأضاف: «إن طاولاتِ المفاوضات أكثر فاعلية من ساحاتِ القتال في حل النزاع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى