المحامي لبيع القبور والأكفان

> لا المرافعات القانونية ولا الدفاع عن حقوق العامة السبيل الأمثل للوصول إلى العدالة في زمن ينتشر فيه القتل والدمار.. لهذا السبب قررت اعتزال عملي المهني لعدم المساهمة أو المشاركة بمد يد العون للباطل.

باختصار، كل محامٍ يترافع أمام محكمة قضائية شريك في جرائم القتل والدمار التي يرتكبها أطراف الصراع وتجار الحروب، وستصيبهم لعنة كل طفل يتيم، وكل امرأة أرملة، وكل شخص فقد لقمة العيش بسبب الحرب.

ما الفائدة التي يرجوها رجال القانون من إيهام العامة بالوصول إلى حقوقهم عن طريق دولة لا تؤمن سوى بالبطش، وتستخدم القوة والوعيد لمن يطالب بأبسط الحقوق.

هل يرضيكم يا رجال القانون استخدامنا أداةً لتلميع وجوه رجال السياسية القبيحة؟!

يكفي زملائي الترافع أمام المحاكم القضائية، ألا تتذكرون أن أول ضحايا أعمال الفوضى المحامون من عام 2011 وإلى اليوم لم نر النور، ألا تتذكرون توقف العمل القضائي بسبب نهب الثوار للمباني القضائية، وإضراب القضاة المتكررة لعدد من الأشهر لكل عام بمبررات واهية للمطالبة بزيادة رواتبهم في وقت الوطن يمر فيه بأزمة مالية، لم تتم المطالبة بها في وقت الرخاء وباعتراضات غير مقبولة يتوقف العمل القضائي بسبب مناقشة مؤتمر الحوار الوطني بمنح المحامي حصانة ومقعد في مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الدستورية وبسبب اختطاف قاضٍ أو الاعتداء على الآخر يتم الإضراب عن العمل فمن المؤسف أن يرتكب الجاني جريمةً تجاه قاضٍ فرد، فيما يرتكب القضاة أبشع الجرائم تجاه العامة بتوقفهم عن العمل وبسبب وجود أزمة في المشتقات النفطية يرفض القضاة الانتقال إلى المحاكم القضائية بوسائل بديلة عن مركباتهم الآلية واليوم ماذا تنتظرون يا محامون والمباني القضائية دمرت والملفات حرقة وتم الإفراج عن المساجين المجرمين قطاع الطرق والقتلة للمشاركة مع أطراف القتل والدمار في اليمن.

زملائي المحامين، إذا كان رجال السياسة يسعون إلى الوصول لكرسي الحكم عن طريق التضحية بالمزيد من دماء اليمنيين وإزهاق أرواحهم. لماذا لا نخالف غايتهم الدنيئة بتكريم الأموات بفتح محلات ووضع لافتات فوق كل بوابة مكتوب عليها "المحامي لبيع القبور والأكفان"، وكل محامٍ يكتب اسمه أو لقبه لتمييز خدمة الزميل الأفضل عن بقية الزملاء الآخرين لنتنافس لغاية شريفة، استجابة لحث رسول الله صلى عليه وسلم على سرعة دفن الميت، أليس إكرام الميت دفنه؟ أليس من الخير المساهمة في توفير متطلبات الإسراع في دفن الميت؟ أليس من الشرف أن نحافظ على مكانة رجال القانون ولو بفتح محل لتوفير قبر وكفن لكل شخص يستشهد بقذائف الطائرات أو برصاص القناصين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى