مبادرة دولية لحل سياسي يبقي الجنوب كيانا مستقلا

> «الأيام» غرفة الأخبار

> كشفت مصادر دبلوماسية عن حراك في مجلس الأمن الدولي لإنهاء الحرب في اليمن عبر فرض حل سياسي على قاعدة المكاسب العسكرية والسياسية لأطراف الصراع على الأرض، مشيرة إلى أن الحل يقتضي إحياء مبادرة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق جون كيري.

المصادر ذاتها أكدت أن المجلس الانتقالي سيكون صاحب الكلمة الفصل في الجنوب الذي سيبقى كياناً واحداً من خلال "تطوير اتفاق الرياض" الموقع بين الانتقالي وحكومة الشرعية اليمنية.

ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن المصادر نفسها أن "رؤية أوروبية أمريكية مشتركة مازالت في مرحلة البلورة تنتظر موافقة التحالف العربي عليها لرسم الخطوط العريضة لمبادرة سلام جديدة في اليمن قائمة على ثلاثة مرتكزات رئيسية هي اتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض ومبادرة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري للحل في اليمن".

ويدفع التحالف العربي بقيادة السعودية باتجاه تنفيذ اتفاق الرياض الموقّع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي قبل المضيّ قدماً في مناقشة تفاصيل المبادرة (الأممية – الغربية) المشتركة التي تقوم على توسيع اتفاقات السويد في الشق العسكري والأمني والإنساني، والعودة إلى تفاصيل مبادرة جون كيري المتعلقة بترتيبات الحل النهائي في الجانب السياسي.

ووفقاً للمصادر، فقد حمل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، وسفراء الاتحاد الأوروبي، في زيارتهم الأخيرة إلى صنعاء، رسالة إلى قادة الجماعة الحوثية مفادها أن المجتمع الدولي بصدد فرض رؤية دولية جديدة للملف اليمني عبر مجلس الأمن الدولي تتضمن وقفا نهائياً لإطلاق النار والشروع في تنفيذ مبادرة جديدة تشتمل على جوانب أمنية وعسكرية وإنسانية وسياسية لإنهاء الحرب في اليمن والدخول في مرحلة انتقالية جديدة.

ووفقاً لصحيفة العرب، فلم تستبعد المصادر أن يكون التصعيد الحوثي المفاجئ في جبهات نهم وصرواح والجوف محاولة حوثية لتحسين شروط التفاوض في المرحلة القادمة وتأمين مناطق سيطرته حول صنعاء على وجه التحديد، مستغلا انشغال الحكومة الشرعية في الخلافات حول تنفيذ اتفاق الرياض ورفض تيار قطر في الحكومة الشرعية الانسحاب من محافظتي أبين وشبوة.

وتعتقد الدول الفاعلة في الملف اليمني، وفي مقدمتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي، أن الحرب يجب أن تتوقف في اليمن على قاعدة المكاسب الفعلية على الأرض والتي ستحدد شكل الأقاليم القادمة ونسبة حضور ومشاركة المكونات والقوى اليمنية، إلى جانب تطوير اتفاق الرياض كنواة لرسم مستقبل القضية الجنوبية وعلاقتها بالشرعية، بينما سيتحول اتفاق ستوكهولم إلى قاعدة لفك الاشتباك بين قوات الشرعية والميليشيات الحوثية في الساحل الغربي وتعز.

وتشير الصحيفة إلى أن الرؤية الغربية للحل في اليمن لازالت تتطلب توفير الضمانات الكافية لدول التحالف العربي، وخصوصاً السعودية التي خاضت حوارات مع الحوثيين في مسقط وعمّان برعاية أمريكية تمحورت حول طبيعة العلاقة مع الحوثيين في مرحلة ما بعد الحرب وآليات فك الارتباط بينهم وبين المشروع الإيراني وهو الملف الذي يحتاج إلى ضمانات حقيقية في ظل انعدام الثقة بين الطرفين.

وتقوم الرؤية الغربية للحل النهائي في اليمن في الشق السياسي على مبادرة جون كيري التي تتضمن مسارين مطروحين: تشكيل مجلس رئاسي جديدة تشارك فيه كافة القوى الرئيسية الفاعلة على الأرض، أو التوافق على نائب جديد للرئيس يحظى بثقة وموافقة كافة الأطراف بمن في ذلك الحوثيون، وتشكيل حكومة توافقية من ذات المكونات.

وقالت المصادر: إن حجر الزاوية في أيّ اتفاق قادم سيحظى بدعم المجتمع الدولي ومجلس الأمن سيكون حالة التوازن على الأرض بين مختلف المكونات التي سجلت حضورها خلال خمس سنوات من الحرب.

وسيكون المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب الكلمة الأولى في المحافظات الجنوبية التي من المفترض أن تصبح إقليماً واحداً، بينما يحافظ الحوثيون على سيطرتهم على إقليم آزال الذي يضم محافظات صنعاء وصعدة وحجة وذمار والمحويت وعمران، ويحتفظ حزب الإصلاح بإقليم سبأ (الذي يضم مأرب والجوف والبيضاء)، في الوقت الذي قد يُمنح حزب المؤتمر عن طريق قوات طارق صالح دوراً في إقليم تهامة، ويظل الخلاف حول مصير إقليم الجند الذي يضم محافظة تعز التي تشهد صراعاً للسيطرة عليها ومحافظة إب التي يتمسك الحوثيون بها.

وتشير المعطيات الأولية حول الحراك المتعلق بالملف اليمني إلى اعتزام المجتمع الدولي والأمم المتحدة الدعوة لجولة جديدة من الحوار قد تفضي إلى تفاهمات حول الحل النهائي يتم فيها تقديم تنازلات طفيفة لتغيير خارطة الأقاليم التي رسمتها الحرب خلال السنوات الماضية، إضافة إلى توافقات حول شكل الدولة والترتيبات الأمنية والعسكرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى