بومبيو: الحوثيون اطلقوا مئات الصواريخ على مدينة سعودية يعيش فيها 80 ألف أميركي

>

شنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هجوماً لاذعاً على إيران ووصفها مجدداً بالبلد الأول الراعي للإرهاب في العالم. وقال بومبيو في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن إيران ووكلاءها مسؤولون عن مقتل مئات الأميركيين في العراق، مؤكداً أن طهران مسؤولة مباشرة عن مقتل المتعاقد الأميركي نورس حميد في 27 ديسمبر الماضي. وواصل بومبيو هجومه، فذكّر بمسؤولية إيران عن إسقاط طائرة مدنية في الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل 176 راكباً على متنها، وأن النظام الإيراني كذب بشأن تلك الحادثة ولم يسلم الصندوق الأسود حتى الآن. كما تحدث وزير الخارجية الأميركي عن قتل النظام الإيراني المئات من شعبه خلال التظاهرات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، متهماً حكومة طهران بتزوير الانتخابات، قائلاً إنها منعت أكثر من 7 آلاف مرشح من خوض السباق لأنها لم توافق على سياستهم، واصفاً ذلك السلوك بـ«المأساة».

وتوجه بومبيو بالحديث إلى المشككين من أعضاء الكونغرس في سياسة الإدارة الأميركية وتصريحاتها تجاه طهران، قائلا: «إن لم تصدقوا كلامي حول هذا النظام المدمر والكريه، استمعوا إلى غضب الشعب الإيراني وإحباطه على وسائل التواصل الاجتماعي والطرقات وصناديق الاقتراع. وانظروا إلى التظاهرات المنتشرة ضد تأثير النظام الإيراني في العراق ولبنان». وتابع بومبيو، في الجلسة التي عُقدت تحت عنوان «تقييم سياسات الإدارة الأميركية في إيران والعراق»، قوله إن القوى الإيرانية والميليشيات التابعة لها تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وتساعده، وتسعى إلى نشر الفوضى وتهديد الأنظمة الديمقراطية في لبنان والعراق. كما أنها تسرق المساعدات الإنسانية في اليمن. وركز بومبيو على اليمن بشكل كبير، فاتّهم الميليشيات الحوثية بإطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة على أهداف مدنية في السعودية حيث يعيش ويعمل نحو 80 ألف أميركي. وأضاف بومبيو أنه وبعد ساعات من زيارته الأخيرة للقوات الأميركية في قاعدة الأمير سلطان الجوية في 20 فبراير الحالي، فإن القوات الحوثية المدعومة من إيران شنت هجوماً موجهاً على مدينة ينبع.

وأكد بومبيو أن الإيرانيين ممتنون كون الولايات المتحدة بدأت أخيراً محاسبة النظام الذي يقمعهم. وتابع بومبيو بأن «إدارة ترمب لن تتسامح أو تتساهل مع التهديد الكبير الذي تشكله إيران على أمننا القومي وأمن حلفائنا وأصدقائنا. إن حملتنا الضاغطة على النظام تهدف إلى التخفيف من تهديداته وإقناعه بتغيير تصرفاته». وواجه بومبيو انتقادات الديمقراطيين المعارضين للضربة التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فأكد أن سليماني كان يخطط لقتل أميركيين في المنطقة قبل استهدافه، وأن مقتله كان إجراء لتخفيف التصعيد في المنطقة. ووصف بومبيو سليماني بـ«الإرهابي الأعلى رتبة لدى النظام الإيراني»، والعقل المدبر لقتل الأبرياء، من أميركيين وسوريين وعراقيين وغيرهم.

وتابع: «إن مقتل سليماني خفف من المخاطر التي يتعرض لها أميركيون في الخارج، وأظهر أننا قادرون ومستعدون لتكبيد خسائر لخصومنا إذا ما هددونا أو اعتدوا علينا». واعتبر بومبيو أن أي شخص يخلف سليماني لن يتمكن من ملء الفراغ الذي خلّفه قائد فيلق القدس السابق في صفوف النظام الإيراني. وأشار إلى أن طبيعة الرد المحدود لإيران على ضربة سليماني تثبت أن القيادات الإيرانية لا تريد التصعيد، وقال: «النظام يعلم أنه إذا واجهنا فسوف يخسر». لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الإدارة قلقة للغاية من تصرفات النظام الإيراني، ومستعدة لمواجهة أي رد جديد على مقتل سليماني.

وتحدث بومبيو عن العقوبات المتشددة التي فرضتها الإدارة على النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة، موضحاً أنها أدت إلى خسارة النظام لأكثر من 50 مليار دولار من العائدات، وأضعفت من قدرته على دعم حزب الله ماديا، كما أنها شددت القيود على الحزب، وحدّت من قدرته على التصرف بأمواله وموارده خاصة في لبنان. وأكد بومبيو أن الإدارة الأميركية صعّدت جهودها الدبلوماسية لدعم الحكومة اللبنانية الجديدة بعد أن أظهرت التظاهرات أن الشعب اللبناني سئم من التدخل الإيراني ونفوذ حزب الله في لبنان. وأشاد بقرار كولومبيا وهندوراس وكوسوفو وباراغواي وبريطانيا إدراج حزب الله بكل أجنحته على لائحة المنظمات الإرهابية. معتبراً أن هذا القرار جاء نتيجة لجهود دبلوماسية حثيثة من قبل الولايات المتحدة.

وخلال الجلسة أعرب المشرعون عن قلقهم الكبير من فيروس (كورونا) ومن انتشاره في إيران، وشككوا في قدرة النظام على السيطرة عليه. وأشار بومبيو إلى أن الإدارة طرحت تقديم المساعدة لإيران للسيطرة على الفيروس، لكن من دون تجاوب يذكر. وأعرب عن قلقه من عدم وجود نظام صحي قوي وقادر على مواجهة الفيروس في إيران، قائلا: «أنا قلق للغاية من أن إيران لا تشارك أي معلومات متعلقة بالفيروس المنتشر في أراضيها». تأتي هذه الجلسة بعد جولة قام بها بومبيو في المنطقة شملت المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان قال بعدها إن الخطر الكبير الذي يشكله النظام الإيراني على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها وعلى الإيرانيين كان واضحاً للغاية خلال زيارته.

كما حذر بومبيو إيران من القيام بأي محاولة لحرف مسار الاتفاق التاريخي المتوقع التوصل إليه مع حركة «طالبان» في أفغانستان. وقال إن «طالبان» تحترم هدنة الأسبوع الواحد «لخفض التصعيد»، فيما من المرتقب التوقيع في الدوحة على اتفاق من شأنه أن يفتح الطريق أمام انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن «العادة درجت على انخراط إيران بنشاطات في أفغانستان من أجل دور تخريبي»، مضيفاً: «نراقب من كثب ما إذا كانت إيران تتخذ إجراءات ملموسة تقوّض مساعينا للسلام والمصالحة». ووفقاً له، فإنّ إيران قد تشكّل خطراً متزايداً على القوات الأميركية التي يتوجب أن ينخفض عددها تدريجاً.

واشنطن: رنا أبتر
​الشرق الأوسط

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى