التوتر الإيراني الأميركي يرفع سعر الخام وكورونا يحبط الأسهم

> هونغ كونغ «الأيام» أ ف ب

> ينتظر أن يختتم سوق النفط في الولايات المتحدة بإيجابية أسبوعا سيئا في تاريخه، معززا مكاسبه الجمعة في ظل ارتفاع منسوب التوتر بين واشنطن وطهران رغم تراجع الأسهم على خلفية صدور سلسلة بيانات اقتصادية غير مبشرة.

وبينما تظهر معدلات الإصابات والوفيات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد مؤشرات إيجابية بشأن تراجعها في بعض الدول بفضل إجراءات الإغلاق المشددة، بدأت تطفو على السطح صورة أشمل عن تداعياتها الاقتصادية.

وجاءت مؤشرات مدراء المشتريات (مقياس النشاط في قطاعي الصناعة والخدمات) منخفضة بمستويات غير مسبوقة تاريخيا أو على الأقل منذ عقود، ما يسلّط الضوء على المعركة الضخمة التي تواجهها الحكومات لتفادي كساد صعب وطويل الأمد.

وجاءت البيانات في وقت أعلنت الولايات المتحدة أن 4,4 مليون شخص تقدموا بطلبات إعانة البطالة الأسبوع الماضي ما يرفع عدد الذين خسروا وظائفهم جراء الفيروس في البلاد إلى أكثر من 26 مليون.

ولم يكن هناك رد فعل يذكر على موافقة المشرعين الأميركيين على ما يقرب من نصف مليار دولار لخطط تحفيز جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 2,2 تريليون دولار تم إقرارها بالفعل.

وزاد تقرير صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية بشأن فشل التجارب الأولية لدواء "ريميديسفير" طورته شركة "جلعاد للعلوم" لمكافحة كوفيد-19 تكدر المزاج المتشائم أصلا.

واعتبرت التطورات بمثابة ضربة للمستثمرين. وبينما أفادت الشركة أنها لا تزال تنتظر بيانات من دراسات متعددة بشأن الدواء بدا بعضها واعداً، إلا أن ما حصل أدى إلى عمليات بيع في "وول ستريت" حيث أغلقت جميع المؤشرات الثلاثة دون تغيير تقريبا.

وانعكس هذا التراجع على آسيا التي كانت في طريقها لخسارة أسبوعية، بعد أن تمتعت بأسبوعين من المكاسب الناجمة عن تدابير التحفيز الضخمة بالتوازي مع الآمال في بدء ثبات أعداد المصابين والمتوفين جراء المرض.

وقال المحلل في شركة "أكسي كوربس" ستيفن إينس "عدا عن الدعم السياسي الاستثنائي، فإن سبب تراجع الشعور بالخطر يعود بشكل أساسي إلى اتضاح دوافع الركود الحالي مقارنة بحالات الكساد السابقة التي تعددت مصادرها وكان الخروج منها أصعب بكثير".

وأضاف أنه "عبر التخلّص من عامل واحد يسبب الركود (أي الفيروس) عبر لقاح أو علاج أكثر فعالية يمكن تمهيد الطريق لتعافي الإنتاج بصورة أسرع. هناك آمال كثيرة معلّقة على العثور على دواء، ومع التفاؤل الذي أحاط بريميديسفير في قطاع الصحة، تعرّضت الأسواق لضربة في نهاية الأسبوع".

"رد حاسم"

وأغلقت مؤشرات أسهم طوكيو على انخفاض بنسبة 0,9 بالمئة بينما خسر سوق هونغ كونغ 0,6 بالمئة وسنغافورة 0,9 بالمئة.

وتراجعت المؤشرات في كل من شنغهاي وسيول وجاكرتا بأكثر من واحد بالمئة بينما خسرت بومباي 0,5 بالمئة. وأما مؤشرات تايبيه وبانكوك فانخفضت بنسبة 0,2 بالمئة كل على حدة بينما تراجعت أسهم ويلينغتون بنسبة 0,3 بالمئة. وتراجعت مؤشرات مانيلا بأكثر من اثنين بالمئة مع تمديد الحكومة الفيليبينية إجراءات الإغلاق في العاصمة.

وخسرت أسواق لندن وباريس وفرانكفورت مع بدء التداول في ظل الانقسام بين قادة الاتحاد الأوروبي على حجم حزمة الإنقاذ المالي المخصصة لتحفيز اقتصاد التكتل بينما حذّر مسؤول في مصرف انكلترا من أن بريطانيا أمام أسوأ ركود يمر عليها منذ قرون.

وحذّرت الخبيرة لدى "جي بي مورغان بإدارة الأصول" هانا أندرسون من أن المخاطر لا زالت قائمة رغم تحرّك بعض الدول للتخفيف من تدابير الإغلاق وتراجع وتيرة تفشي الفيروس.

وقالت في مذكرة "من الضروري عدم الخلط بين البيانات الطبية والاقتصادية".

وأضافت "من الواضح أن تراجع وتيرة الإصابات هو تطور إيجابي بالنسبة للاقتصاد لكن تحقيق تقدّم في مكافحة هذا الوباء المريع لا يعني عودة الاقتصاد إلى حيث كان الخريف الماضي".

وتابعت "على المستثمرين أن يفهموا بأن المخاطر المرتبطة بإلغاء الإجراءات المرتبطة بالصحة العامة مبكرا قد تفاقم التداعيات على الأسواق".

وبينما تعاني أسواق الأسهم، سجّل النفط مكاسب جديدة مع ارتفاع سعر خام غرب تكساس البديل بأكثر من سبعة بالمئة في مرحلة ما، بعدما ارتفع بنحو 20 بالمئة الخميس على خلفية التوتر بين طهران وواشنطن.

وحذّرت إيران الولايات المتحدة من "رد حاسم" بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إنه أمر البحرية الأميركية بتدمير القوارب الإيرانية التي تتحرش بالسفن الأميركية في الخليج.

لكن يستبعد أن تكون مكاسب النفط مستدامة، بحسب مراقبين، بينما تقترب منشآت التخزين من الامتلاء في ظل غياب تام تقريبا للطلب، وهو وضع دفع بخام غرب تكساس الوسيط عقود مايو الآجلة للهبوط إلى نحو 40 دولارا تحت الصفر هذا الأسبوع.

وقال وارن باترسون ووينيو ياو من "آي إن جي" "لا توجد الكثير من التطورات الأساسية لدعم التحرّك بشكل إضافي رغم أننا كنا بانتظار تحسّن نظرا لحجم الضعف مؤخرا".

وأضافا أن "عودة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران سيقدّم على الأرجح بعض الدعم (...) لكن ذلك سيكون في الغالب قصير الأمد إلا إذا شهدنا المزيد من التصعيد".

بدورها ذكرت مجموعة "أي إن زي" إن هناك مؤشرات تدل على أن المنتجين بدأوا بخفض الإنتاج بعد اتفاق الشهر الجاري بين أعضاء أوبك وكبار المنتجين من خارج المنظمة على دعم الأسعار، في حين أفادت إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الخام الأميركي تراجع بشكل ضئيل الأسبوع الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى