علامات الساعة الكبرى

> وقت الساعة
يُعَدّ الإيمان باليوم الآخر أصلاً من أصول الإيمان؛ لقوله -تعالى-: "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).

وقد أكّد القرآن على وقوع الساعة بأساليب مختلفة في العديد من الآيات، ومنها قوله -تعالى-: "وَإِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ"، إلّا أنّ الله لم يُطلِع أحداً على وقتها، لا نبيّاً مُرسَلاً، ولا مَلَكاً مُقرَّباً؛ فهي من الأمور الغيبيّة الخمسة التي تُعَدّ من مكنونات علم الله؛ إذ قال -تعالى-: "إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

وحكمة الله عظيمة في إخفاء وقت الساعة؛ حيث إنّ النفس البشريّة مجبولة على الترقُّب المُستَمرّ لكلّ ما هو مجهول، خاصّة إذا كان هذا المجهول أمراً عظيماً واقعاً لا محالة، فتبقى حذرة مُستعِدّة، فتَصلُح وتستقيم، أمّا من فسدت فطرته فإنّه يغفل عن حقيقة وقوع الساعة، فيتّبع هواه ويَضِلّ، وعلى الرغم من أنّ الله قد أخفى وقت الساعة، إلّا أنّه أنذر في كتابه العزيز باقتراب وقتها، إذ قال: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ"، فهي قريبة بتقدير الله لا بمقاييس البشر، فقد قال -تعالى-: "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا*وَنَرَاهُ قَرِيبًا".

ترتيب علامات الساعة الكبرى
تعريف علامات الساعة الكبرى تُعَرَّف علامات الساعة الكُبرى بأنّها الآيات العظيمة الخارقة للعادة، والتي تَظهر مُعلِنةً عن قُرب انتهاء الدنيا، وقيام الساعة، ويُشار إلى أنّ أيّاً منها لم يظهر بعد، ويكون وقوع هذه الآيات مُتتابِعاً؛ أي الواحدة تلو الأخرى ليس بينهما تباعد زمنيّ؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "خُروجُ الآياتِ بعضُها على إِثْرِ بعضٍ، يَتَتَابَعْنَ كما تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ).

وترتيب علامات الساعة الكُبرى مسألة اجتهاديّة ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في عدّة أحاديث علامات الساعة الكُبرى، إلّا أنّ ذِكره لها كان لا يقتضي الترتيب في وقوعها؛ وذلك لمجيء العطف فيها بالواو، وهو الأمر الذي لا يشير إلى الترتيب فيها، ولأنّ ترتيب العلامات يختلف من حديثٍ إلى آخر، فقد كانت مسألة ترتيب علامات الساعة الكُبرى قابلة لاجتهاد العلماء، إلّا أنّهم اتّفقوا ابتداءً على أنّ خروج النار هي آخر العلامات، أمّا أُولى العلامات وما يليها، فقد كان موضع خلاف بينهم؛ فمنهم من قسّم العلامات إلى علامات أرضيّة أوّلها ظهور الدجّال، وأخرى سماويّة أوّلها طلوع الشمس من مغربها، كالحافظ ابن حجر، ومنهم من قسّم العلامات إلى علامات دالّة على قُرب الساعة أوّلها ظهور الدجال، وأخرى دالّة على وقوع الساعة أوّلها الدخان، كالإمام الطيبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى