تصعيد الشرعية بأبين يسرع إخضاع الجنوب للإدارة الذاتية

> أنباء منذ يوم أمس أن هناك تحشيداً لعناصر الإرهاب والمليشيات الإخوانية نحو منطقة شقرة بأبين في مساعٍ لتصعيد عسكري جديد، بالتزامن مع تطورات جديدة في عدن وإعلان الانتقالي الإدارة الذاتية وبدء الخطوات العملية نحو التمكين والسيطرة على موارد ومقدرات الجنوب المهدورة.

يقال رب ضارة نافعة، لم يزل المجلس الانتقالي يؤكد على ضرورة تعزيز الاصطفاف الجنوبي وأهمية الحفاظ على الدماء الجنوبية، ومع ذلك تأبى شرعية الإخوان ومن يدور في فلكها إلا أن تجر الجنوبيين للصدام، غير أن هذه الخطوة التصعيدية سيكون لها ما لها وعليها ما عليها وستكون لها تبعات وارتدادات فاصلة في إنهاء حقبة النزاعات والصراعات التي اختير الجنوب لأن يكون ساحة لها.

تلويح الشرعية بفتح معركة عسكرية ضد الجنوبيين في شقرة لا يعدو كونه محاولة بائسة لممارسة ضغط لن يكون مجدياً في محاولة أخيرة لإحياء حضورها المغيب، وإن حصل وقررت فعلاً الشرعية خوض هذه الخطوة، فهو قرار انتحاري سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعشها وسيعجل من زوالها وتلاشيها إلى الأبد.

في هذا الاتجاه، هناك تحديات كثيرة تقف أمام المجلس الانتقالي خاصة مع قرار الإدارة الذاتية، من بينها الوضع الصحي في ظل تبعات جائحة كورونا ومسؤولية تضبط، وإدارة موارد البلد وإنفاقها بالشكل الصحيح الذي يؤمن للناس تحسن سريع في الخدمات وفي المعيشة، وعلاوة على ذلك سيضاف إليها التحدي العسكري سواء من خلال مواجهة الحوثيين في عدة جبهات أو في مواجهة التحشيد العسكري للإخوان المسلمين في أبين وشبوة.

ما ينبغي إدراكه أن المجلس الانتقالي ومن خلفه شعب الجنوب يعي حجم هذه التحديات وسيقف أمامها بكل مسؤولية وسيجتازها بإذن الله مهما كبر حجمها أو تعددت أشكالها، ففي الوقت الذي تبذل فرقه الميدانية وقواته الأمنية وقواعده مع الخيرين من أبناء الجنوب جهوداً مستمرة للحد من تأثيرات الوضع الصحي والوبائي من خلال انتشال مخلفات الأمطار المدمرة ومن خلال الإشراف والمتابعة للفرق الطبية وفتح وإلزام المستشفيات بتأدية واجباتها وتأمين وسائل الوقاية والسلامة للكوادر الطبية وغيرها من العمل الإغاثي والإنساني، في الوقت ذاته تعكف منذ أيام نخبة أكاديمية واختصاصية في الجوانب الاقتصادية والمالية والقانونية في صياغة النظم واللوائح المنظمة لمشروع الإدارة الذاتية للجنوب ليصبح متكامل الأركان وبالتزامن مع متابعة مستمرة للوضع الخدمي من كهرباء ومياه وبدء المؤسسات والمرافق الإيرادية بتوريد عائداتها لحساب بنكي يخضع للرقابة والتدقيق والفحص بما يضمن ذهاب تلك الموارد في مواضعها الصحيحة ولأصحابها المستحقين من أبناء الجنوب.

تحديات كبيرة في الجانب الخدمي والصحي والإداري والاقتصادي ويضاف إليها تحدي التصعيد الإخواني العسكري باتجاه شقرة، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن هذا التحدي كان متوقعاً، ولن يؤثر على جهود مواجهات التحديات الماثلة اليوم، وقد أعطيت التوجيهات للقوات المسلحة بكافة ألويتها ووحداتها برفع الجاهزية والاستعداد القتالي العالي وشحذ كل الطاقات والإمكانيات للتصدي لأية حماقة لمليشيات الإرهاب، غير أن هذه المرة أعطيت التوجيهات بالاستعداد لخوض معركة مصيرية ورد أي عدوان، بحيث لا تنتهي المعركة إلا بتحرير كل شبر من أرض الجنوب من براثين الإرهاب والتطرف وإخضاع جميع تراب الوطن لسيطرة الإدارة الذاتية الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى