رسالة أتمنى أن تصلهُ

> حلّت علينا المصائب في البلاد من كل جهة وزاوية، حروب وفتن داخلية، والانهيار التام للخدمات الأساسية، وانقطاع المرتبات وموسميتها، وانهيار الريال وارتفاع الغلاء، والأوبئة وخاتمتها كورونا! أي وكأن كل غضب الدنيا انصبّ على رؤوسنا، ولذلك بقينا كالغريق الذي يريد أن يتعلق ولو بقشّةٍ لينقذ حياته، وقشّتنا هي في الحفاظ على ما أمكن من نظافة بيئتنا، لأنها ستكون نهايتنا لو واصلنا العيش وسط المخلفات التي تزداد تراكما يوما عن يوم حولنا.

* في منطقتنا الخيسة بمديرية البريقة بعدن، كان هناك 21 عامل نظافة، وكانت براميل النفايات متواجدة إلى حدٍ ما، أي كان وضع النظافة لابأس به، ولكن اليوم، ومع تكاثر الأوبئة التي فتكت بطوابير من الأهالي، ومع تردي الخدمات بتفاقم انقطاعات الكهرباء والمياه، أصبح للخيسة بأحيائها الثلاثة عاملا نظافة ومشرفهم، وانعدمت براميل النفايات، أي أن الوضع أصبح كارثياً تماماً.

* لقد تجندلت طوابير إلى المقابر على خلفية هذه الأوبئة، وبأم العين تشاهد الصبية محمولين على أكتاف أمهاتهم وريش المغذيات على ظهور أكفهم وهنّ يتقاطرن بهم إلى المجمع الصحي للخيسة، وكلهم مصابون بحميات الأوبئة الفتاكة، وفي الأماسي الرطبة والساخنة جرّاء الانقطاعات الكهربائية، تسمع البعوض يئز أزيزاً في المنازل، والسبب تراكم القاذورات والمياه وخلافه، وهذا مقرف وكارثي.

* شخصياً تربطني علاقة بالقائم بأعمال مديريتنا البريقة، ونفس الحال بمسؤول صندوق النظافة في المديرية، وتواصلت معهما بخصوص وضع النظافة في منطقتنا، ولكن كان ردهما أن الموضوع ليس بيدهما، بل هو بيد المدير التنفيذي لصندوق النظافة بعدن، وكما بدا لي أنهما لا يريدان أن يؤرقا صفو علاقتهما به بطرح شكوانا عليه، فكان ولابد من نشرها في الصحافة، مع ثقتي هنا بأنها ستصله، بل وسيفعل شيئاً بصددها كما عهدته.

* بقي على أهلنا في الخيسة أن يتحلوا بشيء من الوعي والخلق بهذا الصدد، إذ ليس من المنطقي ولا الأخلاقي القيام برمي مخلفاتهم في بعض أركان الحواري وكأنها تحولت إلى مقالب للقمامة، فهناك بيوت وساكنون من نفس المنطقة، ومن العيب رمي المخلفات أمام أبوابهم، لأن المسلم الصحيح لا يؤذي جاره وأخاه برمي مخلفاته أمام منزله، وعلى أئمة المساجد والنخب وشيوخ المنطقة الحث والتصدي المستمر لهذا العمل اللا أخلاقي، ويبقى الأمر منوطا بالمدير التنفيذي لصندوق النظافة بإعادة العدد السابق للعاملين وتوفير الحاويات للمخلفات حتى لا ترمى في الشوارع، ولأن الوضع الصحي في البلاد عموماً هو كارثي كما نعايش جميعاً.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى