ضغوط المصالح العليا لشعب الجنوب

> نصر هرهرة

> كثر الحديث والكتابات عن أن المجلس الانتقالي الجنوبي أداة بيد الغير وأنه يعمل وفق الضغوطات الواقعة عليه، وتعدّت بعض تلك الأحاديث والكتابات إلى القول إن الجنوب العربي محتل، وبافتراض حسن النية لتلك الكتابات يمكن القول إن البعض لا يجيد التعبير عما يريد قوله أو لسوء فهم مضامين بعض المفاهيم أو عدم القدرة على توصيف الواقع أو البناء على معلومات مغلوطة، أما البعض الآخر فهو يهدف إلى تزييف الوعي الاجتماعي للناس بقضاياهم الوطنية الكبرى، بهدف إحباطهم من أن تتحقق تطلعاتهم الوطنية أو لجعلهم يتبنون مواقف وتوجهات معادية لتلك التطلعات بسبب تزييف وعيهم، وهناك هدف واضح هو محاولة زرع الشك بالمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي وتبني مواقف معادية لهم.. ويمكن أن نفند ذلك بالتالي:

- أولا: البعض يتحدث أو يكتب عن أن الجنوب العربي اليوم واقع تحت احتلال دول التحالف، والبعض يسمي دول بعينها (السعودية أو الإمارات)، ويهدف من ذلك إلى توليب شعب الجنوب ضد دول التحالف لإنهاء أي تواجد لها وبالتالي إلغاء أي دعم لشعب الجنوب، ومن واجبنا في هذه الحالة أن نعري ذلك العمل الهدام ونبين لشعبنا أن مصالحه العليا هي المستهدفة، فلم نلاحظ التحالف العربي أو أي من دولة تعمل على طمس الهوية الوطنية الجنوبية، ولم نلمس نهب أي من ثروات بلادنا ولا محاولات لتغيير ثقافتنا الوطنية، ولا نهبا لأراضينا، ولا إقصاء الجنوبيين من وظائفهم ولا تقييد حرياتنا ولا سفك دماء أبناء شعبنا ولم نشاهدهم في طرقاتنا أو مواقعنا السيادية ولا في مدننا وشوارعنا، وهم أتوا بطلب من الرئيس اليمني ومدعومون بقرارات من مجلس الأمن، والبلاد أصلا واقعة تحت البند السابع، وعندما طُلب من الإمارات مغادرة عدن غادرت دون أن تأخذ معها ذرة من تراب عدن.

ونجد الإشارات أحيانا إلى أن هذه الدول جاءت لتحمي مصالحها أو أنها تريد أن تحقق مكاسب في الجنوب، وفي هذا لأبد من التأكيد بأننا ندرك أن دول التحالف تريد أن تحمي مصالح شعوبها في المنطقة وحماية أمنها، أي الأمن القومي العربي، وليس في ذلك أي عيب طالما يتحقق دون الإضرار بمصالح شعبنا الوطنية أو يحقق المصالح المشركة لشعوبنا وتحقيق التكامل والشراكة المتكافئة، وليس هناك أي مانع من الاستثمار في بلدنا بل مرحب به وفق اتفاقات دولية أسوة بما يجري في جميع دول العالم، فما الذي يمنع أن تستثمر المملكة العربية السعودية مثلا في نقل نفطها عبر أنبوب يمر في أراضي الجنوب إلى البحر العربي وفق اتفاقية دولية كما هو الحال في عدة دول أو الاستثمار لأي دولة في أي مجال وفق أنظمة وقوانين واتفاقات دولية.

لهذا فالمجلس الانتقالي الجنوبي وهو يستمد قوته من التفاف شعب الجنوب حوله لن ينجر وراء تلك الدعايات المقرضة إلى الدخول في صراع مع التحالف العربي أو أي دولة من الدول المكونة له بل يشعر بأنه جزء فاعل وأساسي وحليف مع ذلك التحالف، وأن مصالح شعبنا تتوافق وتتكامل مع مصالح شعوب دول التحالف.

- ثانيا: الحديث أو الكتابة عن ضغوطات واقعة على المجلس الانتقالي الجنوبي للتنازل عن تطلعات شعب الجنوب، هذا أمر آخر ليس له أساس من الصحة ولن يقبله المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن هدفه بشكل واضح وتضمنت وثائقه ذلك في نصوص صريحة وكل من يتعامل معه يعرف ذلك جيدا، فإذا كانت هناك ضغوط على المجلس الانتقالي الجنوبي فهي ضغوط المصالح والتطلعات الوطنية الكبرى لشعب الجنوب والتي هي حاضرة في كل تحركاته وأنشطته، فهي تحكم كل فعالياته وسلوكياته وممارساته وتحالفاته واتفاقاته واختلافاته مع أي كان، وهو يدرك جيدا طبيعة العلاقات الدولية وأن كل شيء يطرح للحوار والتفاوض، وهناك أوراق ونقاط قوة ونقاط ضعف تستخدم في مثل تلك الحوارات والمفاوضات، ولديه الإرادة والقوة والحنكة السياسية لخوض ذلك، وهناك مرجعيات تؤكد عليها وثائقه وأدبياته والتزاماته، ومن أهمها أن أي حل نهائي للقضية الجنوبية يجب أن يخضع لاستفتاء شعب الجنوب، وهذا قيدٌ ومرجع مهم لضمان حقوق شعبنا.

وأخيرا فإننا ندرك لماذا تدخل التحالف العربي وبطلب من الرئيس اليمني، فلماذا الزعل والتحريض بانتقاد مواقفه في التعامل مع ما جاء من أجله؟! ومن غير المنطقي أن نمنعه من ذلك ولكن بما لا يضر بتطلعات شعبنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى