حول خطاب الرئيس هادي

> ظهر الرئيس هادي متجهماً ومرهقاً ربما للعمر أو لتفاعلات سياسية أو لأسباب مرضية بصوت مبحوح، ولا أظن أن له لمسات في صياغة خطابه أو مضمونه حتى تمكن قراءة ما يهدف إليه، إلا أن الخطاب في كل الأحوال منسوب له وهو من قرأه ومسؤول عن كل ما قِيل فيه لهذا قد نقرأ من مظهره ونبرة صوته ما يدور في خلد الرجل أكثر مما في خطاب الإخوان المسلمين "فرع اليمن"، ومراكز النفوذ في صنعاء الذي قرأه هادي.

فقد ظهر الرجل مثقلاً بهموم، ربما ضغوط تريده يتصادم مع أشقائه في التحالف العربي الذي اختارهم هو للتدخل في اليمن، وهي قوى بعينها محبطة له في انحرافها باتجاه إيران وتركيا وقطر، بل التمادي مع خصمه الذي انقلب عليه بعد ما يقارب ست سنوات من الحرب، ولا يخفي منظره ونبرات صوته حنينه إلى وطنه ومحافظته وقريته، فهو ابن الجنوب، والدم الجنوبي يجري في عروقه، ولا يحب أن يكون هو من يعيد شعب الجنوب إلى شرنقة الاحتلال اليمني فيلعنه التاريخ، ويحمل من بعده وصمة عار خذلان الجنوبيين، لكن الضغوط التي عليه ثقيلة ومطوقة له من جميع الاتجاهات وبعضها قد تعاقد خارج نطاق سلطات هادي، لكن ما نقرأه في خطاب إخوان اليمن أنهم ماضون في سياسة الاحتلال اليمني للجنوب العربي دون مراعاة لتضحيات شعب الجنوب وتطلعاته معتقدين أنهم بذلك سيمنعونه من تحقيق حريته واستقلاله، وهذا عشم إبليس في الجنة.

فقد وصفوا شعب الجنوب وسيطرته على أرضه واستعادته لسيادته بأنه تمرد مسلح على الدولة، ولم يقولوا لنا أية دولة تم التمرد عليها هل هي المتواجدة في الرياض، أم تلك التي في إسطنبول، أم تلك التي في صنعاء.

عن أي دولة حتى نقاضيها فيما فعلته بشعب الجنوب خلال سنوات طوال من هدم وتدمير وقتل وتشريد وحرمان من أبسط وسائل الحياه، فقد حولت حرب الخدمات على العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية حياة الجنوبيين إلى جحيم ناهيك عن الحرب الأمنية وسياسة الاغتيالات لنشطاء الجنوبيين، وبرر ذلك الخطاب رفضهم وتعنتهم لتنفيذ اتفاق الرياض بسبب إعلان الإدارة الذاتية للجنوب، ولكن لم يسعفهم الحظ لإدراك أن الإدارة الذاتية جاءت بعد مرور أكثر من سبعة أشهر من عرقلتهم لتنفيذ اتفاق الرياض.

أما تباكيهم على جزيرة سقطرى فهو ليس حباً في الجزيرة ولا أهلها، فهم لم يفعلوا لها شيئاً يذكر غير أن ما جرى في الجزيرة هو تقويض لمشروعهم الذي يستهدف الأمة العربية والأمن القومي العربي والريادة العربية لمنطقة الشرق الأوسط والسيادة العربية لأهم المنافذ والممرات المائية والملاحة الدولية.

لقد شاهدوا مدرعة في سقطرى، وتمنوا لو أنها في شقرة، وأن سقطرى باتت تحت سيطرتهم لتستقبل المدد والإمداد الإخواني والإرهابي، لكنهم لم يشاهدوا الحشود والإرهاب والعتاد في شقرة، وعلى طول خط الإمداد من مأرب وشبوة وأبين، وتسليم المعسكرات للحوثي، وإدارة فوهات المدافع باتجاه الجنوب في تفاهم أصبح واضحاً بين دولتين غير عربيتين أبلغتا عملاءها في اليمن بالعمل بهذه التفاهمات.

وتحدثوا عما يسمى (المجلس الانتقالي)، ما يعني أنهم لا يعترفون بالمجلس الانتقالي الذي وقعوا معه اتفاق الرياض، فيا للغرابة أنهم سينفذون اتفاق الرياض، ولكن لا يعترفون بالطرف الموقع معهم هذا الاتفاق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى