وعظ الثعلبان!!

> الثعالب أصناف والوان، وأخبثها ثعلبان البشر؛ إذ هو لا يخجل، وإن كان مفضوحاً سيرة وسلوكا، وأخبث ما فيه حينما يتقمص دور الواعظ، فهو يدرك إن حجم السكان غدا من الشباب والأطفال تصل نسبتهم إلى 80 %، وبالتالي، يراهن على أن نسبة الكهول من الـ 20 % نصفهم ليس لديه منصة تواصل اجتماعي، والنصف الآخر ليس معنياً بما يدور، فهو في حَيص بَيص من ضنك العيش وانهيار العملة وتأخير الرواتب لعدة شهور.

لذلك يحرص الثعلبان البشري على لعبة الحظ هذه في إيصال موعظته التي تشبه موعظة إبليس اللعين لأحد أنبياء الله تعالى عليهم السلام. حينما قال له: "قل لا إله إلا الله، فرد نبي الله. فقال: نعم، لا إله إلا الله، رغم أنفك يا كذوب!".
ما أتعس الثعلب البشري حينما يظن إن ذاكرة الشعب غدت صدئةً، ولم تعد تتذكر مخازيه !!

الثعلب التعيس يراوغ وينتصب واعظاً، ولا يدرك، أو ربما يتغافل عن هذا، ولم يعد يخجل عندما يتكلم عن المسؤولية أنها أمانة عظيمة تبرأت من حملها الجبال الراسيات. أما هو وأمثاله من النفايات التي سئمنا إعادة تدويرها، فيرى نفسه ومن على شاكلته من الثعالب جديرين بحمل الأمانة، فيما هم كانوا يقفزون من سفينة لأخرى طوال تاريخهم السيئ، وتشهد عليهم ساحة عفاش وما قبلها، رغم أن لا مقارنة بينهما، ثم ما بعد أن كانوا شرعية بعدما كانوا حوافش (فصيلي الحوثة وعفاش المؤتمري).

المسؤولية ليست مغنم، يا سبحان الله، كأنه لم يلهث وراءها زمناً طويلاً، ولم يقلب لحزبه السابق ظهر المجن، حينما جف ضرع الحزب، ويبس زرعه ولم يعد مثمراً.
يتناسى الثعلبان أنه لا دين للثعالب، فلا عظة ولا وعظ ممن لا دين ولا خلق له. (مخطئ من ظن يوماً # أن للثعلب دينا) أمير لشعراء أحمد شوقي رحمه الله.

ماذا في جعبة الثعلب هذه المرة ؟ آلتسويق لذاته أم الوداع بعد اليأس والقنوط من العودة لهيلمان المسؤولية؟
ما يجعل الإنسان يثور ويفقد أعصابه عندما يرى من لهثوا طويلاً وراء السلطة بأي ثمن، ينصحون الناس بأنها نار ومغرم وأمانة ثقيلة، بينما حقيقتهم تقول إنهم إنما يضحكون على الشعب، ويرونه جاهلاً، وهم الأذكياء حسب وجهة نظرهم وعقيدتهم الثعلبية.

هل آن أوان صمت الثعالب ومغادرتها المشهد غير مأسوفاٍ عليها؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى