بئس الرجال أنتم!

> علي ثابت القضيبي

> * عندما انفجرت الحرب في ربوعنا هنا، كان طاقم كل هذه السلطة الشرعية قد لقطوا أطراف أثوابهم بأسنانهم وولّوا فراراً إلى الخارج كالجرذان المذعورة، نعم هربوا وعيونهم مفتوحة على سعتها رعباً، وإن لم ينسوا أن يُتبعوهم بزوجاتهم وأولادهم، وكان قبلهم ثمة من سبقهم في الهرب أيضا، وبالخزي والعار هرب هذا في عباءة نسائية متقمصاً دور زوجة السفير السعودي! كلهم هربوا وتركوا الشعب يتلقى صواريخ وقذائف الحوثي ويقاومونه أيضاً.

* اليوم، سلطة الإفك هذه تستأسد على عساكرنا الجنوبيين وشهدائنا وجرحى هذه الحرب (تصوروا!)، فهي توقف مرتباتهم لأربعة أشهر، ويا لفظاعة ودناءة ما يجري! بل لا أدري بأي جرأة يرتكبون هذا الفعل، ولا أدري من يمنحهم حق العبث بحقوق الناس وفي أصل مصدر عيشهم وبقائهم!
* هناك عسكريون توفوا وتركوا أرامل وأطفالا، ومثلهم أسر شهداء وجرحى، وكثير من هؤلاء لا دخل لهم إلا المرتبات ليقتاتوا منها، فهل تريدون منهم أن يتسوّلوا ليطعموا أولادهم؟ ولاحظوا أنه مرّ شهر رمضان، وتلاهُ عيد الفطر، ولا يعلم إلا الله كيف مرا عليهم وأطفالهم، وعيد الأضحى على الأبواب، فأي ضمير يا تُرى بين جنباتكم؟

* يا هؤلاء.. اليوم أنتم وزوجاتكم وأولادكم ترفلون في نعيم العيش ورغده في فنادق الرياض، وتتضمّخون بأغلى العطور وأكثرها ندرة، ومن ذكرناهم سلفاً يتلظون في جحيم العيش وبؤسه لإيقافكم مرتباتهم، وهي بالكاد تسدّ جوعا في ظل الغلاء الفاحش الذي يعصف بالبلاد بسبب أدائكم كسلطةٍ، وأيضا بسبب لصوصيتكم ونهبكم خيرات البلاد، أفلا تخجلون من أنفسكم؟ أو ألن تتحرك ذرة من ضمير حي في دواخلكم لتشعروا بشقاء هذه الأسر المنكوبة؟!

* أي نوعيةٍ من الرجال أنتم؟ وحاشا لله أن تكونوا من صنف بني الإنسان السوي، أو حتى من هم دون ذلك خُلقاً وإحساساً بالمسؤولية وبالآخر، لأنكم بالقطع أكثر دونية وسوءاً ولاشك، وإلا لما رضيتم بإيقاف رواتب الناس ودفعهم للاستعانة بالناس وربما بالتسول، أو ما هو أكثر سوءاً وفظاعة.

* نقولها بصراحة وبصوت عالٍ أيضاً: إن التحالف (وهو اليوم السعودية وحسب) يتحمل الوزر الأكبر في جريمة إيقاف مرتبات عسكريينا وشهدائنا وجرحانا، بل وبنفس الصراحة وبصوت أعلى نقول: رحم الله دولة الإمارات، ففي عهدها لم يكن الوضع كما هو عليه الآن مطلقاً، بل كانت تصرف حتى لأسر الشهداء والجرحى ألف ريالٍ سعودي فوق راتب كل شهر، ولم تنقطع مطلقاً.. فاحترموا أنفسكم وأوفوا بمقتضيات وظيفتكم العامة في السلطة بصرف مرتبات كل الناس يا رجال السلطة الشرعية، وكذلك أنتم يا تحالف انهضوا بدوركم ومسؤولياتكم تجاه هذه البلاد، وإلا ارحلوا عن كاهلنا جميعا غير مأسوف عليكم، ولدينا القدرة لإدارة أرضنا بأنفسنا، وأثق أن كل شعبنا يقول معي أيضا نفس هذا القول.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى