مشاورات الرياض تصل إلى طريق مسدود

> الرياض/ عدن «الأيام» خاص/غرفة الأخبار

> مصادر: الوسيط يفشل بجمع الطرفين.. تصاعد الخلاف في مشاورات الرياض
> كشفت مصادر سياسية يمنية وغربية في وقت متأخر مساء أمس الأربعاء لـ«الأيام» توقف المشاورات بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض ودخوله مرحلة الشلل التام، مشيرةً إلى فشل الوسيط في جمع الطرفين على أرضية واحدة مشتركة للاتفاق.

وفيما رفضت المصادر الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، قالت إن قيادة المجلس الانتقالي أبلغت المسؤولين في المملكة العربية السعودية بأنها ترغب في مغادرة الرياض اليوم الخميس على أقل تقدير، وأضافت المصادر أن الخلافات بين الأطراف الثلاثة (الانتقالي والشرعية والوسيط) تصاعدت أمس حول عدة نقاط خلافية.

وأمس الأربعاء شهدت جبهات القتال في أبين اشتباكات محدودة، وتبادلاً للقصف لليوم الخامس على التوالي.
في السياق، نقلت صحيفة العرب التي تصدر في لندن بعددها الذي يصدر اليوم الخميس عن مصادر سياسية يمنية تأكيدها وصول المشاورات الجارية حول تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي "إلى طريق مسدود" أمس الأربعاء في ظل ما قالت إن سبب الفشل "مناورات حزب الإصلاح الإخواني الساعية إلى خلط الأوراق، وتعزيز جبهة المناوئين للاتفاق".

وحسب الصحيفة، لفتت المصادر إلى هيمنة "تيار قطر في الحكومة على مجريات النقاش الدائر حول اتفاق الرياض، وتشدد هذا التيار في رفض تنفيذه وفقاً للمقاربة التي اقترحها التحالف العربي، والتي تعرضت لحالة هجوم سياسي وإعلامي علني من قِبل قيادات بارزة في "الشرعية" جاهرت برفضها للاتفاق الذي رعته الحكومة السعودية في نوفمبر من العام الماضي".

وتابعت الصحيفة في تقريرها الإخباري قائلة إن المصادر أشارت "إلى وجود رؤية جديدة لدى المجتمع الدولي، والتحالف العربي حول فشل تنفيذ اتفاق الرياض بشكله الحالي بعد مرور حوالي تسعة أشهر على توقيعه، وما تخلل تلك المدة من تغيرات سياسية وعسكرية، الأمر الذي يستدعي تقديم مقترحات جديدة أو نسخة معدلة من الاتفاق".

وأكدت الصحيفة أن الحكومة الشرعية دفعت أمس بالمزيد من التعزيزات العسكرية من محافظتي شبوة ومأرب، إضافة إلى دفع وزير النقل المستقيل صالح الجبواني بالمئات من العناصر التي تم تدريبها في المعسكرات الممولة من قطر في محافظة شبوة.

وأضافت الصحيفة "يقوم وزير الداخلية اليمني المقيم في العاصمة العمانية مسقط بشراء الولاءات، ودعم جبهات الإخوان في أبين بالأموال التي حصل عليها في أعقاب زيارته السرية للدوحة".

وجاء التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري من قِبل الإخوان، وتيار قطر في الحكومة اليمنية بعد تسرب معلومات مؤكدة عن تقدم المشاورات التي ترعاها الحكومة السعودية في الرياض بين قيادة المجلس الانتقالي والشرعية بمشاركة واسعة من هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني، والهيئة الاستشارية للرئيس عبدربه منصور هادي، وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية، والتوصل إلى تفاهمات أولية حول تكليف رئيس الوزراء الحالي معين عبدالملك بتشكيل الحكومة القادمة المكونة من 24 وزيراً بناءً على مخرجات اتفاق الرياض إلى جانب التوافق على تعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة المؤقتة عدن، وبدء النقاش حول اختيار نائبين للرئيس هادي من الشمال والجنوب.

وأوردت صحيفة العرب تحليلاً للخبر الذي نشرته، وقالت إن مراقبين يمنيين يشيرون إلى "دخول عدة عوامل تهدد بفشل اتفاق الرياض، وفي مقدمة هذه العوامل تصاعد الدور القطري والتركي في الملف اليمني، والدور السلبي الذي يلعبه حزب الإصلاح، وتيار قطر في الحكومة اليمنية ومؤسساتها، إضافة إلى عمل العديد من القيادات البارزة في الشرعية التي يرجح خروجها من دائرة التأثير أو انتهاء دورها حال تنفيذ اتفاق الرياض، على عرقلته وإفشاله واتهام التحالف الراعي له بممارسة دور الوصاية على الحكومة".

وفي هذا السياق، روجت قيادات في حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) خلال الأيام الماضية لوجود مؤشرات على نية المجتمع الدولي والإقليم طي صفحة الرئيس عبدربه منصور هادي، ونقل صلاحياته إلى نائب توافقي.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح علي الجرادي في تغريدة على "تويتر": "هناك توجه من بعض القوى الدولية والإقليمية لإزاحة الرئيس هادي عن المشهد، واستبداله بأية صيغة توافقية أخرى، الرئيس ليس مستهدفاً كشخص، لكن المطلوب إزاحة شرعيته المنصوص عليها بقرار دولي ليتمكنوا من رسم الخارطة بعيداً عن شرعية الجمهورية اليمنية الاتحادية وفق تقسيمات جغرافية ومذهبية جديدة".

وأكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن هذا الخطاب يستهدف تعزيز جبهة المناوئين لتنفيذ اتفاق الرياض في الحكومة اليمنية، والإيحاء للرئيس هادي بأنه المستهدف من هذا الاتفاق، في الوقت الذي يرى فيه تيار قطر وجماعة الإخوان أن تنفيذ الاتفاق سيفضي إلى إنهاء تواجد الجماعة في المحافظات الجنوبية، وخصوصاً محافظة شبوة في الوقت الذي يضيّق فيه الحوثيون الخناق على محافظة مأرب أهم معاقل الإخوان في الشمال.
وتشهد المحافظات الجنوبية حالة توتر شعبي جراء توقف صرف رواتب الموظفين في القطاعات العسكرية والمدنية لأكثر من خمسة أشهر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى