ربما لا تأتي الفرصة ثانية

>
* تبتلي الأقدار البعض بالاختيارات الكارثية أحياناً، ويمكن أن نزوع هؤلاء منذ صباهم يرسم لهم دروب إيصالهم إلى الماءالات السوداء غالبا، يحدث هذا عند مَن لم يجد من ينهاه في المهد بأن مثل هذه المسالك خطيرة، أو مَن لم يواصل نُصحه وزجره، هنا أنا أرسمُ ملمحاً لمسلك الميسري والجبواني، فالأول اليوم في عُمان، ومن هناك بالمال القطري المُدنّس يسعى إلى تحشيد المُغرر بهم من المعوزين للقتال في جنوبنا، والآخر يتجول في فيافي مأرب لنفس الغاية.

* في فترة مضت، انتقى عفاش الميسري لتقويض حراك أبين باعتبار أنه شخص نزق، ولنرجسيته المفعمة بغرورٍ يجعله يقول للعرّابين دائماً: "أنا لها"، لأنّ النرجسي عادة يحب الظهور، ويحب أن يتقمص دور رجل المهمات الصعبة، وأيّاً كانت، لذلك صدر الفرمان الرئاسي به كمحافظ لأبين، مع أنه كان وزيراً للزراعة آنئذٍ، وبعدها شاعت أخبار تصفيات وقمع عناصر فاعلة في الحراك في المحافظة المكلومة أبين.

* في العادة، المافيات المنظمة، وحتى المخابرات الدولية المحترفة وما إليها، هؤلاء يمتهنون وبحذقٍ كيف يختارون مَن يغتال، أو مَن يكون رجل إثارة القلاقل وما شابه، حدث هذا في دولنا العربية الملتهبة، وبسبب هؤلاء تحولت محافظات كاملة كإدلب وغيرها في سوريا، ومصراته وغيرها في ليبيا إلى محافظات خرائب تماما، وكل أهلها مشردون، هنا يلعب الميسري والجبواني هذا الدور البشع، مع أنّ الثاني مُقال من الشرعية، والأول على الطريق، ولكنهما يتحدثان عن ضرورة استعادة الجنوب! فباسم من يتحدثون؟! وهم يتبعون من الآن؟! وللقارئ أن يتأمل هذا جيداً.

* عند شعب يطحنه الإنهاك والعوز من اليسير أن تجد طوابير يحترفون امتشاق البندقية، ويمكن تعبئتهم بتغذيتهم بشيء من الشعارات الزائفة والمتدثرة بالوطنية، لكن بالبداهة من يحمل السلاح ليقاتل نظير حفنة دراهم، بالقطع لن يكون مثيلاً أو نداً لمن يدافع عن دين أو أرض أو عرض أو قضية ما وخلافه، لأنّ الأخير يستميت في موقعه، كما واستعداده للتضحية عال ولاشك، والأول يهرب عند أول زخّة رصاصات تَئز حوله، ولن تكون المحصلة إلا إزهاق أرواح عبثا، ويتحمل وزر القتل من حرض على ذلك.

* يقولون: (أنت حيث تضع نفسك)، فهل يستوعب أخوتنا الميسري/ الجبواني أين هما الآن؟ فهما في فلك قطر وتركيا، وهاتان الدولتان أشبعتا دولنا العربية الملتهبة تدميراً وتخريباً وتشريداً لأهلها، فما مصلحة هاتين الدولتان من كل ذلك؟! في تقديري هذا يعرفه الكل ولاشك، والكل يعرف من تخدمان أيضا، فهل يفيق إخوتنا الميسري والجبواني ومن في فلكهما من إخوتنا في الداخل؟ لأنّ توصيف القاتل والمحرض على القتل أو الدمار لأرضه وشعبه هو توصيف بشع ولاشك، كما وعقابه عند الله لا يتخيله أحد، فلازال في الوقت متسع للعودة إلى العقل.. أليس كذلك؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى