سيضعون العِصِي في دواليب العربة!

>
* أيّ كان ما اتفق عليه مؤخراً في الرياض، ومع أنه من المفترض أن نظلّ مُعولين على أنّ الغد ربما يكون الأفضل، لكن الأمر مع الإخوان المتأسلمين يختلف تماماً، فهم هراوة أجندة الخارج في كل أنشطتهم على كل أراضينا العربية منذ نشأتهم، كما كل شريط ممارساتهم يقطعُ بذلك، أمّا الأهم، فهمُ المسيطرون على قرار السلطة الشرعية المهترئة والمتحكمين فيه.

  * بمجرد الاتفاق على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، كانت مدفعيتهم تُدوي في جبهة شقرة/ أبين، هذا يعني الرفض العلني للاتفاق، وفيهِ أيضا إشارة جليّة لرعاته، وخلاصتها أننا نتحرك بمعزل عن هذه السلطة الشرعية التي وقّعت، مع أنّ أسلحتهم ما انفكت تتدفّق تباعاً من معسكرات جيش الشّرعية في مأرب وحضرموت وشبوة ! ولاحظوا هذه جيداً.

  * شخصياً لا أعرفُ ما هو موقف فخامة الرئيس عبدربه من قوّاته في شقره عندما تباشر العدوان، وخصوصاً بعد توقيعه مباشرة على قرارات التعيينات في عدن حَسَبَ اتفاق الرياض الأخير، فهي بذلك تُقَزمهُ أيما تقزيمٍ بصفتهِ الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذا أمام الإقليم والعالم أجمع ! وتأمّلوا هذه جيداً أيضا.

  * أجزمُ وبالقطع أن الشقيقة السعودية وكل دول الإقليم، كل هؤلاء يعرفون مطلق المعرفة بأنّ لا سلطان لفخامته على هذه القوات المسلحة، ولا على الجنرال الدموي علي محسن الأحمر وكل حيتان الإخوان المسلمين في السلطة، فهو أمام هؤلاء مجرد رئيس ديكوري فحسب، ومع كل ذلك، تستمرئ الشقيقة السعودية إيهامنا بأنّ فخامته قد وقّع كذا، وأمرَ بكذا وكذا ! في هذا رسالةٌ للداخل الجنوبي أيضا.

  * إنّ أكثر ما يثير الذهول لدى المُتابع لواقعنا هنا، هو في موقف جموعٍ من الداخل الجنوبي مع ما تُسمّى بالشرعية المُغيّبة على أرض الواقع، طبعاً يأتي هذا على خلفياتٍ مناطقية غالباً لجهة فخامة الرئيس، ولوجود بعض الشّحن غير المبرر تجاه مناطقٍ بعينها في جنوبنا، مع أنّ العدوان على جنوبنا وشعبنا اليوم هو عدوان قوى الإرهاب الإخواني وحسب، ويجري هذا بدعم دول وقوى مزّقت بعض دولنا العربية أمام عيوننا وما انفكت، ثم إنّ مَن يتخندقون اليوم ضدّ جنوبنا لا يوقرون فخامة الرئيس ولا يضعون له اعتبارا أصلاً، وأشرنا سلفاً إلى هذا.

  * من دون شكٍ، ستحشرُ قوى الإرهاب الإخواني عِصِيها في دواليب عربة السير بالبلاد، والشقيقة السعودية وكل جوارنا الإقليمي يستوعبون هذا جيداً، ويدركون خلفياته ولا شك، لكن البقاء في منطقة رمادية هو مسلك غير حصيفٍ بمن منوط به شؤون شعب وأرض ومصير … إلخ، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، وعلينا الجنوبيين أن نستشرف الواقع بكل ملابساته وتجلياته، وأن نتهيأ له بما يُمكّننا من التعاطي معه باستماتة وحزم أيضا، وإلا فإن النتائج لن تكون مثيرة للضحك لدينا … أليس كذلك ؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى