مسيرة عتق.. التسريب في تعز والاستفتاء عليه بشبوة

> إخوان اليمن ظلوا يحشدون جموعهم من كل مناطق اليمن، وكل ما في الأمر أنهم يجيدون التمويه والتقية السياسية، وإجادة صنع واستخدام "متعهدين". فقد أرادوا في المرة الأولى مظاهرة إخوانية مترافقة مع تسريب الإخواني "سالم التعزي" المسيئة للمملكة، إذ وصفهم بالأنجاس، وأنهم هربوا من الحوثي.. إلخ، والتي رسم فيها خارطة أعداء وحلفاء إخوان اليمن وواحدية مشروعهم مع الحوثي، فرأت الجهات العليا في الحزب امتصاص التسريب لا زيادة التصعيد مع بقاء الرسالة، فصدر عن المحافظة بيان "اللعم" ترك الباب مشرعاً لإقامتها وليظل التحشيد قائماً لها من خارج المحافظة بالذات، وظل البحث جارياً عن "متعهد مظاهرات" جنوبي يحمل عنوان مظاهرتهم ويبعدها عنهم وعن تسريب "التعزي"، ويغسلون به التكاليف المالية لها فتبدو سلطة الإخوان في شبوة نظيفة اليد سياسياً ومالياً وحزبياً فكان ائتلاف العيسي كـ "محلل مظاهرات يمننة جنوبي" جاهزاً لأخذ المقاولة من الباطن ليتبناها، وسينتهي دوره بقراءة البيان الختامي عن الشراكة الوطنية وأخذ آخر أقساط المقاولة.

رغم إدرك الإخوان أن مبررات تظاهرهم متهافتة إلا أنهم ظلوا مصرين عليها، فادعاء أن التظاهر لإسماع صوت الآخر تكرار للمكرر فالآخر الذي تظاهر اليوم هو الفرع الأقوى في السلطة وهم الإخوان، وصوتهم مسموع منذ احتلال الجنوب عام 94، ولم يقدم جديداً إلا تعليمات احتلال اتحادية عبدربه "تضرب امرجول" ثم "الرؤوس" كتعليمات احتلال عفاش التي تضرب "الرؤوس" ثم "امرجول".

وأنهم لن يقدموا جديداً بها في عتق، ففي أحسن تفسيراتها كمظاهرات المستعمرين البيض في جنوب أفريقيا إبان الفصل العنصري كان يتظاهر معهم متعاونون سود يؤيدونهم أيضاً، ورغم ذلك استمرت مقاومة احتلالهم.
ويدركون أن الاحتلال لا تقيسه المظاهرات المؤيدة له، بل إنه في كل بلدان العالم بنى مؤسسات وأسس جيوش أمن وأرسى تنمية، وفي ذات الوقت كان يقتل دعاة التحرر بأدوات محلية، وصنع صنائع تتظاهر وتقول: اسمعوا الراي الآخر.

وظل عرفاً وقانوناً احتلال يجب مقاومته، وستظل مقاومته قائمة، فالاحتلال ليس شراكة وطنية ولا يقاس بالمظاهرات، بل بمعايير أخرى قاسه قمعهم "حفلة زواج آل باجمال" في عتق مطلع يوليو الماضي فلم تسعه الشراكة الوطنية فضاقوا "بأرجوزة شعرية" في "سمرة الزواج"، والبقية يعرفها كل أهل شبوة قاسته حملات تأديب جردها الإخونج ضد قبائل شبوة التي ترفض تمكينهم، وقاسه قمع وقتل مليشيات الإخونج للمسيرات السلمية الرافضة ليس في العاصمة عتق، بل في مديريات عزان ونصاب وجردان، وقاسه سجن الصحفيين والنشطاء للرافضين للتمكين، وقاسه العبث بمعرض شهداء شبوة الذين سقطوا دفاعاً عنها في الغزو اليمني الحوثي لشبوة، ويقاس بأخونة الإدارات المدنية وملشنة الألوية العسكرية والمسميات الأمنية الموازية للمفرزات الأمنية، يقاس بترك الإرهاب يسرح ويمرح ويقتل ولم يسألوا عن قتلاه أحد.

ويقاس بأن احتلال المحرر احتلال وليس شراكة وطنية، ويقاس بدعوة الشارع الشمالي الذي حرصوا أن يتظاهر داخل الشارع الشبواني لتزوير إرادة شبوة لشرعنة احتلال الإخوان لها، وكلها معايير ضدهم جعلتهم يعيدون التفكير في المسيرة.

هدف المسيرة قياس قدرة القيادات الميدانية بحشد قوة صلبة تؤيد تسريب الإخواني التعزي "عبده فرحان سالم" تعطي رسالة تهديد للتحالف. التسريب الذي رسم فيه خارطة الأعداء والحلفاء كما يعمل لتثبيتهم إخوان اليمن وحجم أنصار التسريب من الإخوان وأنصارهم ومليشياتهم العسكرية والنازحين الحزبيين من الشمال في عتق هم السواد الأعظم في المظاهرة.

التسريب وصفته "توكل كرمان" بصفحتها في الفيسبوك تقول: "إنه يمثل موقف حزب الإصلاح الإخواني بقياداته الميدانية وقطاعه الواسع"، والذين يتظاهرون هم القيادات الميدانية والقواعد الواسعة في شبوة.

التسريب الذي نال فيه من المملكة وهدد فيه بفتح جبهة "المخا" لتمتد وتتلاحم مع مشروعهم مأرب/ شبوة إلى شقرة وجعلها "كعب أخيل" لقتل أي محاولة بتوحيد البندقية صوب الانقلاب، وإغراق التحالف في رمال الجنوب تمهيداً للتدخل التركي وغير التركي المترافق، واتفاق الإخوان والحوثة في مسقط برعاية قطرية كجزء من اتفاقات محور (إيران تركيا) لتقاسم النفوذ في البلاد العربية وإغراق المملكة في تفاصيل تشتتها.

التسريب الذي اعترف فيه "سالم" بأن مشروعهم والحوثي متكاملان وليسا متعاديين، ومن خرجوا اليوم في شبوة هم أنصار واحدية ذلك المشروع مهما رفعوا من شعارات.

المسيرة الإخوانية تهدف إلى جعل شبوة عنواناً يتحرك تحته مشروع الإخوان وحلفائهم الإستراتيجيون في تركيا وقطر لتستمر أخونة شبوة بما تمثله من ثروة نفطية وموقع إستراتيجي وثقل قبلي يمكن أن يوظفوا منافراته لصالحهم التي تتجاوز خطورة أخونتها حدودها كمحافظة جنوبية لأنها ستضمن لأعداء التحالف جغرافيا عسكرية ممتدة من سواحل بحر العرب إلى صحاري الربع الخالي مع المملكة -هذه السواحل تاريخياً من المداخل القاتلة فقد دخل الفرس منها قديماً وهزموا الأحباش- والآن يراد تكرار الكرة بدخول المشروع التركي القطري لهزيمة التحالف. سواحل لا يملكونها في حضرموت التي لا يهيمن الإخوان على سواحلها، وسيتحد مشروعهم بمشروع الحوثة الذي ضمن لإيران سلسلة جبال السروات، وكذا السيطرة على تهامة منطلقاً ضد المملكة، وكذا تحركات عمانية معادية لها ليست خافية في المهرة.

وهذا المشروع سيزداد خطره على التحالف والمملكة بالذات لو انتصر مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي حليف إيران وتركيا، وعلاقته بهما وبالإخوان في مستوى العلاقة مع إسرائيل، ما يوجب على التحالف أن يحسم المعركة له قبل أن يحسمها أعداؤه عليه، فالحوثي بعد أن سيطر على معسكرات "يكلا" معقل القاعدة وداعش في البيضاء صار شريكاً في محاربة الإرهاب، وهو ما لم تحققه الشرعية في هذا الملف، بل ستنظم فلول الإرهاب المنهزمة لجماعات "سالم" في تعز ولمليشيات الإخوان وجماعات الإرهاب في شبوة وشقرة، وفي حضرموت الداخل ألوية إخوانية ومشاريع معادية تتحفز من عمان التي تحولت إلى ورشة تنسيق المشاريع ضد التحالف لإغراقه بمعارك في الجنوب حتى يفقده كما فقد الشمال في ظل حرب تديرها المملكة برأسين رأس قيادي يعرف حجم خطرهم ويصنفهم إرهاب وأنهم مهما عملت لهم المملكة فقدوتهم "حسن البناء" ومشروعه وحلفاؤهم الأتراك والقطريون ومفرخاتهم القاعدة وأنصار الشريعة وداعش.. إلخ. ورأس تنفيذي إما أنه يعمل بخطوات بطيئة أو مخترق من الإخوان أو من حلفاء الإخوان الدوليين من أعداء المملكة، أو أن الفساد توغل فيها حتى صارت الحرب استثماراً لها، وأقصى ما يريدون أن يظل الوضع تحت سيطرة لن تطول، فاستشعارات المملكة لأدواتها التنفيذية معتمة فتكفي تجربة "الجبري"، وما عاث فيها من فساد، وما قام به من تضليل لقيادته، ثم حولته القوى المعادية من فاسد إلى صاحب قضية ضد المملكة.

وبهذه الإدارة لن يطول الوقت فيحصل تدخل إقليمي أو دولي أو كلاهما، وتخرج "إمارة شرق سلوى" كما يسمونها من الشبك المضروب حولها بالمقاطعة فتحكم على المملكة مع حلفائها الإيرانيين والأتراك والأعداء الدوليين لها شبك من المليشيات يمتد من المهرة على حدود عمان إلى ميناء "الموسم" على البحر الأحمر، وتتكفل إيران وحلفاؤها بخنق رئتها في "هرمز"، ويتكفل الأتراك وإخوان اليمن بخنق رئتها في باب المندب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى