سقطت سياسة الاختطاف والتدليس

>
في إوج الحراك الجنوبي السلمي، وعند ظهور ثورات الربيع العربي وفي ظل التوجه الغربي بتسليم الإخوان المسلمين السلطة في الوطن العربي لإخراجهم من تحت الطاولة لكي يكونوا في الواجهة في موضوع الإرهاب، كبديل لأصدقاء الغرب العرب الليبراليين الذين لم يستطيعوا حماية الغرب ولا حتى حماية أنفسهم من الإرهاب، فتحرك إخوان اليمن واختطفوا الثورة الشبابية في صنعاء وحاولوا  الخلط بين الحراك الجنوبي وثورة الشباب، لخلط الأوراق واعتبار ثورة الشعب في صنعاء وثورة الشعب الجنوبي ضد الرئيس اليمني حينها علي عبدالله صالح فقط، وهم بذلك يهدفون إلى دفن القضية الجنوبية، وحاولوا التسلل إلى صفوف الحراك الجنوبي، لكن قوى الشعب الجنوبي الحية لم تتخلى عن هدفها ولم يتمكن إخوان اليمن من اختطاف الحراك الجنوبي السلمي، لكنها تمكنت من التدليس على الراعين للمبادرة الخليجية والتعتيم على القضية الجنوبية من خلال المبادرة الخليجية نفسها، وحوار موفنبيك الذي حاولوا فيه التدليس على الآخرين.

 إن مخرجات الحوار قد حلتها (القضية الجنوبية)، وكان الحوثيون يراقبون ما يفعله الإخوان ويتماهون معهم حتى تم إسقاط الرئيس علي عبدالله والى حين الانتهاء من صياغة مشروع  الدستور الذي هم غير مقتنعين فيه، وفي نفس الوقت يعدون العدة للانقضاض على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، ففي طريق العودة من تماهيهم مع الإخوان نسجوا تحالفا جديدا مع من شاركوا في إسقاطه بالاسم، (علي صالح) الذي كان حينها مازال يسيطر عمليا على أهم القوات العسكرية اليمنية بحكم ولاءها له وليس للدولة، وقاموا بالانقلاب على الرئيس هادي بدعم من الرئيس المقال على صالح ودون أن تتحرك القوات المسلحة للدفاع عنه، لأنه جنوبي، وليس له أي سلطة على تلك القوات، وحاولوا أن يركبوا موجة الحراك الجنوبي، ولكن لم ينجحوا بل تم هزيمته على أسوار العاصمة الجنوبية عدن، وفي مختلف باقي محافظات الجنوب، وحينها عاد إخوان اليمن بعد أن هربوا من مواجهة الحوثي لاختطاف النصر الجنوبي وكادوا أن يحققوا هذا الاختطاف لولا يقظة شعب الجنوب  حالت دون ذلك.

 وما زالت محاولاتهم جارية من خلال الحكومة اليمنية المسيطرين عليها، وهي الحكومة المعترف بها دوليا التي وفرت الغطاء لتدخل التحالف العربي. وجرت وتجري المحاولة من خلال اتفاق الرياض، الذي تطمح  الحكومة اليمنية (إخوان اليمن) الموقعة عليه مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تجعل منه وسيلة لتكرر ما تم في مؤتمر حوار صنعاء من تآمر على القضية الجنوبية ابتداء من التمثيل الديكوري لها إلى تحويلها من قضية سياسية قضية أرض وإنسان قضية وطن وهوية وطنية قضية دولة تم تدميرها وسياده مستباحة وثروة منهوبة إلى قضايا مظالم تشمل الشمال والجنوب لكنهم فشلوا، ووجدوا أن في اتفاق الرياض ما يعطي فرصا للجنوبيين لتحقيق تطلعاتهم.

 وستخرج القوات اليمنية الجاثمة على أرض الجنوب من المدن الجنوبية إلى جبهات القتال، وسياتي ممثلون حقيقيون للجنوب يشاركونهم السلطة بالنصف، وهذا ما يحجم دورهم كثيرا، لهذا يحاولون عرقلة تنفيذه ومعاداة دول التحالف الراعية له والذهاب لنسج تحالفات مع قوى متطرفة محلية وإقليمية، هي في حالة صراع مع المجتمع الإقليمي والدولي، بينما المجلس الانتقالي الجنوبي جاد في تنفيذ بنود ومضامين الاتفاق، فهو  يرى أن الاتفاق يهدف إلى توحيد الجهود العسكرية للتحالف العربي والحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وإخراج القوات من المدن باتجاه جبهات القتال لمحاربة الحوثي، وهذا يخفف على القوات الجنوبية التي تتحمل عملية التصدي لقوات الحوثي على طول الحدود الجنوبية من جهة وإخراج القوات الجاثمة في المدن الجنوبية إلى الجبهات على الحدود 

ويرى أن اتفاق الرياض يوفر فرصة لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتحسين الخدمات وتدوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب ومكافحة الإرهاب الذي عاني وما زال يعاني منه الجنوبيون، كل ذلك يتطابق تماما مع أهداف التحالف العربي والمجتمع الدولي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى