سيأتي الغد بنكهة مغايرة!

>
مع كل طلعة شمس تنحدر الأوضاع هنا إلى مآلات دراماتيكية مذهلة، وآخر معاقل الشرعية -مأرب- هي قاب قوسين أو أدنى من السقوط كلياً بيد الحوثيين، فالحوثيون يطبقون اللحظة على كل حواشيها عدا جهة الصحراء شرق المدينة، ولم يتبقّ منها سوى مديريتين من أصل 14 مديرية. هنا يبدو أن عزم أحفاد إيران أكيد وقطعي هذه المرة، أو أن المخرج أومأ ببدء تغيير شكل وأطراف المعادلة على الأرض.

بالتزامن مع دنو تقويض مأرب وابتلاعها يتحدث الحوثيون عن قضائهم على وجود الشرعية في مديرية ولد ربيع ومحيطها في البيضاء أيضاً وهي متاخمة لمأرب، وفي نفس التوقيت يجري تدفق دفعات بمئات من الإرهابيين من قيفة بالبيضاء ومن مأرب إلى شقرة، وهذا لافت ومعه يتصاعد الحديث عن قبض الانتقالي على متسللين من أتباع مخلافي تعز الإصلاحيين إلى أبين، وبنفس الصورة جرى استقدام مجاميع مجهولة (قرابة 100 فرد) إلى العند كملحقين بكتيبة تمارس الاستفزازات في لواء العمالقة هناك.

كل هذا يومئ إلى أن مؤشر البوصلة يتجه جنوباً، وأن ثمة متغيراتٍ متسارعة فعلاً سيعيشها المشهد هنا في الغد القريب جداً، وهي ستكون طفرة نوعية على مجريات الأحداث على خارطتنا الجنوبية، فماذا تعني الشرعية بدون أرض؟ وماذا تعني الشرعية بتداخل قواتها العسكرية بمجاميع الإرهاب كفسيفساء فنتازية التطريز؟ كل هذا يفصح عن ملمحٍ يجسد التوأمة في صورتها الواقعية بين بلادنا وسوريا وليبيا.

العرّاب الدموي علي محسن الأحمر هو بطل اللحظة، وهو يتجسد الآن في هيئة الدراكولا الحقيقية المتعطشة للدماء، كما لم يكن من قبيل المزح والعبط تأطيره دائماً في التعابير الكاريكاتيرية في صورة الرجل الغول الذي تقطر أنيابه دماً، فهو الأب الروحي لفلول القتلة والإرهابيين في رقعتنا الجغرافية هنا، كما أن تقارير دولية عدة وذات ثقة أشارت مراراً إلى ارتباطه بالإرهاب، ولذلك تبدو بصماته بجلاء في رسم مشهد إعصار الدم وجنون القتل والجثامين المجندلة، الذي تنتظره هذه الأرض.

نسأل الله اللطف، وهذا العشم الطبيعي، ولكن علينا أن نتابع كل ما يدور حولنا بعيون الصقر ونتهيأ له، وهذا ضرورة قصوى، لأن المستهدف هو جنوبنا بجغرافيته الحبلى بكل ما لا يشبع شره ديناصورات الشمال وأفّاكيه، وحتى الخارج، وهذا لدينا علم به وقناعة مذ تورطنا بوحدة السوء الخائبة التي ترسم اللحظة مشهداً تراجيدياً يثير البكاء، كما علينا أن لا نعول كثيراً على من نركن إليهم اليوم باعتبارهم أهل الثقة بحكم الشراكة في الجغرافيا والجوار، لأن ما يجري على أرض الواقع مغاير كثيراً ولا شك.. أليس كذلك؟.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى