لملس .. لا تأملوا منه إذا لم تعينوه !

> * ما إن رشح اسم الأستاذ أحمد حامد لملس محافظا لعدن إلّا واستبشر الكل خيراً ، فالرجل عطر السيرة ، وهو خلوقٌ ونظيف اليد ، ولديه خبرة في المديريات ، وكل هذا واقعيٌ ، لكن المضحك أن كثيرين طفقوا يرسمون له مصفوفة بالأوليات ، وفي الصدارة الكهرباء والمياه ، بل وطالبوه بمحاربة الفساد والمفسدين !
  * هنا لم يُشِر أحد إلى الدور والواجبات المنوطة به لإسناده ، مثلاً في الكهرباء ، ومعروفٌ أننا كلنا لا نسدد فواتير استهلاكنا ، وكلنا نطالب بالكهرباء ، وهذه معادلة مختلة ، فلم يقترح أحد إن كان سيسقط المديونية السابقة ، أو يسقط جزءاً منها ويقسط الباقي .. إلخ ، وفي المقابل، يقترح عليه تشكيل إطارٍ رقابي نظيف وصارم يراقب الصرف من هذه الإيرادات ، لأن في الكهرباء حيتان فساد شرهون ، أثروا وبنوا وعمروا من سفريات شراء قطع الغيار وخلافه . لم يفعل ذلك أحد.

  * نحنُ شعب كلنا منظّرين ، وفي مجموعات الفيس والواتس أب ساحة معركة دونكيشوتية، الكل فيها البطل ، وفي ميدان الفعل الإيجابي لا شئ ، فنحن: لم يعترض أحدنا صاحب كشكٍ عشوائي ويسرق النور من عمود الإنارة أو يُبلغ عنه ، أو لم يبلغ أي منا مأمور مديريته بأن أعمدة الإنارة مولعة في رابعة النهار ، أو معظمنا سيرمي قمامته في الشارع أو في ركن الحارة، وسيطالب من المحافظ أو مدير صندوق النظافة رفعها له ، ولذلك انحدرت أمور حياتنا إلى الحضيض أمام عيوننا ، واليوم نعلق على لملس أن يضرب بعصاه السحرية ليحول لنا عدن جنة !

  * لا أريد من طرحي هذا زرع الإحباط في النفوس ، ولكني أهدف إلى أن يعرف كل إنسان واجباته وما عليه وحقوقه، لا أن نظل نعلق على الآخرين أن يصلحوا لنا أمورنا ، ونحن لم نقدم شيئا البته ، بل العكس ، وهذا غير واقعي.
  * فمثلاً : نحن كشعب ، هل ثرنا واعترضنا ضد الجنرال علي محسن الأحمر الذي يسرق 30 % من كل شحنة نفط تستخرج من أرضنا ؟! وهذا يحدث جهارا نهارا ، كلا لم يحدث ، بل بصمتنا شرّعنا له لصوصيته ، وهو يحمي اللصوص والفاسدين أمثاله ، لكن إذا خرجنا له كلنا غاضبين ، ولا نعود إلى بيوتنا إلا بإقالته لأنه لص ولا يصلح للحكم ، فسوف يحدث ، نعم سوف يحدث له ولأبناء الرئيس والوزراء اللصوص والمدراء ، وحتى صاحب الكشك العشوائي الذي يسرق النور من عمود الإنارة ، لأن الفساد منظومة متكاملة ، والتأثير فيه لا يحدث إلا بجهد جمعي من الكل .

  * جاء الانتقالي بالأستاذ لملس كادرا متميزا يُعول عليه ، وعلينا جميعا، كل من موقعه، إسناده ، هذا إذا أردنا له النجاح ، وأردنا لمحافظتنا التطور فعلا ، أي أن يقوم كل مواطن في عدن بواجباته التي تمليها عليه وطنيته بصفته ابنٍ لهذه المحافظة الباسلة ، أما إذا حدث العكس ، وانتظرنا منه أن يلعب دور البطل الأوحد لإحداث التغييرات ، فهذا لن يحدث ، ولأنّ اليد الواحدة لا تصفق أصلاً .. أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى