اليمن..
هذا البلد الكبير بماضيه، المتواضع بحاضره ..
العريق بتاريخه ، المهمش بمآلاته ..
الواسع بجغرافيته ، الضيق بخياراته ..
المتنوع بأعراقه وثقافته ، المغلق بعصبياته ،
المترع بأحلامه ، الكئيب بإخفاقاته ..
الثري بمعارفه ،الفقير بابداعاته ..
الجميل بأرضه ، القبيح عبر الازمان بإدارته ..
المصر على البقاء ومقاومة عوامل الفناء بصلابة شعبه وعشقه للحياة، المنكوب بحكام لا يسلكون غير طريق المقابر ..
لا شيء فيه يريد أن يكبر .. غير الحروب ، والفساد ، والبؤس ، وبرك الدم ، والكراهية ، ورقعة الفقر .
الأحلام تبدأ كبيرة ثم تتضاءل بتوافق مضطرد مع تقلبات الارادات التي تحملها ..
السياسة تدحرجت بمزالق العصبية ، والاوليجارشية ، والايديولوجيات الفاشية ، والحماقة إلى ساحات الصراع المستدام ، لتبقى أصغر في أدائها من محفزات الفعل البشري الأخرى ، وخاصة الغيبيات ، التي تكبر مع غيرها من مفسدات الحياة على حساب الوعي .
الأحزاب القادرة على أن تكبر تصر أن تبقى صغيرة ، تتوسع قاعدتها البشرية وتضيق سياساتها ويستبد بها أفق متناهي الصغر ..
التاجر أو الرأسمالي إذا كبر ، فإنه يكبر أفقياً ، أي على حساب آخر ، ونادراً ما يكبر رأسياً عبر توليد فرص النمو الاقتصادي الموسع للقاعدة الاقتصادية ..
العالِم يتشكل بمحددات قاسية ومعه دور العلم ومؤسساتها ، حيث يحضر العقل المتلقي ويغيب العقل النقدي والباحث ..
والمبدع يتماهى مع الفقر في لوحة تختزل كامل المشهد المركب من هذه العناصر المعيقة للتطور والمتناقضة مع الحاجة الى التعاطي مع الحياة في حركتها لا في سكونها ..
كل أمس هو أجمل وأفضل من اليوم .. والمثقف يخاتل الإرادات التي تحول ثقافته إلى بضاعة مزجاة ..
رقعة الخوف هي التي تكبر .. والأمن يتوارى داخل ظلال من أشباح لا تبرز منها غير أفواه البنادق وخراطيم المياه الملوثة ، والأحزمة الناسفة !!
حتى الذي يريد أن يكبر يعتقد أنه لا يستطيع ذلك الا بتصغير وتحطيم الآخر .. لا يقدر على أن يكبر بذاته ، لا ينافس ، لكنه يتآمر ، غير مدرك أنه في الحقيقة لا يكبر بقدر ما أن الآخر هو الذي تحطم .. والمحصلة هي الجمود عند نقطة لا يتحقق عندها أي تراكم .
السياسي لا يستطيع أن يرى نفسه كبيراً إلا بتشويه خصمه وسحقه ، والأحزاب تعتقد انها لن تكبر الا بتحطيم بعضها في عملية تجسد حقيقة موقفها من التعدد ، تتحدث عن التعددية وهي في الحقيقة لا تريد إلا أن ترى نفسها وحيدة في المشهد ..
والعالِـم والمبدع والصحفي والمثقف والموظف والتاجر لن يكبر الا بتحقير الآخر .. حتى المحتال والمتعثر بأخلاق مشبوهة لا يمكن أن يسوق خيباته الا بتشويه الآخر .
العالَـم الذي يتقدم ويتطور ، هو الذي يتنافس فيه الجميع ، يكبرون معاً ، ويخرج من دائرة المنافسة غير المؤهلين للكبر .
اليمن يصغر ويتضاءل ..
لأن كل شيء جميل فيه لا يكبر ، يغرق في الجمود الذي خلفه غياب التراكم ، والتنازع على الكبر بتحطيم الآخر دون قدرة على خلق شروط النمو والتطور الحقيقية .
يصغر بالحرب ، التي تكبر نيابة عنه ، ومعها معادلاتها الموضوعية وخاصة الكراهية ، والبؤس اللتان تؤسسان لمستقبل مظلم ..
يصغر بالارهاب الذي يولد مفهوماً للوطن بحجم عباءة المفتي ..
يصغر بدعاوى الحق الالهي في الحكم التي تؤسس لعصبيات عوضاً عن الأوطان ..
يصغر لأنه يجري إغراقه في تاريخ يتم استدعاؤه من ساحات طالما أغرقت بالدم .. يتم إيقاضها وتفريغ ما تحمله من شحنات في فضاء ملوث بجراثيم ناقلة للكراهية والنذالة والبؤس ، وهو الجزء من التاريخ الذي يراد له أن يبقى كبيرا ، في حين تتضاءل أجزاء التاريخ المشرقة .
هذا البلد الكبير بماضيه، المتواضع بحاضره ..
العريق بتاريخه ، المهمش بمآلاته ..
الواسع بجغرافيته ، الضيق بخياراته ..
المتنوع بأعراقه وثقافته ، المغلق بعصبياته ،
المترع بأحلامه ، الكئيب بإخفاقاته ..
الثري بمعارفه ،الفقير بابداعاته ..
الجميل بأرضه ، القبيح عبر الازمان بإدارته ..
المصر على البقاء ومقاومة عوامل الفناء بصلابة شعبه وعشقه للحياة، المنكوب بحكام لا يسلكون غير طريق المقابر ..
لا شيء فيه يريد أن يكبر .. غير الحروب ، والفساد ، والبؤس ، وبرك الدم ، والكراهية ، ورقعة الفقر .
الأحلام تبدأ كبيرة ثم تتضاءل بتوافق مضطرد مع تقلبات الارادات التي تحملها ..
المنجزات تتلاشى ، بما فيها تلك التي شكلت محطات انتقال تاريخية ،
الأحزاب القادرة على أن تكبر تصر أن تبقى صغيرة ، تتوسع قاعدتها البشرية وتضيق سياساتها ويستبد بها أفق متناهي الصغر ..
التاجر أو الرأسمالي إذا كبر ، فإنه يكبر أفقياً ، أي على حساب آخر ، ونادراً ما يكبر رأسياً عبر توليد فرص النمو الاقتصادي الموسع للقاعدة الاقتصادية ..
العالِم يتشكل بمحددات قاسية ومعه دور العلم ومؤسساتها ، حيث يحضر العقل المتلقي ويغيب العقل النقدي والباحث ..
والمبدع يتماهى مع الفقر في لوحة تختزل كامل المشهد المركب من هذه العناصر المعيقة للتطور والمتناقضة مع الحاجة الى التعاطي مع الحياة في حركتها لا في سكونها ..
كل أمس هو أجمل وأفضل من اليوم .. والمثقف يخاتل الإرادات التي تحول ثقافته إلى بضاعة مزجاة ..
والجيش ، عبر الزمن ، تلمشن بقيادات قبلية وعائلية وسياسية غير مؤهلة ليكسر قواعد بنائه الوطني ، وتخلى عن وظيفته في حماية السيادة ، وصار بحجم المصالح الصغيرة التي يحميها .. وسهل تدميره ،
حتى الذي يريد أن يكبر يعتقد أنه لا يستطيع ذلك الا بتصغير وتحطيم الآخر .. لا يقدر على أن يكبر بذاته ، لا ينافس ، لكنه يتآمر ، غير مدرك أنه في الحقيقة لا يكبر بقدر ما أن الآخر هو الذي تحطم .. والمحصلة هي الجمود عند نقطة لا يتحقق عندها أي تراكم .
السياسي لا يستطيع أن يرى نفسه كبيراً إلا بتشويه خصمه وسحقه ، والأحزاب تعتقد انها لن تكبر الا بتحطيم بعضها في عملية تجسد حقيقة موقفها من التعدد ، تتحدث عن التعددية وهي في الحقيقة لا تريد إلا أن ترى نفسها وحيدة في المشهد ..
والعالِـم والمبدع والصحفي والمثقف والموظف والتاجر لن يكبر الا بتحقير الآخر .. حتى المحتال والمتعثر بأخلاق مشبوهة لا يمكن أن يسوق خيباته الا بتشويه الآخر .
العالَـم الذي يتقدم ويتطور ، هو الذي يتنافس فيه الجميع ، يكبرون معاً ، ويخرج من دائرة المنافسة غير المؤهلين للكبر .
التنافس غير التآمر .. التنافس هو إبراز الافضل ، والتآمر هو تكريس الأسوأ.
لأن كل شيء جميل فيه لا يكبر ، يغرق في الجمود الذي خلفه غياب التراكم ، والتنازع على الكبر بتحطيم الآخر دون قدرة على خلق شروط النمو والتطور الحقيقية .
يصغر بالحرب ، التي تكبر نيابة عنه ، ومعها معادلاتها الموضوعية وخاصة الكراهية ، والبؤس اللتان تؤسسان لمستقبل مظلم ..
يصغر بالارهاب الذي يولد مفهوماً للوطن بحجم عباءة المفتي ..
يصغر بدعاوى الحق الالهي في الحكم التي تؤسس لعصبيات عوضاً عن الأوطان ..
يصغر لأنه يجري إغراقه في تاريخ يتم استدعاؤه من ساحات طالما أغرقت بالدم .. يتم إيقاضها وتفريغ ما تحمله من شحنات في فضاء ملوث بجراثيم ناقلة للكراهية والنذالة والبؤس ، وهو الجزء من التاريخ الذي يراد له أن يبقى كبيرا ، في حين تتضاءل أجزاء التاريخ المشرقة .