سلطتنا التي تفقرنا!

> تكفّل التحالف العربي بالمسؤولية عن بلادنا وأوضاعها خلال هذه الحرب، هذا يعني الكثير ولا شك، لكن الأداء على الأرض كما يبدو مغايراً كثيراً، ويكفي أن نتلمّس أداء السلطة التي لبست ثوب الشّرعية في هذه الحرب، وكيف استثمرت هذا المُسمّى (الشرعية) في النّهب والإثراء الشخصي والشّرِه أيضاً، وهي تجاوزت كل المواثيق بما فيها العقد الاجتماعي (الدستور) مع الشعب، فهي تطحنه اليوم طحناً مُريعاً.

* اليوم شريحة كبيرة من موظفينا ربّما تتسوّلُ، وربّما تَجنحُ إلى اللصوصيّة والنّهب، وذلك لسدّ الرمق، والسّبب لأنّ الرّواتب تآكلت بانهيارِ عُملتنا أمام الدولار، ووراء ذلك السلطة ومَن في فلكها، وتصوّروا أنّ التّاجر أحمد العيسي، وهو نائب مدير مكتب الرّئيس، فهذا يحتكرُ سوق النّفط حصراً، ويحوّلً عملتنا إلى الدولار من البنك المركزي أو السوق لشراء محروقاته، ثمّ يبيعها، ثُمّ يُحول عائد أرباحه الهائلة إلى الدولار ويرسلها إلى الخارج، ثمّ يسحبُ الدولار ثانيةً من الداخل لتمويل مشترياته التّالية، وهكذا، حتى شَحّ الدولار وارتفع سِعرهُ.

* للمرّة الألف نقولها، لا أعتقد أنّ المملكة وكل دول الجوار والعالم لا يعرفون أنّ حِيتان السلطة كنائب الرّئيس وابن ناجي الشّائف و.. و.. ينهبون 30 % من قيمة نفطنا المُستخرج إلى جيوبهم، ومنهم مَن يُهيمن على آبار وحقول نفط بالكامل! وهذه ثروات شعب، فأي قانون يشرعن لهم هذا النّهب الجائر؟! ثمّ إنّ شعبنا اليوم في ذيل قائمة شعوب العالم فقراً!

* حتّى مصفاة عدن، وهذه كانت تُكرر نفطنا ويُسَوّقُ محلياً، أي كانت تُجنّبنا إهدار ملايين الدولارات لشراء النفط شهرياً، وكان يُمكن التّسويق منه إلى الخارج لجلب العملة الصّعبة للبلاد، لكن جَرى تخريبها عمداً من دائرةٍ مُقرّبة للسلطة، وهي كومة خرائب وأطلال اليوم، بل تمّ تحويل مرتبات عمالها الضخمة على موازنة البلاد، أي مُضاعفة العبء على البلاد والشعب مرّتين!

* جرائمُ السلطة بحق الشعب لا تُحصى ولا تُعَدّ، والشقيقة المفترضة السعودية تستضيفها اليوم في قُصورها وأفخم فنادقها، وهُم يَتمنّعون ويتشرّطون بضرورة إعادة الفاسدين إلى دائرة الحكم، وهذه مصيبةٌ، لأنّ المُفترض هو عزلهم، أو زَجّهم في السجون جرّاء جرائمهم بحقّ هذا الشّعب المطحون، لكنّ سُلطات المملكة تُهادنهم، وتتماهى مع أطُروحاتهم الخرقاء هذه، وهذا يُثيرُ استغراب شعبنا من هذا المسلك المثير حقاً.

* قريباً سيتقاتل الناس في جنوبنا على كِسرة خُبزٍ، فسوء الحال بَلغَ أوجهُ، وهناك قطاعات واسعة من الناس كالعسكريين الجنوبيين وأُسر الشهداء بدون مُرتبات لأشهرٍ بسبب هذه السلطة، فهل تريدون خروج كل شعبنا الجنوبي في اعتصامات غضب كما خرج عساكرنا؟ وحتى نسمعُ صوتنا للعالم، لأنهُ كما يبدو أنكم لا تستمعون إلا إلى إملاءات وصوت التنظيم العالمي للإخوان المتأسلمين، وهو يملي عليكم بمهادنة جناحه في هذه السلطة الرّثة، وأنتم ترضخون لهُ.

* ليس من السياسة ولا من الحكمة أو الدّين تمريغ شعب من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم في الوحل، أو تَركيعه بالجوع، وهو يَملكُ من الإمكانات في أرضه ما يكفل لهُ العيش بِكرامةٍ وأكثر. هذه رسالة نضعها على طاولة صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو نجله محمد، ونقولُ: أصيخوا السّمع إلى صوت الحق والعدل، فهذا الصوت الذي يستحق الاستماع.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى