لماذا تهنا؟!

> رُسمت آمال وأحلام إلا أنها تبخرت، وما بقيت بعد ذلك هي صفحة الآلام والأحزان التي ألقت بظلالها على حياتنا.. فهل ذكرى أكتوبر بعد كل ما مضت من سنوات هي محطة احتفالية بالنسبة لنا، أو هي محطة تستوقفنا فصولها التي كانت وراء كل ما حصل؟
حقيقة لا نجد في تكرار العبارات الإنشائية بالمناسبة ما يعبر عن واقعنا الذي يأنّ تحت وطأة القهر والمعاناة، بعد أن أُجهضت آمالنا وتطلعاتنا الحياتية وخطف الأسى كل معاني الفرحة.

ببساطة تهنا وتاهت خطى سيرنا صوب المجهول، فهل هي تراكمات أخطاء القيادات السياسية المتعاقبة، أم هي نتائج طبيعية للحال الذي تخلّق بعد الاستقلال؟ فالنظر إلى صحفة الماضي يحمل في طيه أجوبة كثيرة وربما يلقي بأسئلة متداخلة عما آل إليه حالنا اليوم.
وهل الحدث الذي تفصلنا عنه عقود عدة محطة مضيئة في حياتنا، أم أن معطيات عدة تشير بجلاء إلى عدمية علاقتنا ببناء مستقبلنا الذي يبدو أنه يتشكل خارج نطاق عطائنا إن جاز التعبير؟

تلك هي محطة الثورة والاستقلال وهذا هو واقعنا اليوم الذي تكتنفه الماسي والآلام وتحديات شتى،

والأجدر بنا في مثل هذه المناسبات إعادة قراءة صفحة ماضينا بصورة واضحة مجملة الأخطاء، والممارسات السياسية الطائشة كانت نتائجها واضحة إلا أننا للأسف لم نرَ قراءة من هذا النوع من كل أطياف العمل السياسي والرموز الوطنية التي أظنها لا تعترف حتى اللحظة ما ارتكبت بحق شعبنا من أخطاء فادحة التي ندفع ثمنها غاليا، والأحرى بهؤلاء في مثل هذه المناسبات الظهور بصورة التائبين الداعين إلى إعادة النظر في طبيعة علاقاتهم ببعضهم وبهذا الشعب المظلوم المقهور المنهوب، فالاعتراف بالحق فضيلة ربما تقود إلى مسارات تصالحية جديدة تتخطى حدود الماضي ومنعطفاته المؤلمة.

ولكن من المؤسف حقا أن كل المعطيات لا تشير إلى مثل هذا النفس في العطاء والتفكير من منظور ما تكشف خلال سنوات العقد الأخير من مواقف مازالت متباينة وتصالحات شكلية ليس فيها أدنى تعبير عن الشعور بالذنب.
محطة أكتوبر اليوم وبعد كل ما مضى من أعمارنا لا يمكن أن تشكل حدثاً مستقلاً عن واقعنا بأي حال بعد أن جرت على سطح حياتنا مياه كثيرة غيرت معالم الدروب والمسارات وغيرت وجه الحقيقة تماما.
فهل يا ترى نأتي على الأسباب التي آلت بنا إلى ما هو عليه حالنا اليوم، ونعيد النظر في رحلة التيه التي لم نغادرها بعد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى