أزمة وقود تحرق صنعاء.. سوق سوداء ومتاجرة بمعاناة اليمنيين

> وسعت مليشيا الحوثي من تجارة الوقود في السوق السوداء بصنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وذلك عقب إغلاق المحطات الرسمية وافتعال أزمة حادة رفعت أسعار مادتي البنزين والديزل إلى 3 أضعاف.
وأنعشت قيادات الميليشيا الحوثية، السوق السوداء للوقود في الأسواق المحلية الخاضعة لسيطرتها، بفتح خطوط تهريب نشطة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية واستغلال الأزمة للمتاجرة بمعاناة اليمنيين.

وتحتكر قيادات الصف الأول لمليشيا الحوثي تجارة الطاقة وتوزيع الوقود في السوق السوداء المتنامية في صنعاء والذي وصل فيها سعر 20 لترا من البنزين إلى ما يعادل 32 دولار أمريكيا طبقا لسكان محليون تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
وأوضحت المصادر، أن كميات كبيرة من المشتقات النفطية تتوفر في مستودعات ومخازن تغذي السوق السوداء باستمرار يملكها قيادات عدة ذات نفوذ داخل الجماعة وتستغل الأزمة لإثراء.

وأكدوا أن قيادات حوثية فتحت في الشهرين الماضيين أكثر من 35 نقطة بيع لوقود السوق السوداء نشرت امتداد شارع الستين وحتى تقاطع السبعين جنوب العاصمة المختطفة، خلافا عن عشرات الصهاريج الجوالة المزودة بآلة تعبئة للوقود.
وفي محافظة الحديدة، كشفت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية"، أن ما يقل عن 7 محطات بنزين ثابتة تم استحداثها خلال الفترة الماضية، في شارع "صدام" أحد شوارع حي السلخانة فقط في المدينة الساحلية وتوفر الوقود بأسعار السوق السوداء بمبالغ خيالية تذهب لجيوب قيادات حوثية نافذة تشغل أدوارا عسكرية وأمنية.

وأغلقت مليشيا الحوثي غالبية محطات الوقود الرسمية التي كانت تتبع شركة النفط في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وحسب المصادر، فإن مليشيا الحوثي تجبر مئات المواطنين والمرضى، غير القادرين شراء الوقود من السوق السوداء للاصطفاف في طوابير طويلة تمتد لأيام أمام محطة كانت تتبع شركة النفط سابقا في شارع الستين الجنوبي كمحطة وحيدة تعمل بالعاصمة صنعاء.
ولكسب تعاطف الرأي العام والابتزاز السياسي، يصور الحوثيون طوابير السيارات في صنعاء على أنها أزمة وقود حادة إثر آلية أقرتها الحكومة الشرعية بإشراف الأمم المتحدة ودعم التحالف العربي  لتنظيم دخول سفن النفط إلى ميناء الحديدة وتخصيص عائداتها لمعالجة مرتبات الموظفين شمال اليمن والمنقطعة منذ سنوات.

وضع كارثي
وفاقمت أزمة الوقود وأسعارها الخيالية في السوق السوداء المفتوحة في مناطق سيطرة الحوثيين الأوضاع المعيشية في كل البلد إثر انعكاسها على أسعار مواد الغذاء الأساسية وحتى أسواق الخضروات والتي ارتفعت بشكل جنوني الأيام الماضية.
وتقول الأمم المتحدة إن الوقود في السوق السوداء في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تباع بأضعاف الثمن الرسمي.

وقال سليم فؤاد، وهو من صنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن الوضع كارثي وأصبح لا يطاق وأن الظروف المعيشية "مزرية" إثر تداعيات أزمة المشتقات النفطية المفتعلة على أسعار الغذاء والدواء بالإضافة إلى حظر العملة الحديثة والتربح من الفارق مع العملة الوطنية القديمة.
واعتبر المواطن اليمني أن اختفاء المشتقات النفطية بشكل تدريجي من المحطات الرسمية في صنعاء والتي كانت فيها الأسعار مرتفعة أصلا، يعود إلى اتخاذ مليشيا الحوثي للوقود بمثابة سلاح في الحرب ضد الشرعية والتحالف.

ووفقا لفؤاد، فإن الأزمة اشتدت في شوارع صنعاء تزمنا مع إشعال الحوثيين لجبهات الجوف ومأرب والحديدة، لافتا إلى أن الأزمة بلغت ذروتها وأن المواطنين والمرضى باتت حالتهم حرجة.
ويرجع اقتصاديون يمنيون تصاعد الأزمة في مناطق الحوثيين إلى سحب المليشيات كميات الوقود المخصصة للاستهلاك المحلي لتموين آلياتها القتالية في الجبهات الملتهبة مؤخرا، فيما تعتبر عائدات السوق السوداء المصدر الاقتصادي الفاعل لتغذية المجهود الحربي.

ويتربح الحوثيون من مبيعات النفط الذي ينقل إلى مناطق سيطرتهم بالتهريب أو عبر المنافذ البرية، مبالغ طائلة، ووفقا لتقديرات رسمية، فإن المليشيات تجني إلى جانب أرباحها في السوق السوداء ما نسبته 40 بالمائة، كفارق سعر بين العملة الجديدة في مناطق الشرعية والعملة القديمة المتداولة في مناطق الانقلابيين.
ويلقي الخبراء الضوء في هذا الإطار على دخول 11 سفينة على الأقل عبر ميناء الحديدة خلال شهري يونيو وأغسطس الماضيين أفرغت أكثر من 225 طن متري من الوقود، لكن الأزمة لم تشهد أي انفراجة وتضاعفت حدتها مع توسع السوق السوداء في سبتمبر وأكتوبر الجاري ما يعد افتعال أزمات إلا مثالا واضحا في الابتزاز على نطاق واسع.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى