"جامعة أبين".. عام دراسي جديد وتحديات كبيرة

> تقرير/سالم حيدرة صالح

> الميسري: لدينا 47 منتدبا بدون رواتب و181 موظفاً حتى اليوم لم تصدر بهم فتوى
بدأت جامعة أبين عامها الدراسي الجديد في وضع تعاني فيه من صعوبات كثيرة بدءاً من المبنى الجامعي، ومروراً بالكادر التدريسي وغيرها من الصعوبات.
فالجامعة التي تسلمت عدداً من المباني الحكومية بعد إعادة تأهيلها وترميمها (الشؤون الاجتماعية والعمل وذوي الاحتياجات الخاصة والأسرة المنتجة) خففت كثيراً على الطلاب تكاليف المواصلات وعناء التنقل بين محافظات أبين وعدن.

ويرى الكثير من الأكاديميين والمسؤولين في الجامعة أن السلطة المحلية ممثله بالمحافظ أبوبكر حسين سالم بذلت جهوداً كبيرة لانطلاقة الجامعة، والتي بدأت عامها الدراسي في كليات الشريعة والقانون والحاسوب والعلوم الإدارية دون أي مشاكل تواجها، وخاصة كلية العلوم الإدارية التي كان أغلب الطلاب والطالبات من أبين يدرسون في نظيرتها جامعة عدن، وأتت انفراجة كبيرة لتزيح عنهم عناء التنقل والسفر اليومي إلى عدن وتحمل مصاريف ونفقات باهظة.

"الأيام" زارت جامعة أبين والتقت برئيس الجامعة وعمداء كليات الحاسوب والعلوم الإدارية، وخرجت بالحصيلة التالية:

عميد كلية الحاسوب د. صالح الشدادي قال: "الدراسة بدأت في الكلية للعام الدراسي 2020-2021، حيث التحق بها 300 طالب وطالبة بعد افتتاحها في العام الماضي ضمن كليات جامعة أبين، وتمت إعادة تأهيل مبنى الكلية الذي كان تابعاً لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، وقامت السلطة المحلية بتسليمه لجامعة أبين، واليوم الحلم أصبح حقيقة، ونبذل قصارى جهودنا في أن يواصل الطلاب والطالبات تحصيلهم العلمي بعد أن كانوا يعانون كثيراً من السفر إلى جامعة عدن للدراسة فيها.

وأضاف: "اليوم أصبحت الجامعة على الواقع بعد أن ظل أبناء أبين يحلمون بها لسنوات طويلة، ونشكر رئيس جامعة أبين د. محمود الميسري الذي يبذل جهوداً كبيرة للرقي بالتحصيل العلمي وتذليل الصعوبات وإزالة العراقيل التي تعترض عملنا".
وحول سير الدراسة في الكلية والإجراءات التي اتخذت للوقاية من فيروس كورونا قال الشدادي: "نقوم بإجراءات للوقاية من فيروس كورونا من خلال التباعد الاجتماعي والرش التعقيمي المستمر، وهذه تأتي في إطار مهامنا التي نحرص عليها لسلامة الطلاب والطالبات".

من جهته، أشار عميد كلية العلوم الإدارية د. وهيب عبدالله سعد إلى جهود إخراج المقتحمين من كلية التربية بزنجبار القديمة وإعادة تأهيلها.

وقال:"بإذن الله سيتم نقل كلية العلوم الإدارية إلى كلية التربية، فالمجتمع مستفيد من كلية العلوم الإدارية وكان الإقبال عليها كبيراً في العام التأسيسي، لكن كانت السعة محدودة للطلبة المقبولين. تم قبول 100 طالب وطالبة في التعليم النظامي و 22 في التعليم الموازي، وستكون السعة مضاعفة إن شاء الله العام القادم إذا تم الانتقال إلى مبنى كلية التربية القديم عند الانتهاء من إعادة بنائه وترميمه وتأثيثه، وسيتم قبول ما يزيد على 180 طالباً وطالبة في التعليم النظامي، وممكن أن نصل إلى حدود قبول 100 طالب وطالبة في التعليم الموازي، وهذا يعطي فرصاً أكبر لأبناء أبين، للالتحاق بكلية العلوم الإدارية ككلية نوعية".

وأشار د. وهيب سعد في سياق حديثة لـ "الأيام" إلى افتتاح كلية العلوم الإدارية في عامها الأول رغم محدودية قبول الطلاب، ورغم عدم قبول كثير من الطلاب والطالبات المتقدمين للدراسة في كلية العلوم الإدارية في قسمي المحاسبة والإدارة لم يتوجه هؤلاء الطلاب للالتحاق للدراسة في أقسام أخرى في كلية التربية بزنجبار التي لم يتقدم لها أي طالب أو طالبة، وتم إقفالها كقسم الرياضيات والتاريخ والجغرافيا على أمل أن يجدوا فرصة أخرى للالتحاق بكلية العلوم الإدارية العام القادم كونها كلية نوعية تلبي طموح أبناء المحافظة، خصوصاً أن ثلثي طلاب كلية العلوم الإدارية في عدن هم من أبناء محافظة أبين.

كما أشار إلى أن افتتاح كلية العلوم الإدارية في محافظة أبين وغيرها من الكليات يمثل خطوة مهمة لدعم تعليم الفتاة نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية وحالة الفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة، وتسبب بتراجع التحاق الفتاة الأبينية في التعليم الجامعي وعزوفها عن الالتحاق بكلية العلوم الإدارية في محافظة عدن.

وأضاف: "أهم الصعوبات التي تواجهنا ككلية ناشئة هي الكادر التعليمي، وأغلب المواد التي استوعبناها هي مواد عامة واستفدنا من إمكانية الجامعة وكوادرها في كلية التربية لتغطية المساقات الدراسية كاللغة العربية والإنجليزية والتربية الإسلامية والحاسوب، فهذه المتطلبات من ناحية الكادر عند التأسيس. لم تكن من الصعوبات، ونتوقع في العام القادم أن نواجه صعوبات، لكننا من الآن نخطط لتذليل هذه الصعوبات من ناحية استيعاب الكادر، ويفضل أن يكون الكادر من أبناء محافظة أبين".

من جهته، رئيس جامعة أبين د. محمود الميسري قال لـ "الأيام": "بعد استلام مبنى الشؤون الاجتماعية والعمل تمت إعادة تأهيله وترميمه من الجامعة وتحويله إلى كلية شريعة وقانون، ويبلغ عدد الطلاب والطالبات للمستوى الثالث أكثر من 300 ".
وأضاف الميسري: "هذا العام تم اجتزاء قسم من المبنى لافتتاح كلية العلوم، وتم استيعاب 120 طالباً وطالبة، 60 طالباً وطالبة في قسم المحاسبة، وبالمثل في قسم الإدارة".

وأكد الميسري في حديثه لـ "الأيام" أنه تم تحويل مبنى المعاقين إلى كلية للحاسوب ويضم المبنى حالياً 300 طالب وطالبة، وكما تم تخصيص مبنى الأسر المنتجة عقب استلامه وتأهيله وإضافة دور ثاني في المبنى، وأصبح المبنى مكوناً من دورين تحوي 16 مكتباً خصصت لديوان رئاسة جامعه أبين، منها مكتب رئيس الجامعة ونوابه وبقية الإدارات.

وتطرق رئيس جامعة أبين إلى عدد من صعوبات التي تواجهها جامعة أبين.
وقال: "جامعة أبين تفتقد للمباني، فالجامعة لا تملك المباني الخاصة بها، ونحن مقبلون على فتح مستويات دراسية ثاني وثالث ورابع في كليات الجامعة الحديثة وهي كلية العلوم الإدارية وكلية الشريعة والقانون وكلية الحاسوب".

47 منتدباً بدون رواتب
وقال مستعرضاً الصعوبات: "مبنى كلية التربية بمدينة زنجبار المدمر هو المبنى الذي يمكن أن يحل لنا معضلة المباني بعد أن تم إخراج المواطنين المقتحمين له من قبل السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم في حين تعترض الجامعة معضلة أخرى تتمثل في الوظائف"، وأضاف: "أنشأنا 13 إدارة في الجامعة باستثناء رئيس الجامعة ونوابه مع قسم التسجيل والمكتبة. نحن اليوم بحاجة إلى موظفين بالإضافة إلى احتياجنا أكاديميين وموظفين لثلاث كليات وهي الشريعة والحاسوب والعلوم الإدارية، وكذلك لدينا منتدبون في كليتي التربية بلودر وزنجبار، وعددهم 47 منتدباً تم تعيينهم منذ 7 سنوات، وهم يواصلون عملهم، لكنهم دون رواتب أو مستحقات إلى يومنا هذا".

180 وظيفة
وعن الجهود المبذولة لمعالجة المشكلات في الجامعة قال الميسري لـ "الأيام": "رئيس مجلس الوزراء وجه باعتماد 100 وظيفة إدارية و 81 وظيفة أكاديمية، وتمت عملية المتابعة من قبل الجامعة في وزاره الخدمة المدنية وتم اعتمادها، لكن لم تصدر أي فتوى حتى اليوم".

حرم جامعي لجامعة أبين
وعن الحرم الجامعي لجامعة أبين قال الميسري: "إنشاء حرم جامعي لجامعة أبين خطوة ضرورية ومهمة، وقد قمنا بالنزول مع الهيئة العامة للمساحة والتخطيط العمراني إلى الموقع، وتم الإسقاط الهندسي لأرضية الحرم الجامعي وتحديدها، وتم رفع الطلبات إلى الحكومة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي والمنظمات ومركز الملك سلمان، لبناء حرم جامعة أبين الذي سيكلف ما يقارب 800 مليون ريال يمني إلا أننا لا زلنا في الانتظار".

مدرج لاستيعاب 500 طالب
وقال الميسري: "وزارة المالية تعاونت معنا، وبدأت الأمور تتحرك لاستكمال بناء مدرج يتسع لقرابة 500 طالب وطالبة، وسيساعدنا في حل كثير من إشكاليات القاعات".

وعود من الهلال الأحمر الإماراتي
وأضاف: "تم اعتماد مبلغ مالي لترميم القسم الداخلي الذي كان محتلاً، وسيتم تحويله إلى قاعات وإدارات وسيساعدنا ذلك في حل أزمة القاعات إلى حد ما، لكن ستبقى المشكلة قائمة وتدمير كلية التربية زنجبار أكبر مشكلة واجهناها وما زالت قائمة، وبسببها خسرنا 16 قاعة و 14 مكتباً و 6 مختبرات ناهيك عن المرافق الصحية وإدارات أخرى دمرت كلها فلو تم تسريع إعادة بناء وتأهيل كلية التربية بزنجبار ستحل كثيراً من المشاكل. اليوم كلية التربية بزنجبار في المبنى الجديد، لكن بلا مختبرات، وللأسف الشديد الهلال الأحمر الإماراتي وعدنا بتزويد الكلية بالمختبرات العلمية، ولم يتم تنفيذ ذلك الوعد حتى اليوم، ونأمل أن يتحقق الوعد في القريب العاجل".

وأشار الميسري في حديثه لـ "الأيام" إلى أن قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ اللواء أبوبكر حسين والأمين العام للمجلس المحلي مهدي الحامد، ذللت الكثير من الصعوبات والمعوقات التي واجهت الجامعة، مؤكداً التعاون المستمر بين السلطة والجامعة المحلية.

مباني الأوراس مدمرة ولم يستفد منها أحد
وقال الميسري: "إن معهد الأوراس للتعليم الفني والتدريب المهني بمدينة زنجبار كان يمكن أن يقدم الكثير لخدمة الجامعة، ومساحته ستكفي لبناء ثلاث كليات"، وأضاف: "ناقشنا هذا الأمر مع دولة رئيس الوزراء، وتم رصد مبلغ للترميم وتأهيل المبنى، وتم اعتماد المبلغ في ميزانية جامعة أبين، لكن وزارة التعليم الفني نرى أن المسألة ملكية خاصة، ورفضت أن تسلم المبنى للجامعة، والآن المبنى مدمر، ولم يستفد منه أحد، والمسألة من جانبنا هي أننا نخدم أبناء أبين في مراحل التعليم المختلفة سواء تعليم أساسي أو ثانوي أو تعليم عالي أو تعليم فني".

وعن كلية التربية قال الميسري: "ناقشنا مع محافظ المحافظة حول ترميم مبنى كلية التربية زنجبار بالمبلغ المصرح الذي اعتمد في ميزانية الجامعة لترميم وتأهيل مباني معهد الأوراس في حال تسليمها للجامعة، وقنا بمناقشة ذلك مع رئيس الوزراء ووزير المالية، فاذا تم تحويل المبلغ سيتم البناء".

4 ملايين ونص مليون دولار لتأهيل كلية التربية
وتابع قائلاً: "طلبنا مبلغاً أولياً 500 مليون ريال للترميم، سنتمكن به من بناء كلية وتأثيثها، وبالنسبة لكلية التربية بزنجبار مدرجة في برنامج إعمار أبين، وقد خصص لها الإخوة الكويتيون مبلغ 3 ملايين ونصف دولار للبناء، ومليون دولار للتأثيث، والسلطة المحلية تعاونت معنا في إخراج المقتحمين وحل قضيهم وإخراجهم منه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى