قراءة في معادلة الإخوان - السعودية !

> بعد بيان 10 نوفمبر الجاري لهيئة كبار العلماء السعوديين بصدد الإخوان، وهذا تَداعت لهُ خُطبة الجمعة في عموم المملكة، ومن قُوة محتواه، افترضناه سيفٍا سيفصل الرأس عن الجسد، بعد ذلك في تصريح وزير الشؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد بنفس الصّدد، وبينهما ما صرّح به وليٌ العهد السعودي صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان - الخميس 12 نوفمبر الجاري- عن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتّطرف متحدثاً عن نجاحاتها فيه ... إلخ، هنا ظننّا أنّ عهد الإخوان قد انطوىٰ إلى غير رجعة، ولكن ...

* المملكة السعودية منذ عام 2014م تعتبر الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، بل في عام 2017م تَعهّد وليٌ العهد بأنهُ سيتمٌ القضاء على التطرف- في إشارة إلى الإخوان فوراً، وأكّد: "وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتّصدي للظواهر". إذاً هل ثمّة نافذين في منظومة اتخاذ القرار السعودي مُرتبطين بالعرّابين الدوليين حتى تتهيّب المملكة من اتخاذ إجراء جدّي بحق العبث الإخواني الجلي في دائرتها ؟!

* بالمناسبة، الثّروة كلما تضخّمت أرصدتها، هنا تتحرّك أذرع أخطبوط العرّابين الكبار للإطباق على هذه الثّروات وأصحابها، لجعلهم يعملون في دائرتها، فيضخمون لهم ثرواتهم بفتحِ مجالات أنشطة أوسع، فيزدادوا ثراءً، ويغرقوا في الرّفاهِ والنفوذ، ولكنهم يصبحون مُكبّلين ورهائن للعرابين ومخطّطاتهم، ولذلك يخضعون للعملِ ضدّ بلدانهم ودِينهم وشعوبهم! فكم يا ترىٰ في بلداننا من هؤلاء ؟ ثمّ كيف الخلاص منهم؟ إنهُ خيار صعب ومؤلم ومكلف أيضا.

* اليوم كل كهنةِ إخوان الشّرعية يقبعون في فنادق الرياض، فما هي خلفيّات صًلفهم في العبثِ في رقعتنا هنا؟! بل وبما يظهر بكل جلاء في وقوفهم كعقبةٍ في وجه التّحالف، وأيضا تعجيزه عن تحقيق هدفه في كَبحِ جماح الشّرهِ الإيراني في جغرافيتنا، وكذلك للحدّ من تهديدات إيران في إلحاقِ الأذى الماحق بالمملكة نفسها وكل جيرانها الخليجيين! ومع كل ذلك لا تحرك المملكة معهم ساكناً، فلماذا يا ترى؟!

* شخصياً، أجزمُ بأنّ قيادة المملكة على إطلاعٍ يقيني بتفاصيل كل المخطّطات المرسومة لمنطقتنا عُموماً، بما فيها ما يستهدفها هي نفسها، وهذه المخطّطات هراوتها الإخوان ومَن في فلكهم، وأداء المملكة بهذه الصورة المهادنة مع صَلف الإخوان ومن يقف خلفهم، هو من باب إعاقة ما يمكن إعاقته من هذه المخططات بكل تَروٍ وأقل كُلفة، وعلى أمل فَرضها لواقعٍ سياسي مُغاير في حينٍ ما، ولذلك سيظلٌ الإخوان كالسوس ينخرُ في الجسد حتّى يَقضي الله أمراً كان مفعولاً. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى