وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت!

> بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ذلك حديث المصطفى محمد بن عبدالله، خاتم الأنبياء والرسل، عليه أفضل الصلاة والتسليم.

تلك هي المسألة وجوهر الحياة الدنيا، مكارم الأخلاق، فالخلق والاستقامة خلاصة الحكمة في الحياة، فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

فهل الفساد والإفساد من مكارم الأخلاق؟ وهل البغي بغير الحق وظلم الناس وإرغامهم على ما لا يحبون من مكارم الأخلاق ؟

هل تعمد تعويم العملة ونهب الثروة (ثروة المجتمع) من مكارم الأخلاق؟

وهل حرمان الناس من معاشهم ورواتبهم خلق قويم؟

هل الإصرار على إسقاط قيمة العملة حتى غدت غير ذات قيمة عمل إنساني؟

وهل تفاوت الرواتب، وإعطاء طائفة رواتب ضخمة بالعملة الصعبة، بينما بقية الشعب يستلمون ورقا لا قيمة له في السوق، هل هذا من الإسلام والإيمان ومكارم الأخلاق؟

وهل تعمد دهورة الخدمات الكهربائية والصحية من الأُخوة والإسلام بشيء؟

هناك فئة تسمي نفسها الشرعية وحكومة تصريف أعمال، ولاهم ولا عمل لهم سوى إقلاق السكينة وخلخلة المجتمع وضرب أمنه الاجتماعي من خلال تدهور قيمة العملة الشرائية ونشر الفساد وإيصال المجتمع إلى الفقر المدقع والمجاعة الشاملة، فهل تلك المسماة شرعية وحكومة تصريف أعمال منا وفينا وتمت لنا بقرابة الإنسانية أم أنها فارقتنا وأصبحت مافيا إجرامية لأهم لها ولا عمل إلا استثمار الحرب للإثراء الفاحش والمجتمع يذهب إلى الهاوية السحيقة؟

من جعل همه وعمله الكسب غير المشروع، وجعل همه إيذاء المجتمع ومحاربته في لقمته حتى وصل الغلاء إلى مرحلة يصعب معها التعايش، ماذا نسميه؟ وهل يجوز بقاءه حاكم علينا وهو إنما يقتلنا ويدمر حياتنا بشتى أصناف الحرب اللئيمة كالفساد وإسقاط قيمة العملة؟

السياسة دون أخلاق وإنسانية لا محل لها في حياة الشعوب، وتلك هي الدياثة والخساسة والقبح الشنيع.

رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

والقائل أيضا:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه

فقوم النفس بالأخلاق تستقم!

فهل بعد تعمد ضرب العملة، حتى أصبحت لا قيمة لها بالنسبة للعموم من الشعب، ولا قيمة لما يستلمونه من معاشات ورواتب، فيما فئة حاكمة وهاربه تعيش هي وأهلها وذويها في القصور النائفات والفنادق، وتلعب بالأموال وبالعملة الصعبة في الملاهي والسياحة في عموم الأقطار، غير آبهين ولا منتبهين بالأمانة وهي الحفاظ على الشعب، فهل ستبقى كرامة لوطن ولشعب عملته في الحضيض أمام عملات العالم؟ وهل تبقى هنالك أخلاق وحياة كريمة؟

الحياة هي الكرامة والأخلاق، والمسؤولية أخلاق وإذا المسؤولية تخلت عن الأخلاق فقد أنتفت أحقيتها بالوجود ولا داعي لبقائها مطلقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى