التنطع ليس من السياسة!

> إن السياسة هي سلامة التفكير وحسن التدبير، وقول الحق والإنصاف، والعمل وفق الاستطاعة، وفن الممكن سياسة العقل الرشيد، والتنطع والتشدق والتظاهر دائما وفي كل منعطف خاصة، التنطع مهلكة وهلاك. "هلك المتنطعون، والمتفيهقون"!
أولئك الذين كلما صفت بثوا بعض الغيوم في الفضاء بغرض تعكير الصفو وعودة المماحكة والتنابذ.

هناك من أدمن هذا التنطع ويغالي في ما لم يعد موجودا على الواقع. ونسي أنه ظل انقلابيا في صنعاء لمدة عامين تقريبا، وأنه كان قريبا وذا حظوة عند رؤوس الانقلاب، الذي ما فتئ يعيبه اليوم، وينتقده ويصمه بأوصاف طالما كان يقول ضدها حينما كان في المقاعد الأمامية لذلك الانقلاب.
ونية أولئك هي مواقعهم لا غير ونهبهم وفسادهم السياسي والمالي، فإن تم تنحيتهم رفعوا راية هي اليوم بيد الإمامة والولي الفقيه، التي كانوا إلى مارس 2016م في صفها ومن رؤوسها التي يشار إليها بالبنان.

المتنطعون من الفنادق ومن منصات التواصل الاجتماعي تناسوا إنهم بحد وحديد المملكة والتحالف قضوا ست سنوات محلك سر في تباب، لا يتجاوز مساحتها عشرات الكيلومترات، ولم يحرروا محافظة واحدة كاملة أبدا، رغم إن العالم خاض حرب ست سنوات في الحرب العالمية الثانية جال وصال واكتسح بلدانا، وتحررت بلدان بمساحات هي بملايين الكيلومترات، وهؤلاء فاقت مدتهم مدة تلك الحرب العالمية وها هي تدخل عامها السابع مع إطلالة العام 2021 م، وهم لم يحرروا مديرية واحدة أو عدة مديريات. بل غرزت عرباتهم وأقدامهم في تباب نهم ومارب.

حقيقة وضع المتنطعين إنهم لم يدركوا المتغيرات، ولم يعوا الحاضر الذي تجاوزهم، بل فضحهم، وهم ما يزالون عند حائط مبكى جمهورية هي بيد غيرهم، ولن تعود لهم مهما حاولوا أبدا، وهم كانوا السبب في ضياعها وتسليمها.
المتنطع بتغريداته وتلويحاته إنما يحاول أن يلاحق السراب، ويقول أنا هنا، وأعني ممن هم جنوبيون بالطبع وللأسف، أما الشماليون فلا نلومهم، لأنهم يعادون القضية طبعا وليس تطبعا.

العتب من جهتنا هو على ذلك الجنوبي أو هكذا يقول عن نفسه، العتب عليه في الأساس لأنه أرخص نفسه وأهانها مرارا وتكرارا، ولا يريد أن يتعظ من الماضي ولا من الحاضر الذي يؤكد بالملموس أن الوحدة انتهت، وأن جمهورية 22مايو 1990م انتهت كذلك، ومن قام بالنحر والخنق لهما هم قوى الشمال النافذة والمتنفذة، وهم عملوا على ذلك قديما، وحاليا انقسموا فقط ليحتفظوا بالجنوب ثروة وموقعا تحت سيطرتهم لا غير.

لكن ذلك السياسي الجنوبي لا يرى الشمس رغم إنها في رابعة النهار!
اليوم واقع غير واقع ما بعد 22/5/1990م وواقع غير ما قبل 21/9/2014م .

وإذا كانت بعض الرؤوس لا تريد أن تزيل التشويش من أدمغتها والعشا من أبصارها فتلك مشكلتها هي فقط، وعليها أن تتكيف مع الجديد لأن إعاقته غير ممكنة، وكذلك عودة الذي مضى بذات الوقت غير ممكنة، وإن سولت لهم أنفسهم التي ما فتئت تأمر بالسوء.
نقول بنهاية الحديث الجنوب فيه متسع للجميع إلا من أبى، ومن يأبَ فقد تنطع وهلك وتخلف عن الركب، ولا يلوم غير نفسه التي توسوس له وتزين لهم الوهم والسراب، والتنطع ليس من السياسة!

لقد فات القطار كثيرا من المتنطعين، ولكنهم لا يريدون الاعتراف بالحقيقة والخلود إلى السكينة وجعل الآخرين يمضون نحو المستقبل بسلام.
هلك المتنطعون والمتفيهقون سياسيا وهم لا يزالون في بروجهم العاجية!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى