اتفاق الرياض وقرارات الرئاسة اليمنية

> اغتالوا أبو اليمامة، ثم أطلقوا النار على المشيعين، وفجروا حرباً في العاصمة عدن، كل ذلك بهدف الانقضاض على النصر الجنوبي وتغييره لصالحهم، وجمعوا كل مليشياتهم وجماعاتهم وغرروا بالشباب، واستغلوا ظروفهم المعيشية التي أوصلوهم إليها، وسافروا لجلب الأموال والسلاح من دول معروفة بعدائها للمنطقة وللعرب والتحالف العربي، بغية تحويل المنطقة حيث توجد قبلة المسلمين وأهم الشعائر والمعالم الإسلامية، إلى منطقة متوترة غير مستقرة يتم العمل من خلالها لابتزاز التجارة الدولية، وخصوصاً تجارة النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب بحوالي 60 % من تجارته العالمية، واتخذوا من شقرة الساحلية مركزاً لتجمعهم، وشنوا حرباً بهدف السيطرة على عدن لتحقيق ذلك الهدف، ودفع فيها أبناء الجنوب من الجهتين تضحيات كبيرة، ورفضوا الحوار والتفاوض، ثم قبلوا به فحاولوا المماطلة والتسويف، وبذل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي جهوداً كبيرة لإنجاحه، وقدم المفاوض الجنوبي تنازلات بهدف تحقيق السلام وحفظ الأمن والاستقرار وتحسين الخدمات ومعيشة الناس وتحقيق أهداف التحالف العربي، لكن ما أن تم التوقيع على اتفاق الرياض إلا وبدأ التلاعب في التنفيذ من قبل نفس تلك القوى للأهداف ذاتها، وفي نفس الوقت مستمرون في حربهم بشقرة في ظل الاتفاق على وقف إطلاق النار، فجاء اتفاق التسريع لتنفيذ الاتفاق، واستمروا في المماطلة وأصروا على تنفيذ الشق العسكري، لكنهم لم ينفذوا الانسحابات المطلوبة، وتوجيه قواتهم باتجاه الجبهات مع الحوثي، ولم يفسحوا المجال لدخول النخبة الشبوانية إلى محافظة شبوة، وأخيراً صدرت القرارات الرئاسية الشهرية الأحادية، وكأنهم لا يدركون أنهم لم يعدوا لوحدهم في السلطة، وأن السلطة مناصفة والطرف الأساسي في المعادلة هو المجلس الانتقالي الجنوبي. لقد أرادوا نسف اتفاق الرياض، وعليهم أن يتحملوا تبعات ذلك، وعلى التحالف والمجتمع المحلي والإقليمي والدولي أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام هذا النكث بالعهود والاتفاقات.

إن الجنوبيين ليسوا عديمي الحيلة أمام ذلك التلاعب، بل إن كل الخيارات مفتوحة، ومنها العودة إلى الإدارة الذاتية التي كانت قائمة قبل اتفاق التسريع، فطالما أخلوا باتفاق الرياض فلا يوجد مبرر لاستمرار الانتقالي في التخلي عن الإدارة الذاتية، وأمامه أيضاً خيارات أخرى متاحة جداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى