العلاقة الطردية بين الهدف والحياة

> ربما يبدو العنوان غير واضح ويراه البعض مجردا وغير ملموس، لكننا سنحاول في السطور الآتية أن نبين ما نهدف إليه، فهدف شعب الجنوب قد أصبح واضحا ولا غبار عليه (أغلبية شعب الجنوب) في استعادة السيادة وبناء الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 90م، وبلغة السياسة (استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة على أرض الجنوب قبل 22 مايو 90م).

هذا الهدف الواضح والذي لا لبس فيه معلن للقاصي والداني، فدول التحالف العربي تعلم ذلك ومجلس الأمن والدول الدائمة العضوية فيه تعلم ذلك، وكل الهيئات والمنظمات الدولية والدول العربية والإسلامية تعلم ذلك، وإخواننا اليمنيون في حكومة المناصفة يعلمون ذلك، والشعب اليمني يعلم ذلك، والمجلس الانتقالي الطرف الرئيس في اتفاق الرياض لديه وثائق معلنة ونصت على ذلك بوضوح وبإيجاز.

الكل يدرك أن الجنوبيين ذاهبون لخيار الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة، أما كيف ومتى؟ فهذا أمر متروك للقيادات السياسية الجنوبية التي تختار المسار أو المسارات التي ستوصل إلى ذلك، ويمكن لأي سياسي أن يتعرف على المسار الذي اختطه المجلس الانتقالي من خلال اتفاق الرياض، وما يجري على الأرض الجنوبية، فاتفاق الرياض ينص على الذهاب إلى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة بكل وضوح، والمجلس الانتقالي موقع على ذلك وهناك ستطرح القضية الجنوبية وسيحمل ملفها المجلس الانتقالي بخيار الدولة الجنوبية المستقلة، وعلى الأرض يجري الحفاظ على النصر الجنوبي والعمل على تعظيمه وتطويره لخلق واقع يناسب الهدف المنشود ويخلق الأرضية لتحقيقه.

وهناك سؤال ملح يفرض نفسه ويفرضه واقع الحال وهو هل تتوقف الحياة حتى يتحقق ذلك الهدف؟ بالتأكيد لا، ولا يقبل العقل ذلك، فالوضع الاقتصادي والخدمي والاجتماعي والثقافي وغير ذلك يجب ألا يتوقف أو يتعطل بل يجب أن نمضي في العمل لتعافيه وتطويره وتحسينه حتى لا نوصل بشعبنا إلى هدفه وهم جثث هادمة، والبلد مدمرة، ووسائل العيش مفقودة، لذلك لا ينبغي أن يكون تفكيرنا أحادي الجانب، كما يرى البعض، يجب أن نركز على الهدف ونترك الأوضاع تعصف بها الرياح إلى حين نحقق هدفنا، ولا ينبغي أن تشغلنا وسائل الحياة على حساب الهدف فيتعثر أو يتعرقل بل يجب أن نمضي بهما معا ولا يستقيم أحدهما بدون الآخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى