وفد الجنوب في روسيا الاتحادية

> بدعوة من حكومة جمهورية روسيا الاتحادية يزور هذه الأيام وفد من الجنوب موسكو، وفور وصوله بدأ مباحثات مع أهم مؤسسات الدولة الروسية (وزارة الخارجية، مجلس الاتحاد، ومجلس الدوما).

وتكمن أهمية هذه الزيارة لأهمية جمهورية روسيا الاتحادية كدولة عظمى وعضو في مجلس الأمن الدولي، ولها تأثير قوي على مستوى الهيئات والمنظمات الدولية، ولها تاريخ وعلاقات استراتيجية في المنطقة ومع (ج ي د ش) حتى العام 1990م، وهي على دراية تامة بأهمية المنطقة الاستراتيجية وتعرف جغرافيتها جيدا ولها مصالح في أمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية، ولدى مراكز البحوث والدراسات العلمية والسياسية الروسية بحوث هامة وخرائط طبوغرافية وجيولوجية وتاريخية وسياسية تستند إليها مؤسسات القرار في الدولة الروسية، والأهم من كل ذلك أن روسيا لن تترك المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط لتكون مصدر إزعاج لأمنها واستقرارها.

إن المجتمع الدولي موكل لروسيا الاتحادية دور كبير في وقف الحرب باليمن والبدء بعملية سياسية لوضع الحلول النهائية لمشاكل المنطقة بحكم علاقاتها المتميزة مع كل الأطراف اليمنية ومع الجنوب، خصوصا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستكون عاملا مساعدا لتعددية العالم بدلا من سياسة القطب الواحد، وهكذا سيتعاظم دور روسيا والصين في المنطقة وسيكون طريق الحرير الرافعة القوية لتعاظم هذا الدور.

وانطلاقا من ذلك فإن وفد المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل الجنوب العربي الذي يزور موسكو سيبحث مع الروس العملية السياسية القادمة التي سترعاها الأمم المتحدة وسيكون الانتقالي الجنوبي طرفا رئيسا فيها، ومن الأهمية بمكان وللمكانة التي تحتلها روسيا والدور الموكل لها في هذه العملية أن يبحث الوفد أهم مفاصل هذه العملية ومساراتها والتحضير لها والقضايا التي ستكون محط التفاوض في هذه العملية وأهمها القضية الجنوبية.

كما تكمن أهمية هذه الزيارة كونها تأتي قبيل انعقاد دورة جديدة لمجلس الأمن الدولي التي تحتل روسيا مكانة هامة فيه وسيناقش فيها عدة إحاطات دولية أهمها إحاطة جديدة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وموضوع حقوق الإنسان (تقرير الخبراء الدوليين والإقليمين البارزين) ولجنة العقوبات.
إن شعب الجنوب على ثقة تامة بوفده إلى موسكو وقدرته على إزالة العتمة وتوضيح الصورة لتطلعات شعب الجنوب وطَمأَنَة الأصدقاء الروس على مصالحهم في المنطقة، وأن مصلحة مع شعب الجنوب وليس مع قوى الفساد والنفوذ اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى