بقي الهواء لم يملكوه

> ندما يبتلى المواطن بالحرب تنادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم. محمد الماغوط.

هكذا يلهبون حماس العامة من البسطاء بشعاراتهم، في حين يمارسون أبشع صور النهب، ويعيشون بذخ الحياة، بينما أولاد الفقراء يدفعون بهم إلى ساحات الحرب، لا دفاعاً عن الحق أو الوطن، إنما دفاعاً عن ثرواتهم التي يتم استقطاعها لهم وأسرهم، أبناؤهم لا يذهبون للحرب، فهم ينبغي لهم أن يعيشوا بينما أولاد الفقراء قرابين رخيصة من أجل حياتهم.

بالأمس، كان حديث مستشار الرئيس هادي، الدكتور عبدالعزيز المفلحي، واضحاً حول حقيقة من يمتلكون آبار النفط في الجنوب، هم قطعاً، ليسوا الفقراء من أبناء الشمال، إنما من وضعوا انفسهم أسيادا وأذلوا الشعب ونهبوا كل ما تقع عليه أيديهم.

آبار النفط الجنوبي بأسماء المشايخ والزعماء والعائلات ونحوهم من قوى النفوذ والبطش هم من تملك كامل عقارات الأئمة في شمال اليمن، ونهب أرض وعقارات الحديدة، وحولوا سكانها إلى أجراء في رعاية ممتلكاتهم، هم من يذهب إليهم دخل المواني والمنافذ، إنهم من يسرقون الفرحة من عيون البسطاء، هؤلاء المدافعون عن الوحدة بدماء غيرهم، بعد أن غدروا بالوحدة في مهدها.

ألا يكفي نموذج آبار النفط شاهداً على فساد لا مثيل له في تاريخ البشرية؟ ماذا أبقى هؤلاء للعامة من الناس؟ لا شيء عدى الهواء الذي لم يتمكنوا من امتلاكه.

يالها من عجائب تحدث في مجتمعاتنا. تلك هي ممالكهم التي لا ينبغي المساس بها، تلك هي عائداتهم الضخمة التي تقدر بالمليارات من عائدات الاتصالات، ومن عائدات النفط والذهب، وما خفي كان أعظم.

بلى لقد طال جشعهم، حتى الثروة السمكية، مخرت أساطيل الصيد الجائر مياهنا كما تشتهي لينالوا من قوت البسطاء. السمك يصل إلينا بأسعار مركبة خارج نطاق قدراتنا.

يا لها من مآسي وآلام يا لهوان وطن مذبوح على أيادي من يدافعون عن الوحدة التي لا تعني لهم سوى آبار النفط والثروات الأخرى.

كل شيء ملك هؤلاء، بترول العائلات والأحفاد أراضي وعقارات تلك الأسماء أيضا.

هنا يتترسون في أرض الجنوب دفاعاً عن النفط لا عن الوحدة.

تلك هي منجزاتهم العملاقة ظاهرة على الأرض، يمكنكم قراءتها من ملامح شعب عاش ويعيش تحت وطأة البغاة القساة الذين يوزعون للعامة ابتساماتهم الماكرة، في حين يخصون عائلاتهم بكل ما على الأرض، وما في جوفها.

هم تجار كل شيء ووكلاء الموت في بلد تنخره الأوبئة والجوع، ويموت أطفاله عند الفجر.

هم تجار الحروب وبائعو الأسلحة ومهربو المخدرات وهم كل شيء.

يدافعون عن مصالحهم بدمائنا، ويزرعون الوهم في نفوس العامة من أن المستقبل مظلم دون مصباح وجودهم على رؤوس الأشهاد.

هي أسماء بعينها لم يأتِ عليها الزمن، هي زعامات أخمدت جذوة الثورات عبر شراء الذمم. هكذا يحافظون على سلطتهم ووجودهم ويذهبون بالعامة إلى مهاوي الردى.

إنها مدن اليأس والظلام والبطالة والجوع التي تعيش وتبقى في ظل سلطتهم.

وهكذا يكتفي الأفندم بالتلويح للفقراء بيده، مذكراً إياهم أنه القائد الفذ المخلص والمخلص، الذي ينبغي أن يعيشوا تحت سطوته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى