كفوا عن الهذيان

> رغم أن مواقفنا كجنوب على مدى التاريخ لم تكن ضد قضايا أمتنا وشعوبنا، بل لم تكن طرفاً في محاولات التطبيع مع إسرائيل بصورة سرية، ولم نكن عوناً في واقعة بساط الريح المعروفة بتهريب اليهود الفلاشا إلى إسرائيل.
لم نكن عوناً للرئيس صدام حسين في اجتياح الكويت، ولم نبارك تلك الخطوة التي شردت شعبناً شقيقا كانت له أيادي الفضل علينا في أصعب الظروف. لم نقايض بحق الآخرين وشعوبنا في سبيل كسب مواقف مؤيده للظلم، ولم نشتري ذمما إعلامية بهدف تلميع صورتنا.

لقد مورس كل ظلم بحقنا وعدالة قضية شعبنا، كما مورست أساليب تضليل ضد قضيتنا، وجرت محاولات طمس هويتنا وتاريخنا عبر تزييف حقائق التاريخ إزاء كل ما جرى لنا. لم نكن نمتلك إلا عمق إيماننا بعدالة قضيتنا.

واجه شعبنا الأبي كل صروف القهر والظلم والإذلال والإقصاء، نهبت ثرواتنا على نحو غير مسبوق، وأقصيت القدرات الجنوبية من كل شيء. هكذا استكملت حلقات الظلم بحقنا تلازمها تلك الدعاوي التكفيرية واستباحة دمائنا، لا بل جرت حروب عدة على ساحتنا بهدف إخضاعنا وتركيعنا. لم نسمع على مدى عقود خلت أصواتا تشير إلى الحق وتدحض الظلم والباطل من قبل فرق الإخوان التي استمرأت تكفيرنا واستباحت تقاسم ثرواتنا.

اليوم وفي ظل نضالات شعبنا وتحركات رموزنا السياسية تبارى هؤلاء لإدانتنا ووصفنا بالمطبعين ونحوها من الأوصاف، ولا أدري بماذا يمكن أن نصف خطواتهم وتحركاتهم على مدى عقود مضت سواء باتجاه إسرائيل أو غيرها من المساعي الهادفة طمس قضية شعبنا. هل هي تحركات مشروعة أم هو سلوك الغاية تبرر الوسيلة وفق سلوكهم المعهود؟

وهل من وجهة نظر هؤلاء أن تكون للجنوبيين مرجعية لديهم تحدد سقف تحركاتهم؟
الثابت أن الجنوبيين ماضون في استعادة دولتهم، والمواقف الدولية وكافة الهيئات تدرك عدالة قضية شعبنا بعد كل ما تكشفت من سلوكيات لا يمكنكم معها تظليل العالم مرة أخرى.

لقد تجاوز شعبنا بإرادته كافة المعوقات والعراقيل وفتاوى التكفير. وهو حين يطرق أبواب الدول والمحافل الدولية لا يفعل ذلك بهدف الغدر بأحد كما عهدنا عنكم في السابق، أو هكذا تقدم صفحتنا الناصعة للعالم، صفحة خالية من مكامن الإرهاب والتطرف، مدعمة تاريخنا الحضاري المشرق غير المقترن بنمط الغدر أو نسيان الجميل، الحال الذي يجعل حضورنا لافتاً وقضيتنا منتصرة بقوة الحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى