بالله عَليكم مَن المَسؤول الآن ؟!

> * عَاود المعلمون التّلويح بإضرابهم، وبعض المدارس توقّفت فعلاً، رُبّما نقولُ نحن هذا كارثي على الجيل، إذ ماذا تعني بلاد بدون تعليم ؟ إنّها صورة غاية في الظلامية، لكن هكذا تريدُ السلطة، وهكذا يَنسجُ العرّابون الدوليون البساط القاتم المدلهم، وعليه ينقشون تطريزه بأجسادِ شعب مُنهك بالجوع والجهل والمخدّرات و ... و ...، إنّها فسيفساء الجغرافيا المنكوبة بالويلات، هكذا رسم العرّابون لشرقنا الأوسط، وسُلطاتنا الأداة!

* ماذا يعني عندما لا تُولي سُلطة لحقوق المُعلّم المشروعة ذَرّةً من اهتمام؟! وهو المطحون بالعوز والحاجة، ثم كيف تريدُ منه أن يعلّم الجيل؟ لا نغفلُ أنّ هناك وعود والتزامات منها بالإيفاءِ بحقوقهِ، بل ونزلت الحكومة بعد نزاعات دونكيشوتية، على أساس أنّ الإيفاء بالالتزامات المالية والمرتّبات للناس ستكونُ أولى أولوياتها، ومُذ جاءت لم يَتحقّق شيئاً البتّة!

* بالمناسبة، مُرتّبات السلطة وكل نثرياتهم وحُقوقهم بالفائض، كلٌ هذه تُسلّمُ لهم أوّلا بأوّل، وبالدولار أيضا! هذا يعرفه الكل هنا، لذلك يبرز السؤال المُلح : يا تُرى ما الذي يُقدّمه كل هؤلاء العابثين بالبلاد حتى تُستوفى كل حقوقهم بدون نُقصان؟! فالتّعليم وحقوق المعلم من المُفترض أن تكون من بين أبرز مهامهم، بل على رأسها إن جازَ لنا التّعبير.

* ما يَجري في الحقلِ التّربوي والتّعليمي مُمَنهج ومدروس، وهذا ضمن أهداف العرّابين الدوليين ومُخطّطاتهم لبلداننا المنكوبة، وسُلطاتنا مُطواعة، وهي رَهن لأوامرهم، فَهُم (السلطة) دَمّروا بِخُبثٍ أهمّ المُرتكزات الاقتصادية في بلادنا، تَحديداً في المجالات التي تَدُر أو تحافظ على بقاء العملة الصّعبة في بنوكنا، أتَحدثُ هنا عن أنموذج تدمير مصفاة عدن وإنهائها تماماً، وهي التي بتَشغيلها لتكرير خام نفطنا المحلّي، سوفَ نُوفّر البترول للمركبات، والدّيزل والمازوت لمحطّات الكهرباء، وكيروسين الطّائرات و ... و ...، وبتوقفها نَستوردُ كل ذلك من الخارج بالعملة الصّعبة ! فيشح الدّولار في بنوكنا، ويرتفعُ سعرهُ، ومعهُ يزيدُ الغلاء، وهذا يَطحنُ الشعب وينهكهُ و ... و ... !

* هذه المعادلة الجهنمية ليست بحاجةٍ إلى فطنةٍ لاستيعابها، وهي تَرسمُ السيناريو الخبيث الموضوع لنا، وشارعنا الجنوبي يعرفُ جيداً من يتبنّى تسويق وتنفيذ هذا المُخطّط الخبيث، نعم يعرفهم بالاسم، ومثله يَسري العبث في التّعليم، وهذا إحدى الحقول الرّيادية لنهوض أي مجتمع كان، ولذلك يُعاقُ ويُحرمُ المعلمون من حقوقهم البديهية المشروعة.

* يا قهري، الإمارات في السّبعينات، كانت عاصمتها تشبهُ منطقة دار سعد بعدن، وبِحكمة وأمانة (حاكمها) الشّيخ زايد بن سُلطان -رحمه الله وطيّب ثراه- نَقَلها إلى مَصاف المُدن العالمية، واليوم أبناؤه باقتدائهم بِخُطى أبيهم ومَساره، ورعايتهم المُخلصة لشعبهم، وأوّلهم المُعلّمون والطلاب، ها هي الإمارات تَجوبُ رِحاب الفضاء، ومِسبارهم اليوم في المرّيخ! أُعجوبة أسطورية حقاً، ونحنُ معلّمونا بدون حقوق ويشحذون ومدينون و ... و ...، وكل الأسر في البلاد في الحضيض، والفارق في الحُكّام، أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى