طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

> لا خيار أمام الناس في عدن، والمناطق المحررة جنوباً بالذات، سوى مواجهة الحقيقة، وإن كانت علقماً إلا أنها شفاء وبراءة من النوم في العسل كما يضرب في الأمثال.

الحقيقة وضحت، وهي أن المملكة تسير على غير هدى، وهي ابتدأت حرباً في أرضنا بغير هدف واضح، وتحمل عنواناً غير سوي ويناقض النواميس وتجارب الحياة على مدى تجارب القرن الماضي والحالي، وكذلك أصبحت تقود حرباً عبثية، وقامت بتعذيبنا في الخدمات والرواتب وهي مسؤولة مسؤولية كاملة بحكم تدخلها المباشر، وهكذا تعارف العالم على مثل حالات هكذا وتدخلات، وخاصة أنها تحت قرار أممي. وهي ما تجنبت الدخول وتركتنا كما بدأنا من ذات أنفسنا نحارب بما تيسر، بينما الشمال كاملاً رحب بانقلاب الحوثي ودعمه، وحتى اللحظة الراهنة وهو يدعمه بكل ما يملك من أموال وحشود سلمية ومقاتلين، ومن يقول عكس ذلك فليذهب إلى أقرب مصح عقلي ونفسي. وحده الجنوب قاوم من قبل عاصفة الغم والهم وليست الحزم، والدليل ما يجري في جنوبنا العزيز الصادق والصابر.

والمملكة ليست بوارد أن تقوم بما يجب عليها، وحسب الوضع الذي تريد أن تضع نفسها فيه، نحن لم نقرر ماذا تريد، وهناك خيارات:

1 - إما أن تضع نفسها في حكم دولة احتلال واستعمار، وتقوم بما يجب كدولة احتلال مسؤولة عن بلد خاضع للاحتلال.

2 - أو تضع نفسها بوضع المنقذ الشريف، وتعمل وفق قوانين معلومة تجب على من وضع نفسه أو جاء مكلفاً نفسه كمنقذ.

3 - أو تضع نفسها دولة شراكة وتعاون، وهناك قيود وقوانين ومعاملات معلومة للتعاون والشراكة.

لقد طفح الكيل، وقوس الصبر لم يعد فيه منزع وحالة الغليان بدأت، لأن هناك شعباً عزيزاً قدم أكثر من الواجب بكثير، وتمت مقابلته ومجازاته جزاء سنمار.

ما يجري من تدمير لقيمة العملة والمضاربة بها، وما يجرى من تدمير وتحييد للمؤسسات وتشجيع الفردية والفساد وتجويع وحرمان من مرتبات، وأيضاً إغلاق مصفاة عدن التي لم يستطع الهالك عفاش بجبروته المعلوم أن يطفئ شمعتها التي كانت تنير عدن وترفد اليمن بالمشتقات ووقود محطات الكهرباء على مدار الساعة، فإذا بالمملكة، وللأسف، تمنع تفريغ باخرتين (كما قرأنا في مواقع التواصل الاجتماعي)، فماذا يعني هذا غير ممارسة البغي والخروج عن كل القيم الإنسانية؟، والهدف هو تركيع شعب الجنوب وإخضاعه غصباً عنه لحكم الإخوان في ثوب خلق ومهلهل يسمى شرعية.

لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وما بقي في قوس الصبر أي منزع، فإلى متى تستمر هكذا فوضى غير خلاقة؟

إنها عدن التي وقفت في وجه جحافل الحوفاشيين قبل العاصفة فتذكروا ذلك.

إنها عدن التي عرفت الكهرباء في عام 1928م وقبل دول جزيرة العرب قاطبة، واليوم تُجار في ظل تدخل عسكري الشقيقة المملكة السعودية، فهل نسيتم هذا؟ ولماذا تجاوزتها هكذا رغم أنها أحسنت إليهم سابقاً ولاحقاً؟.

يكفي تلاعباً ويكفي فوضى؟ فلقد فاض بالناس الألم والصبر نفد، ولم يعد هناك فرق بين الموت والحياة عند هذا المستوى من التعامل الشنيع واللامبالاة.

وإذا لم يكن من الموت بدٌ

فمن العار أن تموت جبانا

وإلى هنا يكفي تعذيباً في الأول يا مملكة ثم يا شرعية، فلقد طفح الكيل وامتلأ الكأس وضج الفضاء من هذه الحرب اللئيم تخطيطها دعماً وتنفيذاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى