حكومة الضرورة وخمسة دروس

> الدرس الأول، للحكومة كان يوم وصولها عدن عندما انهالت عليها صواريخ الحوثيين في المطار، اجتازته بنجاح مشهود.

الدرس الثاني، صمودها في مواجهة تحديات الوضع الاقتصادي، والضغوط المرافقة لذلك، ومتطلبات تمويل الخدمات الأساسية التي تدهورت لدرجة لا يمكن إعادة تأهيلها إلا باستثمارات ضخمة، وكان من الطبيعي أن يرافق تشكيل الحكومة تمويل برنامج إعادة إعمار بمراحل تبدأ بالخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه على وجه الخصوص وغيرها من الخدمات الاجتماعية التي لا غنى للناس عنها.. ناهيك عن حل مشاكل الرواتب والمعاشات المتراكمة.

الدرس الثالث، الوضع المشتبك في عدن والذي يعد نتاج مرحلة طويلة من الإهمال السياسي لهذه المدينة التي احتضنت الجميع، وكان أن تأسست فيها قواعد للاشتباك لم تقف عند حد معين من حدود السياسة؛ بل تعدته إلى ما وراء ذلك، واستطاعت الحكومة في تقديري أن تتجاوز إلى حد كبير ألغام المساحات المشتبكة بقدر من فهم الظروف الخاصة التي تولدت عن قضية الجنوب كقضية لا تشغل بال الجنوبيين ومستقبلهم فحسب، ولكن الوضع السياسي المستقبلي برمته.

الدرس الرابع، الوضع الأمني بما يكتنفه من تحديات أمنية كبيرة، حيث تنتشر المرابض الحاضنة للعنف على اختلاف مسمياتها ولوحاتها وأدواتها ومنتسبيها، وهي محصلة أيضًا لذلك الإهمال الذي ترك عدن مكانًا لتفريخ العنف وتصفية الحسابات كمكافأة لها على حسن استضافة الجميع بوجه مدني وروح متسامحة.
الدرس الخامس، كان هذا اليوم حينما انفجر كل هذا الركام في وجهها، وتصرفت بهدوء في مواجهة تراكمات مرحلة سياسية طويلة من الإهمال والتواطؤ في حل قضايا الناس.. تجلى ذلك في استيعاب الاحتقان الشعبي والاعتراف بحق الناس في التعبير سلميًا عن مطالبهم.

لقد قلنا من سابق، إن هذه الحكومة هي اختيار الضرورة التي لا خيار أمامها سوى النجاح، لكن لا يجب التعامل معها كما قال الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له

إياك.. إياك أن تبتل بالماء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى