هل ثَمّة بؤسٍ كهذا؟

> أتفَهّمُ جيداً حجم الضغوط على أخينا محافظ عدن في مجال الخدمات، ومُعظمها من قبل الحكومة والغاية سياسيّة، ومؤسفٌ أن تصل الأخلاق إلى هذا المستوى من الانحطاط، فهذه الضغوط تعبث بقسوةٍ في الكهرباء والمياه ولقمة عيش المواطن، والأخيرة أطبقت بآثارها السوداء على كل الناس، وليس من قبيل الافتراء أن نقول: إنّ شريحةً كبيرة من الناس دخلوا شريحة المتسولين اليوم.

ما يجري في عدن اليوم هو الجحيمُ بِعينهِ، فالحياة أصبحت لا تُطاق فعلاً، ونحن في الشهر الفضيل، والبؤسُ يُطبقُ بكآبتهِ على كل الوجوه، والسّخط والتذمر هو التّعبير الأعمّ الذي يرسم بصماته على الكل، وهذا تعايشهُ في كل مكان.
مثلاً ماذا يعني انعدام المياه نهائياً عن مديرية بالكامل ولأيامٍ؟. أتحدثُ هنا عن مديريتي البريقة بعدن، نعم ماذا يعني عدم وجود قطرة ماء نهائياً ولأكثر من أسبوع في منزل، ونحن في رمضان، ولنفترض أن ربّ هذا المنزل لا يحتكم على فلسٍ واحد لشراء مياهٍ من أي جهة أخرى؟ وهذا واقعيٌ بالنسبة للغالب الأعم من أهالي البريقة وغيرها.

إذاً لنتخيّل شكل حياة الناس في هذه الحال، وكيف يغتسلون ويغسلون ملابسهم؟ وكيف يطبخون طعامهم؟ وكيف يغسلون مواعينهم؟ وكيف؟ وكيف؟

للصبر حدودٌ ولا شك، وهذا يدركهُ الكل، وأتمنى هنا أن يحتكم أخونا المحافظ لشيء من الشجاعة -وهو لا يفتقدها طبعاً كما نعرفهُ- ويُكاشف الناس لماذا كل البريقة بدون مياهٍ لأيام؟، وهل لم يبلغه أحد مطلقاً بأنّ كل مديرية البريقة لأيامٍ بدون مياه؟، وهل ثمة من يعبث بهذا الأمر؟ أو هل ثمة نواقص واحتياجات لم يستطيعوا توفيرها لتلبية احتياجات الناس من المياه الحيوية للحياة، أو.. أو..، فهذا وضعٌ كارثي حقاً.

أتمنى أن تصل رسالتي هذه لأخينا المحافظ، وأيضاً لولدنا مدير عام مديرية البريقة المكلّف مؤخراً (فهمان عطيري)، وكذلك للمعنيين بالمياه في (محافظتنا البائسة)، ومؤسف أن أقول البائسة عدن، لكن هذا هو الواقعي اليوم، وأثقُ أن الكل يتفق معي في هذا، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى