مطلوب من الإنتقالي

> انقضى الشهر الكريم و تبعه عيد الفطر المبارك ، و لن نتحدث عما صاحب هاتين المناسبتين من معاناة نفسية ومادية وغلاء فاحش شمل كل شئ وتجرع سكان عدن والمحافظات المحررة كل تلك المعاناة بألم شديد في ظل صمت مريع وعجز للجهات الرسمية ممثلة بحكومة الفنادق و كذا الجهة التي كان الناس يعقدون عليها آمالهم كمخلص من هذا الوضع البالغ الرداءة و نعني بها قيادة المجلس الإنتقالي.كنا نظن أن عودة الرئيس الزبيدي ستنفخ الروح في اجهزة القيادة الإنتقالية وأن خطوات مهمة ستحدث ستعيد الروح في المجلس وهيئاته وان زمام المبادرة سيستعاد ثانية بعد فترة من الكساح اصاب تلك الهيئات.

إن فقدان زمام المبادرة، واستباق الفعل السياسي للخصم بخطوة تجعل الخصم  في موقع رد الفعل، وهذه ابجدية من ابجديات العمل السياسي يعرفها حتى هواة الشطرنج و قبلهم المشتغلين بالسياسة. و في ضؤ ما يصدر من التصريحات والخطب والأحاديث السياسية الصادرة عن قيادة الإنتقالي نرى اصرارا عجيبا على الصمت أمام ما يحدث من مآسي او مجرد تحميل الاسباب للطرف المعادي الذي هو شريك لهم، وغياب الفعل السياسي المدروس، و ابتعادا فعليا عن معاناة الناس وهذا ليس له تفسيرا سوى أمرين، الأول يتمثل في غياب الرؤية الإسترتيجية وعدم وجود خطط بديلة في حال فشل خطة سياسية بني عليها ولم تثمر كموقف الإنتقالي من ما يسمى اتفاق الرياض على سبيل المثال.

اما الأمر الثاني فهو أن الفعل السياسي للإنتقالي يدار من خارجه.. والأفضلية مقدمة لمصلحة الجهة التي تدير عمله السياسي. و في الحالتين النتائج السلبية ستعكس نفسها على قضية الجنوب وشعبه. اخيرا ان تأتي دعوة حتى من الشيطان نفسه، تدعي الناس للخروج للتعبير عن معاناتهم( وهذا أمر حقيقي) ثم يأتي من يخون الناس عوضا عن تبني مثل هذا العمل فذاك دليل على ان الإنزلاق كان فظيعا و ظارب في عمق اعماق وعي القيادة وهذا أمر خطير نتمنى تصحيحه ومطلوب عودة للوثائق والأهداف التي يتبناها الإنتقالي و التي تمثل العقد بين الشعب والإنتقالي والتي اصبحت عمليا خارج اطار الوعي القيادي والدليل هو المعاناة التي لم تجد من يخففها ولا نقول يزيلها.

من افواه القادة انفسهم نتحدث ونقول  ونشدد على ضرورة تصحيح الأخطاء السياسية التي صاحبت عمل القيادة خلال العامين الأخيرين و يعرفها القادة جيدا، والعودة الى الجماهير التي لا تزال مؤمنة بالقضية الجنوبية والتي دفعت الآلاف من الشهداء والجرحى والتي تدفع اثمانا اخرى لا تقل عن الدم الذي دفع من اجل انتصار القضية من خلال المعاناة الشديدة من غياب الخدمات وانتشار الأوبئة و الغلاء الفاحش غير المسبوق وانهيار العملة المستمر حتى اصبحت الأغلبية لا تأكل سوى وجبة واحدة.

مطلوب من الإنتقالي الإنسحاب من حكومة الفنادق التي جعلت من الإنتقالي شريكا في تجريع الشعب وتركيعه من خلال حرب الخدمات.

مطلوب من الإنتقالي أن يدرك وأن يعي أن اتفاق الرياض الموقع قد كان مصمم اصلا لأن يولد ميتا وان لا يتم تنفيذه هكذا هي ارادة من رعاه ومن وقع عليه من الطرف الآخر.لذلك فعليه انتهاج طريق آخر غير اتفاق الرياض.

مطلوب من الإنتقالي أن يدرك أنه مسؤول عن الأراضي التي تقع تحت سيطرته العسكري وما عليها و من عليها من البشر و ان حرب الخدمات التي يشنها العدو (الشريك) على الشعب امام سمعه وبصره لا يجب ان تستمر دون حساب او عقاب للعصابات والمافيوزييين الذين يسرحون ويمرحون امام اعيننا بل ويتحدوننا كشعب بأنهم سيتظاهرون معنا في احتجاجتنا.

مطلوب من الإنتقالي بأن يدرك ان الناس سيخلقون غيره إن لم يثبت لهم  بأنه على العهد الذي التزم به.

على الإنتقالي أن يدرك أن بقاء الوضع كما هو عليه لا يخدمه و ان كثير من القوى المتربصة ستستغل المزاج الشعبي الناقم على كل شئ و ستخترق قوى الشعب وستفرخ كيانات مآلها اعادة الشعب الى باب اليمن.

على الإنتقالي ان يدرك بأنه ان لم يصحح اوضاعه الداخلية و يفعل مكوناته  بالعناصر الوطنية المخلصة فإن العواقب لن تكون طيبة والأمثلة كثيرة في ما قلناه.

مطلوب من الإنتقالي تقديم مصالح هذا الشعب عما سواها، حتى وان كان الحليف المفضل له، الذي هو احد اسباب بل هو العنصر الأول فيما بلغناه من تدهور  شامل اكل جوانب الحياة.

على الانتقالي ادراك نوايا العدو الذي بات يتربص بنا وبأرضنا لينقض علينا لكن بعد أن يزعزع اوضاعنا ويخلخل تماسكنا وتمسكنا بقيادتنا ولا يعيق انقضاضه سوى التوقيت الذي يبدو انه صار قريبا جدا.

كل عام وانتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى