ارتفاع "مروع" في حالات زواج الأطفال قسرا
> «الأيام» "الحرة":
>
وتسببت الحرب، أيضاً، في دفع عدد كبير من الآباء، غير القادرين على تغطية نفقات أطفالهم، إلى تزويج بناتهم الصغيرات مقابل مبلغ من المال، وفقاً للتقرير.
تقول العنود شريان، التي نشأت في صنعاء وكانت تعيش حياة هادئة مع والدتها وأختها الكبرى، إن كل ذلك تغير عندما بلغت سن الثانية عشرة، بعد أن أجبرت على الزواج من ابن عمها الذي يكبرها بـ 20 عاماً.
توفيت الأم بعد فترة وجيزة، تاركة العنود أمام خيار وحيد يتمثل بالاعتماد على زوجها، لكن لم يمر وقت طويل حتى بدأ الزوج بالإساءة لها وتعنيفها وضربها.
بعد عامين من الزواج، هربت العنود إلى أختها التي رأت الكدمات وعلامات الضرب والتعذيب على جسدها، ورغم ذلك ظلت تعيش في خوف دائم من أن يأتي زوجها يوماً ما ليستعيدها.
منذ ذلك الحين، خضعت العنود لعدة عمليات ترقيع للجلد، لكن وجهها يعاني من آثار تشوه شديدة، كما أنها غير قادرة على فتح عينها اليسرى.
لا تزال العنود ترقد في المستشفى، فيما اعتقلت الشرطة زوجها في فبراير الماضي بتهمة الشروع بالقتل، ومع ذلك يرفض منحها الطلاق.
ينقل التقرير عن اتحاد المرأة اليمنية، ومقره صنعاء، القول إنه يتلقى نحو 60 مكالمة في الشهر بخصوص الأزواج المسيئين، ومعظمها من زوجات قاصرات.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم من المدنيين، ووصفت الأزمة الإنسانية التي تلت ذلك بأنها الأسوأ في العالم.
وتؤكد الأمم المتحدة أن النساء في اليمن يتعرضن لتمييز شديد في القانون والممارسة، حيث لا يمكنهن الزواج دون إذن ولي أمر ذكر، ولا يتمتعن بحقوق متساوية في الطلاق، أو الميراث، أو حضانة الأطفال.
وشددت أن انعدام الحماية القانونية يُعرض النساء للعنف المنزلي والجنسي، وأشرت إلى أن زواج الأطفال مستمر في هذا البلد، الذي لا يزال من دون حد أدنى لسن الزواج.
- أكثر من 4 ملايين طفل تزوجوا قسرا في اليمن العام الماضي
وقال تقرير أعدته "هيئة الإذاعة اليابانية" إن وضع الأطفال في اليمن ازداد سوءاً منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015، لأنها دفعت الأسر إلى مزيد من الفقر.
ويكشف التقرير أن فتيات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات يتم التخلي عنهن من قبل ذويهن، الذين عادة ما يقومون باختيار العريس المناسب، الذي يجب أن يكون ميسوراً.
كانت والدة العنود تعاني من مرض خطير، لذلك اعتقدت أن تزويج ابنتها مبكراً هو السبيل الوحيد لتأمين مستقبلها، حتى لو كانت زوجة ثانية.
كان يجرها من ملابسها ويقيدها بالسلاسل إلى عمود، ويضربها بعصا كل يوم تقريباً، حتى تفقد الوعي، وفقاً للتقرير.
وبالفعل تحقق ذلك، حيث جاء الرجل في أكتوبر الماضي إلى المنزل وحاول استعادتها بالقوة، وعندما رفضت ألقى بسائل حارق على وجهها، حيث يشتبه الأطباء بأن السائل كان حامض الكبريتيك.
لم تقتصر آثار الهجوم على الجانب الجسدي، فقد عانت العنود من صدمة وتجد صعوبة في النوم وتبكي باستمرار، كما يؤكد الطبيب الذي يتولى رعايتها.
ووفقاً لمنظمات تعنى بشؤون النساء في اليمن، بلغت مستويات العنف ضد الفتيات القاصرات المتزوجات مستويات عالية جداً مؤخراً.
ويعاني اليمن منذ أكثر من ست سنوات من حرب بين حركة الحوثيين المتحالفة مع إيران، والتي تسيطر على معظم البلاد وتحالف بقيادة السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دولياً ومقرها في الجنوب.
وتؤكد الأمم المتحدة أن النساء في اليمن يتعرضن لتمييز شديد في القانون والممارسة، حيث لا يمكنهن الزواج دون إذن ولي أمر ذكر، ولا يتمتعن بحقوق متساوية في الطلاق، أو الميراث، أو حضانة الأطفال.
وشددت أن انعدام الحماية القانونية يُعرض النساء للعنف المنزلي والجنسي، وأشرت إلى أن زواج الأطفال مستمر في هذا البلد، الذي لا يزال من دون حد أدنى لسن الزواج.