هل السلام مستحيل بين اليمنيين؟

> نجاح السلام بين اليمنيين من عدمه غير مرتبط بالمفاوضات أو الوساطات، وينجح إذا أعدنا التفكير ملياً في سبل تحقيق السلام في اليمن فلماذا؟، وذلك لأسباب عديدة، منها تعدد الفاعلين المؤثرين، والتداخلات القوية التي تربط الأزمة اليمنية مع أزمات أخرى في المنطقة، وبشكل عام فالميليشاويون وتجار الحروب، والأثرياء الجدد يعيشون في اللا دولة، ويستميتون من أجل بقائها.

بناء السلام الإستراتيجي في اليمن منعدم الشروط، نظراً لأن الصراع وصل منحنى وجودياً "نكون أو لا نكون، نحن أم أنتم"، أي أن هناك طرفاً في اليمن إذا فرضنا -وهذا مستحيل- أن يقبل بوقف العنف، فإنه مستحيل أن يقبل بخلق بناء اجتماعي عادل، بل هدفه فقط مسار تهدئة مؤقتة.
صعوبة حل الأزمة اليمنية تكمن بأنها تحتاج إلى حل نهائي، واجتثاث الأسباب من الجذور، وهنا تبدأ أركان السلام في الانهيار.

إذا كان افتراض حل في اليمن يحمل صفة سلام "إستراتيجي" بحسن النوايا، فهذا مستحيل لأن هناك طرفاً بنى حساباته وفق إمكانيات الاستعداد للحرب مستقبلاً وليس لوقفها.
لا تتوفر في اليمن شروط إحلال السلام السياسي والديني، فما بالنا بشروط إحلاله عسكرياً وقد باتت اليمن مهرجاناً عسكرياً للطيران المسير والصواريخ الباليستية، والدعوات الجهادية، وغسل العقول بثقافة الموت وزراعة الألغام.

فإذا كان إحلال السلام في اليمن إستراتيجية أمريكية، فكيف لها النجاح وقد أصبحت القواعد الأمريكية مسخرة، ومرمى حجر بالمسيرات والمقذوفات الصاروخية في عدد من بقع العالم؟
قد يقول بعض المتفائلين إن السلام في اليمن "خيار إستراتيجي"، والحديث هنا عن السلام العادل وفق المرجعيات الثلاثة، وذلك لما تقتضيه مصلحة الشعب اليمني، فذلك أمر مستحيل، لأن نسبة كبيرة من اليمنيين منخرطة في الصراع بطريقة مباشر أو غير مباشر، وما رافق ذلك من تعقيدات الأوضاع على الأرض.
هناك مليون سبب لعدم إحلال السلام في اليمن، بينما تحقيقه يحتاج فرصة وحيدة هي تدخل عسكري إنساني، وختاماً متى ما احترم اليمنيون النظام والقانون فسيسهل تحقيق السلام العادل والشامل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى