قضية الجنوب واستعادة دولته مفتاح السلام في المنطقة

> القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب هي جوهر ما يحصل من حرب باليمن وقلاقل بالمنطقة منذ عام 1994م.
وأي تجاوز أو إهمال لمفتاح الحرب والسلام (الجنوب ودولته) سيكون عملا غير صالح لبناء سلام يعم الجنوب والشمال والجزيرة العربية.

لطالما تم غض الطرف والتعامي عن معاناة شعب الجنوب، والتعتيم على نضالاته وتضحياته على امتداد ربع قرن من الزمان، ولكن اليوم، وبالذات بعد عاصفة التحالف العربي، وتحرير الجنوب، أصبح العالم يدرك القضية الجنوبية وأبعادها، وسمع عنها ورأى التضحيات الجسيمة والغالية عيانا بيانا، لذلك، سيكون تجاوزها حماقة أخرى لا تدرك تبعاتها، فضلا على أن التجاوز بحد ذاته جريمة أخلاقية وسياسية، ستفتح باب الصراعات الداخلية طويلة الأمد، التي لن يكون تأثيرها محليا، بل ستصل لدول الجوار تبعات ذلك التجاوز.

الانتصار الحقيقي، وتحقيق سلام مستدام، وتنمية، وأمن واستقرار، وشراكة بناءة ومثمرة، تتلخص في الالتفات العربي والإقليمي والدولي للقضية الجنوبية، وحقه باستعادة دولته وتقرير مصيره.

نجاح عاصفة الحزم العربي كذلك لن تكون ذات جدوى إلا متى ما كانت نهايتها وختامها استعادة الدولة العربية الجنوبية، فالشمال السابق والمعروف بالجمهورية العربية اليمنية، لن يعود كما كان كنتاج لسبتمبر 1962م، وخاصة بعد السيطرة عليه من الحوثيين، اللذين ينتمون لمملكة وإمامة امتدت على أكثر من عشرة قرون من الزمن، ومن الصعب التكهن بهزيمة الحوثيين في المدى المنظور.

الحوثيون اليوم تمكنوا من الشمال، بل غيروا هويته وثقافته والتعليم الذي كان سائدا قبل 21 سبتمبر 2014م، عشية استيلائهم على صنعاء العاصمة والشمال كاملا، ماعدا مارب أو بعض أجزائها، ومن دون مقاومة تذكر، رغم أن من هربوا إلى الرياض وبقية المنافي يمتلكون عدة وعتاد وقوة بشرية مقاتلة تفوق قوة الحوثيين، وهذا يضع إمام التحالف مليون سؤال وسؤال عن مدى صدق ومصداقية من هربوا.

كل ذلك يضع الجميع، وفي مقدمتهم من تبنى عاصفة الحزم، أمام سؤال هام وصعب إيضا، وهو ما مفهومهم لكف يد إيران أو هزيمتها وهزيمة مشروعها؟ وهل ترى في عودة الجنوب للحكم من قبل الشرعية الشمالية الجديدة (سلطات الحوثيين) هل ترى فيها انتصار على ايران ونفوذها.

هناك شبه استحالة بهزيمة الحوثيين وإخراجهم من صنعاء أو إقناعه بعودة الأمور كما كانت قبل 21 سبتمبر2014م، وهناك بالمقابل إصرار جنوبي على استعادة دولته ووضعه الدولي السابق، وبالمثل لا يمكن اعتبار التحالف منتصرا إذا استلم حكم اليمن كاملا الحوثي، ولا سبيل للانتصار إلا باستعادة الجنوب والنأي به عن نفوذ إيران من خلال دعمه باستعادة دولته وانضمامه لمجلس التعاون الخليجي، كونه يشكل حماية حقيقية للأمن القومي العربي نتيجة لموقعه الهام على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي، وكذا لوقوع مضيق باب المندب ضمن حدوده.

دون عودة الدولة الجنوبية العربية لن يتحقق السلام، ولن تحصد العاصفة سوى خفي حنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى