لماذا شبوة وحضرموت؟

> ما يحدث في تلك المحافظتين هو تكريس للماضي، فالوجه الآخر لنظام صنعاء الذي اعتبر أن الجنوب ملك قبضته، ومارس كل صنوف الانتهاكات بحق شعبنا مع هذا الشريك الذي يمارس ذات السطوة بحق أبنا حضرموت وشبوة، بل هو الوجه الآخر لنظام صالح الذي أوعز له عفاش حينها ممارسة القمع بحق التظاهرات السلمية الجنوبية، ومنح نظير عدائه الصارخ للجنوب مميزات كثيرة، وأظهر هذا الطرف المتشدد حجماً من الحدة في ممارساته لا سيما على المستوى الديني، الحال الذي خلق قدراً من الحساسية لدى شعبنا تجاه منحى تلك الجماعات المنضوية في إطار حزبي يمارس كل أشكال التطرف تجاه شعبنا من منظور معطيات الكثير من الأعمال العدائية التي واجهها الجنوب.

بالمجمل يقف شعبنا الجنوبي في وضعه الراهن أمام تحديات كبيرة من منظور ما تمارس تجاهه من سلوكيات بصورة عامة، وشبوة وحضرموت على وجه الخصوص.
رغم حجم الرفض الشعبي العارم الذي هو تجسيد للإرادة الجنوبية العارمة، إلا أن ذلك لا يكفي مطلقاً من منظور عدم احترام إرادة شعبنا، والسعي لتجسيد رؤى تتعارض تماماً مع أهداف الجنوب وتضحياته الجسام، ربما هو نمط مؤسف من الإجحاف والخذلان -إن جاز التعبير- لا يؤسس بأي حال لاستقرار المنطقة عموماً.

فالحلول التي لا تستقيم على مبدأ العدل مصيرها الفشل، وعلينا تخيل تداعيات ذلك في هذا الجزء من العالم بما يشكل من أهمية، وهنا نسأل: هل ما يجري لأبناء شبوة وحضرموت يعبر عن اتجاهات سياسية تتجاوز إرادة شعبنا؟
تكريس واضح لنمط ماضي عفاش، لكن هذه المرة عبر شريكه الأكثر حقداً ودموية في تعاطيه مع الشأن الجنوبي.
فهل تنظر عدالة الأشقاء إلى الأمر من منظور كل ما يهمها، وما لها من مصالح مع كل الغدر بالشقيق الجنوبي الحليف الأوثق والشريك المثالي على مدى سنوات مضت، ناهيك عمّا يمثل من أهمية في أمن جواره الإقليمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى