كيف انهار الريال في المحافظات المحررة؟

> عدن «الأيام» القسم الاقتصادي:

>
  • سعر الصرف يتجاوز حاجز 1000 ريال مقابل الدولار
خلال العام 2020م – ومن خلال عدد من التحليلات المالية والاقتصادية التي أجراها فريق "الأيام" الاقتصادي ونشرها على متن صفحات الصحيفة حينها، كانت كل تلك التحليلات قد حذرت من تهاوي أسعار الصرف في المحافظات المحررة، وأن المؤشرات الاقتصادية فيما يتعلق بمؤشرات الاقتصاد النقدي تتوقع وصول أسعار الصرف في المحافظات المحررة حدود 1350 ريالًا مقابل الدولار الواحد.

واليوم نجد أن حقيقة ذلك التوقع أصبح واقعًا يعيشه الناس، حيث أغلق سعر الدولار1010 ريال يوم أمس الأول الموافق 12 يوليو2021م – وعلى ما يبدو فإن ذلك التراجع سيستمر في ظل تلاعب البنك المركزي في عدن وبطريقة واضحة من خلال قيامه بعدد من الإجراءات التي كان يهدف من خلالها التأثير على حجم الطلب والعرض في المحافظات الخاضعة للحوثيين إلا أن تلك المحاولات تبين أنها لعبة مدروسة بين كلا البنكين.

أولًا: قام البنك المركزي اليمني – فرع المكلا بإخراج كميات من النقد المطبوع "الكبير" المشابهة لنقد صنعاء وقاربت تلك الكميات 262 مليار ريال – من إجمالي كميات النقد الكبيرة الواصلة قبل شهر إلى فرع المكلا والمقدرة بـ 400 مليار ريال من الطبعة الكبيرة، وقضت تلك التوجيهات قيام اثنين من كبار المضاربين (شركات صرافة) شراء كميات من الدولار من صنعاء، وذلك بهدف إرباك حالة السوق في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين – إلا أن ذلك الأمر انعكست نتائجه سلبًا على أسعار الصرف في المحافظات المحررة.

وأما بالنسبة لتفاصيل تلك العملية والآلية التي تمت – والتي سنقوم بتوضيحها كالتالي:
أولًا: واقع وحقيقة التحويلات المالية بين شركات الصرافة في عدن ووكلاء الشبكات التابعين لصنعاء:


ملاحظة مهمة:
الفارق المستقطع في عدن عند تصدير حوالة إلى صنعاء بالريال الجديد يمثل فروق عملة لصالح شركات الصرافة في عدن، ولذلك فإنه كلما ارتفعت الأسعار في عدن كلما زاد حجم الفارق المستقطع لصالح شركات الصرافة في عدن – وهذه الخاصية هي التي جعلت هوامير المضاربة لا يترددون في رفع الأسعار في ظل عجز واضح؛ بل وتواطئ مباشر من قبل إدارة البنك المركزي في عدن.




ملاحظة مهمة:
الفارق المستحق لشركات الصرافة في صنعاء من خلال عمليات التحويل الصادرة بالريال القديم إلى عدن عند تصدير حوالة يمثل فروق عملة لصالح شركات الصرافة في صنعاء – ناتج عن عدم تكافؤ بين أسعار صرف صنعاء وعدن، الأمر الذي جعل الريال من الطبعة القديمة يعادل = 0,0016666 دولار – في حين أن الريال من الطبعة الجديدة يعادل = 0,00125 دولار. لذلك فإنه كلما ارتفعت الأسعار في عدن كلما زاد حجم الفارق المستقطع لصالح شركات الصرافة في عدن – وهذه الخاصية هي التي جعلت هوامير المضاربة لا يترددون في رفع الأسعار في ظل عجز واضح بل وتواطئ مباشر من قبل إدارة البنك المركزي في عدن، في المقابل زادت كميات النقد من الطبعة الجديدة لصالح شركات الصرافة في صنعاء لدى شركات عدن.

ومن ذلك يمكن تلخيص العلاقة التناسبية بين الطرفين في كلا النوعين من الحوالات (صادرة – واردة) كالتالي:
الحوالات الواردة من عدن تم توسيط الدولار الأثر المالي للتحويلات الصادرة من عدن الحوالات الصادرة بالريال
الحوالات الوادرة من عدن بالريال الجديد يتم مصارفتها في عدن بسعر صنعاء وبذلك كسبت صنعاء ضمان استحقاق أموالها بالعملات الصعبة في عدن. فروق عملة ضخمة من الطبعة الجديدة لصالح شركات الصرافة في عدن- الامر الذي خلق تراكم النقد من الطبعة المحلية الجديدة لدى شركات الصرافة في المحافظات المحررة، كما أنه لا مطالبة على صنعاء في عمليات التحويل الصادرة. الحوالات الصادرة

عدن بالريال الجديد – الى صنعاء بالريال القديم
الحوالات الصادرة من صنعاء بالريال القديم الاثر المالي للتحويلات الصادرة من صنعاء الواردة من صنعاء الى عدن
تصارف بسعر صنعاء لتحقيق اكبر كمية من الدولار – ومن ثم يتم قياس الكمية المعادلة للمبلغ المراد سداده في عدن بسعر صرف عدن، أي تحويل كمية اكبر من الدولار – فيما يتم صرف كمية من الريال الجديد تقل عن معادل الكمية المحولة وبالتالي اثبتت صنعاء استحقاق لها في عدن من الطبعة الجديدة وفي سوق عدن. اثبات عدم تكافؤ بين قيمة الريال القديم الصادر من صنعاء مقابل الريال الجديد المتراكم في عدن وذلك بناء على اسعار الصرف المختلفة وذلك يعني أن :

1 ريال قديم = 1.328 ريال جديد.

100,000 قديم = 166 $.

1 ريال جديد = 0.7530 ريال قديم.

100,000 جديد = 125 $.
كمية الدولار الواردة من صنعاء تفوق الكميات التي صدرتها عدن – السداد في عدن كميات من الريال الجديد تفوق الكميات التي استملتها صنعاء، حيث ان رصيد صنعاء في عدن يكون بالريال الجديد مقابل المطالبة بالدولار عند سدادها.

ملاحظة مهمة: تم تطبيق هذه الآلية خلال الفترة الماضية في ظل وجود نوعين من الطبعات من الريال - طبعة كبيرة قديمة تتعامل بها صنعاء وتعترف بها عدن بأنها لا تكافئ الطبعة الجديدة - بينما طبعة جديدة تتعامل بها عدن ولا تعترف بها صنعاء ولا تتعامل معها، واتخذت الدولار وسيطًا بينها وبين عدن لعمليات استيراد الحوالات الواردة من المحافظات المحررة.

خطة البنك المركزي اليمني في عدن – من خلال طباعة كميات من العملة المحلية الكبيرة أو المعروفة بالقديمة:

كانت الخطة تقضي بإدخال ذلك النقد المحلي المشابه لنقد صنعاء المتداول لديها بهدف دعوى البنك القضاء على فروق العملة بين الطبعتين القديمة والجديدة – إلا أن حقيقة الأمر هو ضرب استقرار أسعار الصرف في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين وذلك بهدف إبعاد الحرج الذي أصبحت فيه الحكومات المتعاقبة وسلطتها النقدية في عدن، بسبب ثبات أسعار الصرف واستقرارها في صنعاء والمحافظات الخاضعة لها منذ العام 2018م – فيما تهاوى الريال في مناطق الشرعية في ظل فشل واضح وتخبط جعل الحكومة وسلطتها النقدية تفكر بأن الحل الوحيد لإنقاذ الموقف وتجنب تراكمات الفشل لها ولسلطتها النقدية هو انهيار أسعار الصرف في المناطق غير المحررة وهذا يؤكد بأنه لا رؤية اقتصادية لدى هذه الحكومة أو سابقاتها، وكذا سلطتها النقدية والتي تمنع الحكومة أي تغييرات تجرى في إدارتها العليا من محافظ ونائب محافظ وأعضاء مجلس الإدارة – إضافة إلى وكلاء ومساعديهم ومديري عموم أثبتت الفترة من 2017 – 2021 فشلهم في تحقيق استقرار أسعار الصرف؛ بل وعبثهم بكل النقد المطبوع – وتبديدهم لمبلغ 2 مليار و 200 مليون دولار وديعة ومنحة.

إن جملة الإجراءات التي اتخذتها سلطة البنك المركزي في صنعاء جعلت من قرار الطباعة للريال القديم لا جدوى منها - لكون تلك الكميات في حالة تداولها في السوق المحلي سوف تتكدس في المحافظات المحررة ولو في الوقت الحالي، الأمر الذي سيضاعف من معاناة الناس لكونها ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الصرف واحتكارها من قبل الصرافين، وفي الأخير سيتم سحبها إلى صنعاء بهدف استبدال التالف لديها في المستقبل، ولهذا كان قرار البنك المركزي خلال الأيام الماضية، والذي قضت توجيهات نائب المحافظ الحالي المدعو شكيب حبيشي إلى فرع البنك المركزي في المكلا بمنح ما يقارب 262 مليار ريال من الطبعة الكبيرة الجديدة، وذلك بهدف المضاربة في سوق المحافظات غير المحررة وصنعاء – حيث كانت الخطة تهدف إلى قيام كبار المضاربين في حضرموت ومأرب شراء كميات من الدولار من صنعاء، وذلك عبر شبكات التحويل، الأمر الذي خلق مقاصة بين الحسابات في عمليات التحويل الصادرة للحوالات من عدن إلى صنعاء، وذلك في ظل توفر كميات من الطبعة الكبيرة لدى تلك الشركات في المحافظات المحررة – أي أن فروق العملة أصبحت تسير في اتجاه واحد فقط، وهي الحوالات الواردة من صنعاء إلى عدن والمحافظات المحررة، وذلك بسبب أن سعر صنعاء يقل عن سعر عدن – ولتوضيح تفاصيل تلك العملية التي تمت كالتالي:
262,000,000,000 مليار ريال قديم الكميات الواردة الى صنعاء بالريال القديم عبر الشبكات 262,000,000,000 مليار ريال قديم الكميات الصادرة من المحافظات المحررة – بالريال القديم عبر الشبكات
438,127,090.30 دولار.
438,127,090.30 دولار. الكميات المقابلة لها من الدولار بسعر صنعاء (598 ريال / دولار)



اين تكمن المشكلة أذن:
(287,000,000,000) مليار ريال بالمعادل لكل العملات رصيد مكشوف على شركات عدن. حسابات الوكلاء في عدن بكل العملات كانت مدينة لصالح شركات الصرافة في صنعاء بمقدار فروق التحويل للحوالات الصادرة من صنعاء الى عدن

كانت المشكلة والتي هدفت صنعاء من خلالها ضرب أسعار الصرف في المحافظات المحررة، وإثبات فشل وعجز الحكومة الحالية، وسلطة النقد في عدن – هي أن كل شركات الصرافة العاملة في المحافظات المحررة والتي تتعامل مع شبكات صنعاء وشركات الصرافة هناك بأنها مدينة لصنعاء بكميات كبيرة من الطبعة الجديدة في حسابات الشبكة – وبالتالي طالب البنك المركزي في صنعاء كل تلك الشركات تصفية حساباتها المعلقة بينها وبين شركات عدن، ومنع أي عمليات كشف لحسابات الوكلاء، وبالتالي بدأت شركات الصرافة في صنعاء مطالبة مستحقاتها المالية بكل العملات من حسابات الشبكة والتي يجب على شركات الصرافة في عدن

سدادها وفورًا – الأمر الذي خلق حالة من زيادة الطلب على النقد الأجنبي وخاصة الدولار والسعودي، فهذا الأمر الذي لم ولن تدرسه سلطة النقد في عدن، ولا الحكومة بأن سوق الصرف الموازي محكوم من صنعاء وليس من عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى