> لأن هذا الوطن قد اُبتلي بأفسد مسؤولين على وجه الأرض، فلا يمكن أبداً أن يتعافى وعلى عرشه يتربع مسؤولون، غير مسؤولين، يحكمونه ويتحكمون به من خارج حدوده، ويستلمون رواتبهم بالدولار.
وبنظرة سريعة وعاجلة على مقدار رواتب أعضاء مجلس نوابنا التابع لحكومتنا الشرعية المتناثرين خارج حدود اليمن، والساكنين في أضخم الفنادق العربية والعالمية، ستجدون أن راتب عضو مجلس النواب شهرياً يصل إلى مبلغ 12 مليوناً و500 ألف ريال يمني.

وهنا سيرد بعضكم على ما ذكرته، وسيقول إن معلوماتي غير صحيحة، وأن المبلغ الذي أشرت إليه غير صحيح، وأن الراتب الشهري لعضو مجلس النواب يبلغ 6 ملايين ريال يمني فقط، ومن جانبي سأرد على هؤلاء بالقول: "فعلاً مقدار الراتب الحقيقي لعضو مجلس النواب اليمني، هو 6 ملايين ريال وليس 12 مليون ريال يمني، لكن اسمحوا لي هنا أن أوضح لكم كيف يتحول بقدرة قادر راتب عضو مجلس النواب من 6 ملايين إلى 12 مليوناً من خلال العملية الحسابية التالية".

الراتب المقرر لعضو مجلس النواب، والذي يبلغ 6 ملايين يحال إلى البنك المركزي ليعمل على تحويله إلى دولار، وذلك باحتساب سعر صرف الدولار الواحد لعضو المجلس بسعر 480 ريالاً للدولار
وكونه يتم تحويل الراتب من الريال اليمني إلى دولار، ويتم احتساب سعر الدولار بسعر 480 ريالاً، وبذلك راتب عضو البرلمان الذي يبلغ 6 ملايين يصبح 12 ألفاً و500 دولار،

وإذا ما تم صرف 12.500 بسعر سوق الصرف في اليمن بسعر 1000 ريال يمني مقابل الدولار الواحد (12.500 $ × 1000ريال) سيكون الناتج هو: 12 مليوناً و500 ألف ريال يمني، علماً بأن صرف الدولار اليوم، قد تخطى حاجز الألف الريال.
وهنا دعوني أسأل: هل يمكن لهذه الحرب أن تنتهي، طالما أن المسؤولين عنها يتضاعف نعيمهم كل يوم؟ وهل يمكن لهذا البلد أن يستقر، طالما أن مسؤوليه وحكامه، يحكمون ويتحكمون، ويشخطون وينخطون، ويُعينون ويُقيلون، من خارج حدود بلدهم، ومن أعلى شرفات غرف أضخم الفنادق الخارجية؟